المشاهد نت

ضحايا العند يرتفع إلى عشرين قتيلاً

عدن – بديع سلطان :

أكدت مصادر أمنية في عدن أن الطائرة المسيّرة التي انفجرت، صباح الخميس، في قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) ليست الوحيدة، حيث كانت هناك طائرة أخرى تقوم بعملية التصوير.

وقال مصدر أمني خاص (للمشاهد): إن الطائرة المفخخة انفجرت بعد تحليقها لأكثر من عشر دقائق فوق القاعدة العسكرية، التي كانت تشهد عرضاً عسكريًا للجيش  تدشينًا للعام التدريبي الجديد.
ورجح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تكون الطائرتان قد انطلقتا من جبال منطقة الشريجة، المتاخمة لمناطق كرش، شمال محافظة لحج، والتي مازالت تحت سيطرة جماعة الحوثي.

وأعلنت جماعة الحوثي مسئوليتها عن تفجير طائرة مسيّرة في قاعدة العند، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود، وإصابة قيادات عسكرية وأمنية كانت حاضرةً في المنصة الرئيسية للعرض العسكري.

ضحايا العند يرتفع إلى عشرين قتيلاً
منصة الاحتفال العسكري في قاعدة العند بعد اثناء سقوط الطائرة المسيرة

وأكد المصدر الأمني مقتل 20 جنديًا، وإصابة ست قيادات عسكرية رفيعة، وجرح أكثر من 20 آخرين، بينهم إعلاميون، كانوا حاضرين لتغطية الفعالية.

وفي أول رد فعل حكومي رسمي على الحادثة، أكدت اللجنة الأمنية العليا، أن الأعمال التي تقوم بها جماعة الحوثي، لا تشير إلى رغبتهم بتحقيق السلام.
وفي بيانٍ صدر عنها، مساء الخميس، تلقى (المشاهد) نسخة منه؛ اتهمت اللجنة الأمنية إيران بدعم الحوثيين، وتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة، والصواريخ إلى الجماعة، بغرض قتل اليمنيين، وتهديد السلم العالمي.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الحوثيون أن الطائرة المسيرة انفجرت وسط المنصة الرئيسية للعرض العسكري في قاعدة العند، إلا أن قائد القاعدة اللواء ثابت جواس أكد أن الطائرة انفجرت على مسافة بعيدة من المنصة، وهو ما أكدته الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل.
وقال جواس في تصريحاتٍ صحفية: مهما أرسل الحوثيون من طائراتٍ مفخخة، نعرف مسبقًا أنها لن تفعل شيئًا، والعرض العسكري استمر وانتهى، ونحن بمعنويات عالية.
وتحدث اللواء جواس وهو في إحدى مستشفيات محافظة عدن، بعد ساعاتٍ من الحادثة، حيث تفاوتت الأخبار المتحدثة عن مدى إصابته.

وتعرض عدد من القادة العسكريين الرفيعين لإصابات نتيجة الحادث، غير أن أشدها كانت إصابة رئيس هيئة الاستخبارات اللواء محمد صالح طماح، الذي تعرض لإصابةٍ فوق منطقة القلب، وفق مصادر طبية بمستشفى أطباء بلا حدود في عدن.
في الوقت الذي أكدت مصادر طبية في مستشفى عدن الألماني (للمشاهد) أن إصابة قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن كانت خفيفة، من خلال إصابته بشظايا في الظهر.
فيما كانت إصابة محافظ لحج اللواء عبدالله تركي خفيفة، بإصاباتٍ في جنبه الأيمن، بينما لم تتوفر معلومات مؤكدة عن حالة نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء ركن صالح الزنداني، الذي أصيب أيضاً في الحادث.
وقال رئيس قسم الإعلام بمستشفى الجمهورية العام بعدن، عمرو قريش، في تصريحٍ خاصٍ (للمشاهد): إن عشرات الجنود المصابين استقبلهم قسم الطوارئ في المستشفى، في ساعات الظهيرة، ثلاثة منهم توفوا بعد وصولهم.

إقرأ أيضاً  المرأة الريفية.. حضور متزايد في الزراعة 

عقب الحادث بدقائق قال الصحفي والمصور نبيل القعيطي، الذي كان متواجدًا في العرض العسكري: إن طائرة بدون طيار شوهدت تقترب من منصة العرض العسكري بقاعدة العند، قبيل تدشين فعاليات العام التدريبي الجديد، دون أن يتم اعتراضها.
وأضاف في منشورٍ على مواقع التواصل: شاهدنا الطائرة تقترب من المنصة، وظننا أنها طائرة تصور الحفل، حتى هبطت داخل المنصة وأحدثت انفجارًا ضخمًا.
غير أن منشور القعيطي يتناقض مع صور الفيديو الطائرة وهي تنفجر أعلى المنصة، وفي الجو، وليس داخلها.
وأكد القعيطي مشاهدته لسقوط جرحى يقدر عددهم بالعشرات، جلهم من القيادات العسكرية رفيعة المستوى الحاضرة على المنصة.

الإصابات لم تستثنِ الصحفيين الحاضرين، والذين تواجدوا لتغطية الفعالية إعلاميًا، حيث سقط كلٌ من الصحفيين محمد النقيب، ونبيل الجنيد، جرحى بعد إصابتهم بشظايا خفيفة.
وانتقدت الصحفية في وكالة سبأ منال أمين ترك الصحفيين ينزفون على الأرض فيما الجنود منشغلين بإنقاذ القادة العسكريين، وهو ما وافقها عليه مراسل قناة يمن شباب في عدن، أدهم محمود.

وتقع قاعدة العند شمال محافظة لحج، (جنوبي اليمن)، وتم تأسيسها خلال فترة الاضطرابات العسكرية بين دولتي الشمال والجنوب بداية سبعينيات القرن الماضي.
واشتهرت القاعدة باحتوائها على أكبر ترسانة عسكرية في شبه الجزيرة العربية آنذاك، ومطار عسكري هو الأول من نوعه في المنطقة، وكانت تتلقى دعمًا عسكريًا ضخمًا من الاتحاد السوفييتي السابق، وشكلت تهديداً لدول الجوار.
ومثل سقوط القاعدة في حرب صيف عام 1994 حدثًا محوريًا أدى إلى انتصار القوات الشمالية على نظيرتها الجنوبية.
وسيطرت عليها جماعة الحوثي بعد اجتياحها للجنوب في مارس عام 2015، غير أنه لم تلبث أن تحررت في أغسطس من نفس العام، عقب تدخل التحالف العربي وقوات المقاومة الجنوبية.

مقالات مشابهة