المشاهد نت

أيمن: “أعمل في بيع الزعقة كي أتعلم وأصبح طبيباً”

تعز – مجاهد حمود : 

يبدأ الطفل أيمن محمد الفقي (11 عاما) يومه بمغالبة الحياة، وتوفير ما تيسر له من الرزق للإنفاق على أسرته المكونة من ثلاثة أشخاص (هم والديه وشقيقه) والانفاق على دراسته من خلال بيع (الزعقة والبفك) كما يفعل غيره من الأطفال في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) للمساهمة في تخفيف العوز الذي تعيشه أسرهم، بمدينة ابتليت بالحصار وقذائف جماعة الحوثي، والاقتتال الداخلي الذي يشل المدينة بين فترة وأخرى.

مخاطر جمة ظلت تعترض أيمن أثناء خروجه من منزله في منطقة الدائري بمديرية القاهرة، وتنقله بين مدرسته 22 مايو، وقلعة القاهرة، حيث يبيع ما لديه حتى حلول المساء.

أيمن الذي يدرس في الصف الخامس من التعليم الأساسي، مازال يعاني من أثار شظية الهاون التي أصابت قدمه اليسرى في يوم 22 يونيو الماضي، الأمر الذي أعاقه عن الدراسة والعمل لمدة ثمانية أشهر، ظل متنقلا خلالها بين المنزل والمستشفى.

ولدى تماثل أيمن للشفاء النسبي، عاود الدراسة وممارسة عمله اليومي الذي يوفر من خلاله هامش ربح يتراوح بين ألف وألفي ريال كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً “الربح يكون حسب السوق، وكل يوم يختلف عن الآخر عدا يوم الجمعة الذي أبيع فيه أكثر على الأسر التي تأتي للتنزه في القلعة”.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

الوضع الذي تعيشه أسرة أيمن، كان دافعاً قوياً، لخروجه للعمل، فوالده يعاني من المرض منذ أربعة أعوام، ووالدته ليست متعلمة، وشقيقه لا يستطيع توفير ما تتطلبه الأسرة من المأكل والمشرب والدواء بمفرده.

وعلى الرغم من إمضاء معظم الوقت في العمل، إلا أن أيمن ظل محافظاً على دراسته مجتهداً فيها، ما جعله من أوائل المدرسة كما يقول، مضيفاً “أحمل إلى جانب كتبي، هذه الأكياس من البفك والزعقة وأبيع وقت الاستراحة على الطلبة، وفي المساء أذهب إلى قلعة القاهرة لبيع ما تبقى معي منها”.

ويستدرك أيمن بأمل “أريد أن أتعلم وأن أعمل لأعين أسرتي ونعيش بكرامة”، مضيفاً أن لديه طموحاً واحداً، هو أن يصبح طبيباً في المستقبل، وسيعمل جاهداً لتحقيق هذا الهدف، مهما كانت المعوقات.

مقالات مشابهة