المشاهد نت

ذمار: الطفل وحيد يبحث عن الحياة في العلب الفارغة

ذمار – :ضياء حسن :

قبل عام، انقطع وحيد عوض (13 عاماً) عن المدرسة، وأصبح يستيقظ باكراً، هذه المرة، لجمع العلب الفارغة من أماكن تجمعات القمامة، كي يحصل على ثمنها بالقليل من المال، حتى لا يموت جوعاً هو وإخوانه الثلاثة الذين يصغرونه سناً.
وحيد وأشقاؤه: ضيف الله، حماس، وفضل، يجولون أحياء الضاحية الشمالية لمدينة ذمار، القريبة من منزلهم، حفاة الأقدام، يحملون ما جمعوه على ظهورهم، ليحصلوا بثمنه على الطعام.
أُجبر الأشقاء الأربعة على العمل، بعد إصابة والدهم بمرض نفسي، بسبب ظروف الحياة القاسية، التي أنتجتها الحرب، وبات عاجزاً عن العمل، وتوفيت والدتهم نتيجة إصابتها بمرض “الكوليرا”، في 2017، وهو المرض الذي اجتاح معظم مناطق اليمن، مطلع ذلك العام، ومازال يحصد الكثير من الأرواح.
وحيد وإخوانه الثلاثة لم يجدوا أمامهم سبيلاً آخر سوى جمع العلب الفارغة. المهنة الوحيدة التي يستطيعون من خلالها توفير شيء من الأكل، كما يقول لـ”المشاهد”.
ويضيف أن ما يربحه هو وإخوته من هذا العمل المضني، طوال النهار، لا يتجاوز ألف ريال، يشتري بها “روتي وعلبة فول”.
ويعمل في جمع العلب الفارغة بمدينة ذمار، ألفا طفل وطفلة، فيما يعمل أكثر من 5 آلاف طفل وطفلة في مهن متنوعة، بحسب مشير الحاج، مسؤول وحدة رعاية الأطفال بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بذمار، مؤكداً أن العدد قابل للتزايد مع تفاقم الوضع المعيشي والاقتصادي للكثير من الأسر.
ويعيش 3500 طفل وطفلة يتيم أوضاعاً معيشية صعبة، بعد أن تخلى عنهم الجميع، وتركوا في مواجهة شبح الجوع والفقر والالم، وفق تأكيد إبراهيم العفارة، نائب منسق وزارة حقوق الإنسان في ذمار، مشيراً إلى أن هؤلاء الأيتام دون سن الـ14، في مدينة ذمار وضواحيها، من جهة الأب أو الأم أو كليهما، “بعض الأيتام تتم كفالتهم، لكن السواد الأعظم منهم بدون رعاية أو اهتمام من أحد”، يقول العفارة.
ويضيف: “الحرب جلبت مآسي كبيرة للأطفال، ودفعت الآلاف إلى الضياع والإهمال، فضلاً عن حجم النزوح في المدينة الذي تجاوز 50 ألف نازح، جزء منهم أطفال أيتام”.
يتمنى وحيد الذي يمر كل صباح بجوار مدرسة الحسن بن علي في حي هران بالضاحية الجنوبية للمدينة، التي درس بها حتى الصف السادس، قبل نحو عامين، أن يترك ذلك العمل المضني، ويلتحق بمقاعد الدراسة، لكن ذلك بعيد المنال، كما يقول.
أشقاء وحيد الثلاثة، لم يذهبوا إلى المدرسة، كما كانوا يحلمون، هناك ما هو أهم بنظرهم. البحث عن رغيف الخبز هو الأهم، ليبقوا على قيد الحياة.

مقالات مشابهة