المشاهد نت

الطائرات المُسيّرة.. خبرة حزب الله في اليمن

تعز – أحلام محمد :
يبدو أن العام 2019 سيكون حافلا بهجمات الحوثيين عبر استخدام الطائرات المسيرة، في خطوة تصعيدية متزامنة مع جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إحلال السلام في اليمن الذي يشهد حربا منذ مارس/آذار 2015.
وهدد المتحدث باسم وزارة الدفاع التابعة لجماعة الحوثي يحيى سريع بشن مزيد من الهجمات بطائرات مسيرة، مؤكدا امتلاك الجماعة في المستقبل القريب لمخزون إستراتيجي منها، يمكنها من تنفيذ أكثر من غارة جوية في جبهات معارك متعددة بنفس الوقت.
تزامن ذلك مع، اعلان الحكومة اليمنية في 13 يناير/كانون الثاني الجاري، عن إفشالها هجوما جويا عبر طائرة مسيرة لجماعة الحوثي، استهدف الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار في مدينة الحديدة غربي اليمن.
ومع تدخل التحالف العربي في الربع الأول من العام 2015، تم تعطيل مختلف المطارات المدنية والعسكرية في البلاد، وفقد بذلك الحوثيين القدرات الجوية واستعاضوا عنها بالصواريخ والطائرات دون طيار.

الطائرات المُسيّرة.. خبرة حزب الله في اليمن
الهجوم علي قاعدة العند العسكرية بطائرة مسيرة

واستخدمت تلك الجماعة الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات عسكرية محدودة داخل البلاد، كان آخرها الهجوم على قاعدة العند، فضلا عن الاستفادة منها في عمليات تجسس واستطلاع وجمع معلومات، إضافة إلى مزاعم الحوثيين حول استهداف دولة الإمارات خلال العام 2018، برغم نفي أبوظبي ذلك.
وكان التحالف العربي قد أعلن مؤخرا أنه دمر مركزا للاتصالات والتحكم، الذي يستخدمه الحوثيون لتوجيه الطائرات بدون طيار.

تنسيق خارجي

يزعم الحوثيون أنهم يقوموا بتصنيع الطائرات المسيرة داخل البلاد. لكن الخبير العسكري علي الذهب ينفي ذلك، مؤكدا أن ما يحدث هو تجميع لأجزائها التي يحصلون عليها عن طريق عمليات تهريب تتم من مختلف المنافذ في اليمن.
وبيَّن لـ”المشاهد” أن الطائرات المسيرة الصغيرة تخضع لنظام تحكم غير معقد، ويمكن استخدامها وإدارتها بالتدريب والممارسة، وهو ما جعلها تستخدم حتى من قِبل مهربي المخدرات، في بعض الدول.
وقال إن لدى حزب الله في لبنان تجربة رائدة في ذلك، إذ تمكن قبل سنوات من التحكم في طائرة للكيان الصهيوني، حلقت بجنوب البلاد؛ حيث أنزلت دون إعطابها، ثم اخترق تشفيرها، وتحليل ما قامت به من تصوير وأعمال تجسس.
ووفقا للذهب فإن هذه التجربة موجودة في اليمن، وبتنسيق مع حزب الله، وإيران، لافتا إلى أن تكرار استخدامها داخل البلاد قد يدل على تطور قدرات الحوثيين، أما إسقاطها فيعتمد على قدرات الطرف المستهدف ويقظته.

إقرأ أيضاً  مسلسل «ممر آمن»… الأمن مسؤولية مشتركة

ورقة ضغط
ويؤكد الصحفي عبدالسلام الغباري، أن الحوثيين يعتبرون الطائرات المسيرة ورقة مهمة وسيعولون عليها خصوصا بعد حادثة العند.
ويقول لـ”المشاهد” “من خلال المتابعة لعمليات إسقاط الطائرات في مأرب ونهم وصعدة وغيرها، نجد أن ذلك يتم بسهولة من الأرض، وبأسلحة بسيطة ولا تحتاج مضادات جوية”.
وبحسب الغباري، فإن أهمية هذه الطائرات، وخطورتها تكمن في عمليات الاستطلاع والرصد في جبهات القتال، وهو الجانب الذي يستخدمه الحوثيون بشكل أكثر بمساندة كبيرة من عناصر حزب الله وإيران، وهو ما يجعلهم يعولون عليها بشكل كبير، خاصة بعد نتائج الهجوم على قاعدة العند الذي لم يتم إحباطه برغم مشاهدة الطائرة قبل الانفجار.
وتابع “الطائرات المسيرة لا يمكن أن تغير في سير المعارك على الأرض، فنادرا ما تحقق هدفها، بالإضافة إلى أنها سهلة الاصطياد”.

قدرات متطورة
ويعتمد مستقبل استخدام الطائرات من قِبل جماعة الحوثي على قدرتهم في الحصول على المزيد منها، وتطوير أدائهم بحسب المحلل العسكري الذهب، مستطردا بالقول “أثبتت الحرب أن عجز الحوثيين في مجال الصواريخ الباليستية، ألجأهم منذ وقت مبكر إلى استخدام هذه الطائرات، وقدرتها على شغل حيزا من الفجوة في هذا الجانب”.
وتوقع الذهب، أن يكون لدى الحوثيين ما يكفي لعامين، من الطائرات المسيرة، وبمعدل اثنتين شهريا.

الجدير ذكره، أن الحوثيين شنوا قبل أيام هجوما بطائرة مسيرة على عرض عسكري للجيش الوطني بقاعدة العند بمحافظة لحج (جنوب اليمن)، وبرغم تبنيهم تلك العملية، إلا أن الكثير من علامات الاستفهام لا زالت تدور حولها.
والطائرات المسيرة تستخدم في أغراض عسكرية محدودة، لكن يمكنها شن هجمات حين يتم تزويدها بمتفجرات، وباستطاعتها الوصول إلى أهداف مهمة إذا لم يتم إفشال هجومها.

مقالات مشابهة