المشاهد نت

مدارس تعز تعود لها الروح وأخرى تنتظر

تعز – وفاء المطري:

يشعر ولي أمر أحد الطلبة، فاكر العبسي، بالارتياح بعد عودة ابنه للدراسة في مدرسة 26 سبتمبر بمديرية المظفر في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، التي استعادت عافيتها من خلال إعادة الترميم لمرافقها المدمرة نتيجة الحرب، بحسب قوله لـ”المشاهد”، مضيفاً أن هذه المدرسة تحولت إلى ساحة ثكنة عسكرية في السنوات الأولى للحرب.
طالب التعليم الأساسي، بمدرسة 26 سبتمبر، أحمد كامل، كان محظوظاً بعودته للدراسة، بعد إعادة ترميم مدرسته، في الوقت الذي مازال أقرانه ينتظرون إعادة تأهيل مدارسهم لاستقبال طلابها المحرمين من الدراسة.
وتوقف كامل عن الدراسة في بداية الحرب، كغيره من طلاب المحافظة، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً: “كانت مدرستي مغلقة، ولم أتمكن من الالتحاق بأية مدرسة أهلية، بسبب الوضع المعيشي المتدهور لأسرتي”.
كامل الذي كان يبيع الثلج أثناء فترة انقطاعه عن الدراسة، عاد إلى مدرسته، وكله أمل بعودة جميع طلاب محافظته المحاصرة للفصول الدراسية.
وتمت إعادة تأهيل مدرسة 26 سبتمبر، وتجهيز المعامل، وتسوية الساحة، ورفع السور، بجهود محافظ تعز السابق الدكتور أمين محمود، ومدير عام التربية بالمحافظة عبدالواسع شداد، والهلال الأحمر الإماراتي الذي أعاد المدرسة للعمل، بحسب مدير المدرسة كامل صالح، مؤكداً أنه سيتم استكمال ما تبقى في المرحلة القادمة.

إعادة التأهيل

وبدأ مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز، بإعداد دراسات إعادة ترميم المدارس، وتقديمها إلى العديد من الجهات المعنية والمنظمات، في العام 2016، بحسب المهندس عادل طاهر، رئيس شعبة المشاريع والتجهيزات في مكتب التربية بتعز.
ويقول طاهر لـ”المشاهد”: “تم ترميم 5 مدارس بالمدينة، هي (الفاروق والثلايا و 14 أكتوبر والشهيد الحكيمي والشهيد محمد الدرة)، بتكلفة إجمالية بلغت 117 مليون ريال يمني، بتمويل محلي”.
ويضيف المهندس طاهر أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عملت على إعادة ترميم مدرستي 26 سبتمبر وثانوية تعز الكبرى، ودعمهما بـ300 كرسي، بتكلفة مليون و700 ألف ريال سعودي، ويجري ترميم 4 مدارس هي (أروي ومعاذ بن جبل والشعب ونعمة رسام)، على حساب المرحوم هائل سعيد أنعم.
ثانوية تعز الكبرى واحدة من المدارس التي دمرت كلياً، بعد تحويلها إلى ثكنة عسكرية، وفق تأكيد مديرها عبدالعزيز سيف، لـ”المشاهد”، مشيراً إلى أنه تمت إعادة تأهيلها بجهود من قبل الجهات المعنية، وبدعم الهلال الأحمر الإماراتي.
وتعد مدرسة ثانوية تعز التي فتحت أبوابها لـ9 آلاف طالب، من المدارس النموذجية في اليمن، إذ كانت تدرس 9 آلاف طالب، كما يقول سيف.
طالب الثانوية محمد علي، الذي كان نازحاً خارج مدينة تعز، عاد ليلتحق بمدرسته، كما يقول، مضيفاً: “كنت أدرس في إحدى المدارس خارج المدينة، وكنا ندفع مبالغ شهرية للإدارة، كون المعلمين بدون مرتبات في مدارس تلك المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”.

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان

.. وأخرى تنتظر

ويجري العمل على إعداد دراسات لـ8 مشاريع من المحتمل أن يتم دعمها من قبل منظمة اليونيسف، بحسب المهندس طاهر.
ويقول: “خلال بداية 2019م، سيتم العمل في مديرية الشمايتين بنطاق المدارس التي دمرت جزئياً فيها، وإنشاء فصول مؤقتة للمدارس على حساب منظمة اليونيسف وبنك الإعمار الألماني، كحل مؤقت بشكل سريع، ليتنسى للطلاب الالتحاق بها واستكمال تعليمهم هذا العام، حتى تتم إعادة تأهيل المدارس بصورة كاملة، داعياً الجهات المعنية والمنظمات الدولية إلى استكمال دعم مسار العملية التعليمة في المحافظة من خلال إعادة ترميم المدارس وتأهيلها بالشكل المطلوب.

صعوبات

ودمرت 229 مدرسة، 61 منها تعرضت لدمار كلي، و168 لدمار جزئي، جراء الحرب المشتعلة من مطلع العام 2015، بحسب المهندس طاهر.
وحُرم أكثر من 250 ألف طالب من الدراسة، خلال سنوات الحرب، وفقاً لإحصائيات مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز.
وأغلب هذه المدارس التي تعرضت للدمار الكلي والجزئي، ما زالت على حالها، دون العمل على إعادة تأهيلها لاستقبال طلابها المحرومين من التعليم.
ويواجه مكتب التربية والتعليم صعوبة في الحصول على دعم لإعادة بناء المدارس التي دمرت بالمدينة بالكامل، وصعوبات أخرى، متمثلة في عدم وجود اعتمادات للمهندسين العاملين في إعداد الدراسات أو المهندسين الميدانيين المصاحبين لأعمال إعادة الترميم من حيث التنقلات، وكل الجهود التي تبذل إلى الآن جهود ذاتية من المكتب، بحسب المهندس عادل طاهر، رئيس شعبة المشاريع والتجهيزات في مكتب التربية بتعز، مشيراً إلى وجود عوائق في القيام بالزيارات الميدانية للمدارس الواقعة في مديريات ريفية بعيدة عن مركز المحافظة.

ويقول محمد الوهباني منسق شبكة منظمة المجتمع المدني التي تتكون من خمس منظمات مجتمع مدني عامله في تعز، إن الشبكة تعمل حاليا بالتنسيق مع مكتب التربية بالمحافظة، وقيادة الإدارة المحلية، والقيادات العسكرية في المحافظة واللجنة الرئاسية على مشروع استعادة المؤسسات التعليمية المستخدمة مواقع عسكرية لأفراد الجيش في مديريات “صاله والقاهرة والمظفر”.

مقالات مشابهة