المشاهد نت

أسرة ذبحت “القاعدة” عائلها في حضرموت…تتجرع المعاناة في ذمار

ذمار – ضياء حسن :

مازالت أم عاصم تعاني مع أطفالها الـ7، من مرارة الفقر والحاجة، بعد مقتل زوجها محمد أحمد الموشكي، ذبحاً على يد تنظيم القاعدة الإرهابي، إلى جانب عدد من الجنود، بمحافظة حضرموت، في العام 2014.
الجندي الموشكي الذي كان ينتمي إلى إحدى وحدات الجيش اليمني، كان في إحدى النقاط الأمنية عندما هاجمها عناصر من تنظيم القاعدة، وذبحوا عدداً من أفرادها، الأمر الذي  أجبر زوجته وأطفاله على مغادرة منزلهم بمحافظة حضرموت، والعودة إلى مسقط رأسهم في ذمار.
يقتات الأطفال الـ7، وأمهم، الفتات الذي يأتي من هنا أو هناك، بعد رحلة عناء مضنية تمتد لـ5 سنوات، وماتزال، فقد أجبرهم الفقر على الانكسار وتجرع المعاناة بشكل يومي، كما تقول الأم. وتضيف لـ”المشاهد”: “هربنا من حضرموت، وتركنا كل شيء، وبقيت في منزل أختي سنة”.

أسرة ذبحت "القاعدة" عائلها في حضرموت...تتجرع المعاناة في ذمار
ابنته الجندي الموشكي تحمل صورته

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]مقتل محمد أحمد الموشكي، ذبحاً على يد تنظيم القاعدة الإرهابي، إلى جانب عدد من الجنود، بمحافظة حضرموت، في العام 2014.[/box]

وتعيش أم عاصم في منزل للإيجار، مع أطفالها الـ7، كما تقول، مشيرةً إلى أنها لم تحصل على أية مساعدة من المنظمات، باستثناء ما يقدمه بعض فاعلي الخير، لعدم وجود وثائق كافية تؤكد أنها فرت من حضرموت إلى ذمار.
صحيح أنها حصلت على شهادة وفاة لزوجها من المستشفى العسكري بصنعاء، لكن الشهادة نصت على أنه قتل في انفجار، وليس ذبحاً على يد تنظيم القاعدة.
وتقول: “إدارة المستشفى فضلت عبارة “قتل في انفجار” بدلاً من “ذبح على يد القاعدة”، مراعاةً لمشاعر أبنائها” كما أخبروها.
تمتد ساعات عمل أم عاصم وأطفالها الذكور الـ3، أكبرهم عاصم (12 عاماً)، في جمع العلب الفارغة منذ الـ7 صباحاً حتى الـ10 صباحاً، ومن الـ3 عصراً حتى الـ6 مساءً، مع ذلك لا يتجاوز ما يحصلون عليه 1000 ريال.
وراتب زوجها الذي يأتي بين الفنية والأخرى، تخصصه لتسديد جزء من الإيجار المتراكم للمنزل الصغير الذي تقطنه مع أطفالها.
وجدت هذه الأسرة نفسها في إحدى ضواحي مدينة ذمار، لتضاف إلى قائمة الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة.
ووفقاً لإحصائيات رسمية، فقد تجاوز عدد العائدين إلى محافظة ذمار، الذين كانوا يعيشون في محافظات أخرى، 50 ألف أسرة، الكثير منهم فروا من مناطق الحروب، تاركين أثاث منازلهم وممتلكاتهم في تلك المحافظات.
ويقول مسؤول في السلطة المحلية لـ”المشاهد” إن بعض العائدين كانوا في ثراء كبير، وحالياً يعيشون ظروفاً قاسية تماماً، بعد أن تركوا منازلهم وممتلكاتهم وتجارتهم، خوفاً من تعرضهم للأذى في المدن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، مؤكداً أن الكثير من أبناء ذمار عادوا من محافظات الجنوب ومحافظة تعز، بعد انتشار ظاهرة استهداف أبناء المناطق الشمالية، وقتل وسحل البعض، وتعرض منازلهم وممتلكاتهم للنهب والسلب بشكل علني.
وعلى الرغم من إدراج الأسر العائدة في قوائم النازحين، إلا أنهم لا يحصلون على أية مساعدات من المنظمات، ومن يحصل منهم على مساعدة، فهو قدر ضئيل جداً بالمقارنة مع احتياجاتهم.
تسند هذه السيدة الأربعينية ظهرها إلى الفراغ، وأملها الوحيد أن تنام ذات مساء وهي لا تفكر بوجبة الإفطار لأطفالها، فما تجمعه من ثمن العلب الفارغة لا يكفي لنصف وجبة، كما تقول.

مقالات مشابهة