المشاهد نت

بالفيديو- بناء يمني: “أحب ترميم المباني الأثرية منذ الصغر”

صنعاء – فارس قاسم:

“من صغري وأنا أحب ترميم البيوت والمباني الأثرية، ولا أقوم بأية إضافات حديثة. هذا تاريخنا المشرق، يجب المحافظة عليه، لنبقى متميزين بين الأمم”. هكذا يصف المعلم في مجال البناء، والمتخصص في ترميم المباني التاريخية، أحمد الروضي، عمله.
ويضيف الروضي (58 عاماً)، في قصة مصورة لـ”المشاهد”: “صنعاء القديمة التي يعود بناؤها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، بالنسبة لي، هي البحر وأنا السمك، عايش فيها، لو أخرج منها سأموت. أعشقها كأنها ملك والدي”.

وتعلم الروضي مهنة تجديد (ترميم) المباني التاريخية بنفس المواد والمقاييس والطريقة التقليدية القديمة، من والده الذي كان يرافقه منذ سن الـ10 من عمره، كما يقول.

“الكارثة المفجعة”

خلال السنوات الـ10 الماضية، رمم الروضي نحو 32 مبنى تاريخياً، ما بين منزل سكني وجامع، في صنعاء ومدن يمنية مختلفة، على حد قوله.
ويناهض الروضي بشدة إدخال أية إضافات حديثة على المباني التقليدية، واصفاً ذلك بـ”الكارثة المفجعة” التي تدفعه لتوجيه النقد والخلاف مع من يقوم بذلك.
وعلى مدى عقود، شهدت عشرات البيوت التاريخية في مدينة صنعاء، تعديلات مخالفة للطابع المعماري الفريد الذي تميزت به المدينة العريقة المدرجة ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1986.
وحذرت اليونسكو مراراً بشطب المدينة من قائمتها في حال استمرار تلك المخالفات.
وتتميز مدينة صنعاء القديمة ببنائها البرجي الذي يصل أحياناً إلى 7 أدوار، كما تضفي النواحي الجمالية والزخرفية في واجهات المباني، نُدراً وتميزاً مرتبطاً بذات الإنسان.

أنموذج

شرح أحمد الروضي لكاميرا “المشاهد”، قصة ترميمه أحد المنازل التاريخية (يعود بناؤه إلى أكثر من 120 عاماً)، في صنعاء القديمة، يتألف من 4 طوابق، قائلاً: “هذا البيت قمت بترميمه، هديت (هدمت) الدور الأول والثاني، وأعدته بنفس المواد (التقليدية القديمة)، وبنفس الطريقة”.
وشاهد معد التقرير صوراً فوتوغرافية للمنزل قبل وأثناء الترميم، حيث كان على وشك الانهيار، ليتحول إلى واحد من أجمل المباني هناك، من الداخل والخارج.
وأوضح الروضي أنه أعاد داخل المنزل ذاته، بناء دولاب من مادة الياجور، الذي كان من مكونات البيوت التقليدية، قبل أن تتم إزالتها من قبل ملاك المنازل، مستغلين مساحتها للسكن.
“الآن يعتبر هذا المنزل الوحيد بصنعاء القديمة الذي فيه دولاب من الياجور. انقرض هذا الجزء من منازل صنعاء القديمة منذ 300 عام”، وفق قوله.
وعبر أحمد الروضي عن فخره بأعماله التي أنجزها، وشعوره بالسعادة كونه نقل (علم) مهنته لنجله (عبدالرزاق) “بهدف الحفاظ عليها، كجزء من الحفاظ على التراث”.
لا يختلف الأمر بالنسبة لنجله العشريني عبدالرزاق، الذي قال لـ”المشاهد” إنه ترك تعليمه بسبب حبه لهذه المهنة.
والأهم من ذلك، أن أعمال الشاب، في البيوت والمباني الحديثة، يضفي عليها طابع المعمار القديم، كما يقول.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

تداعيات الحرب

ولم يخفِ أحمد الروضي حسرته على المباني التاريخية التي تضررت جزئياً أو كلياً، بسبب الحرب المستمرة في اليمن منذ 4 سنوات، قائلاً بنبرة يخالجها الشعور بالحزن: “الحرب تسببت بكارثة، وخربت (هدمت) بيوتاً ومباني أثرية كثيرة”.
في المقابل، يشدد على ضرورة اتباع خطوات فنية دقيقة لترميم تلك المباني، وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق.
وألحق النزاع الدامي الدائر في اليمن، منذ نهاية آذار/مارس 2015، دماراً واسعاً بعشرات المعالم الأثرية في مختلف مدن البلاد.

مقالات مشابهة