المشاهد نت

الحوثيون يعلنون انسحابهم من موانئ الحديدة والحكومة تتحفظ

الحديدة – خالد الحميري:

أعلنت جماعة الحوثي اليوم السبت تنفيذها إعادة انتشار متزامنة ومن طرف واحد في موانئ الحديدة (غربي اليمن) باشراف من الأمم المتحدة.

وقالت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الجماعة إن الأمم المتحدة أشرفت على إعادة الانتشار لقواتها في موانئ الحديدة الثلاثة بحضور فريق الأمم المتحدة المكلف بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وطالب الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض الأمم المتحدة ومجلس الأمن علي إجبار الحكومة تنفيذ ما يلزمها دون مماطلة حسب تعبيره معتبرا خطوة انسحاب جماعته بإشراف أممي هو تنفيذا لإتفاق استوكهولم.

وأضاف عبدالسلام في تغريدة على “تويتر”:” أن لاتفاق استوكهولم ينص على التنفيذ بخطوات متزامنة من كلا الطرفين”

وفي سياق متصل، طالب المكتب السياسي لجماعة الحوثي الأمم المتحدة بالضغط على الحكومة اليمنية لاتخاذ خطوات مماثلة، متهماً الحكومة بـاستمرار المماطلة والعرقلة في تنفيذ التزاماتها بهدف إفشال اتفاق ستوكهولم.

من جهته، وصف وكيل محافظة الحديدة المعين من قبل الحوثيين هذا اليوم بالتاريخي ببدء قوات الحوثيين الانسحاب من الموانىء الثلاثة في محافظة الحديدة بحضور فرق مراقبة من قبل الامم المتحدة.

وقال في تصريح لـ”المشاهد” إن قوات خفر السواحل استلمت المهام في الموانئ الثلاثة من ماوصفها بقوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للجماعة الحوثي.

من جانب آخر، تحفظت الحكومة اليمنية على الخطوة الاحادية التي نفذها الحوثيون اليوم في موانئ محافظة الحديدة خلافا لما كان مفترضاً في خطة أممية للرقابة المشتركة على تنفيذ الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة في السويد في ديسمبر الماضي.

ووصف وكيل محافظة الحديدة للحكومة وليد القديمي ماحدث في الحديدة بالمسرحية مشدداً على ضروة أن يخضع الانسحاب لإشراف ثلاثي من الأمم المتحدة والحكومة والحوثيين وتسليم الموانئ لقوات أمنية تتبع الحكومة اليمنية بحسب اتفاق السويد.

وأوضح القديمي في تصريح لـ”المشاهد” أن الحوثيين استبقوا جلسة مجلس الأمن بهذه المسرحية وقبل أن تنتهي مهلة اللجنة الرباعية حول اليمن في 15 مايو دون تنفيذ الاتفاق وإعلانهم الطرف المعرقل لاتفاق السويد.

وينص اتفاق الحديدة الذي وقعه الطرفان في ديسمبر الماضي وتعرقل تنفيذه بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء خلال 14 يوما، ومن موانئ الصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، في مرحلة أولى خلال أسبوعين.

ويقضي القرار بأن تشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة، هذا إلى جانب عملية إزالة الألغام من الحديدة ومينائها، على أن تتولى السلطات المحلية الإشراف على المدينة وفق القوانين اليمنية.

إقرأ أيضاً  مسؤول في مصلحة الهجرة يؤكد طباعة كمية كبيرة من الجوازات

وينص الاتفاق أيضاً، على أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية بمحافظة الحديدة وجميع المحافظات.

ورغم مرور خمسة أشهر على توقيع الاتفاق في السويد برعاية أممية الا أن أطراف الصراع فشلت في تنفيذ بنوده الأساسية لأسباب، أهمها التفسير المتناقض لبنود الاتفاق خصوصاً فيما يتعلق بقوات الأمن المحلية التي ستتسلم الميناء والملف الامني في المدينة حيث يرى كل طرف أنها تابعة له.

وفي فبراير الماضي أعلنت الأمم المتحدة إلى اتفاق ينص على انسحاب على مرحلتين من مدينة الحديدة وموانئها، لكن الاتفاق لم يطبق في ظل تبادل الاتهامات من الطرفين بعرقلة تنفيذه.

وتنص الخطوة الأولى من الاتفاق على انسحاب الحوثيين من موانىء الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزعها، بينما تنص الخطوة الثانية على الانسحاب من ميناء الحديدة الرئيسي وانسحاب القوات الحكومية من كيلو 8 شرقي المدينة.

وكان رئيس لجنة الامم المتحدة الجنرال مايكل لولسغارد للاشراف على التهدئة أعلن مساء الجمعة أن الحوثيين سيبدأون بالانسحاب من موانئ مدينة الحديدة السبت.

ورحبت الأمم المتحدة بإعلان الحوثيين من جانب واحد الانسحاب من ثلاثة موانئ في الحديدة وقالت أن من شأن الانسحاب أن يسمح للأمم المتحدة بالقيام بدور قيادي في دعم مؤسسة موانئ البحر الأحمر في إدارة الموانئ يحسن من عمليات تفتيش المنظمة الدولية للشحنات.

وتعتبر موانئ الحديدة، ورأس عيسى والصليف، الواقعة في الساحل الغربي من أهم المواني في اليمن لمواقعها الاستراتيجية وتأثيرها على واردات البلاد.

و ميناء الحديدة الذي أنشئ عام 1961م، يعد ثاني أكبر ميناء يمني، ويعتبر بمثابة “بوابة البحر الأحمر”، كما يعتبر الممر الأول لمختلف الجزر اليمنية، ويستقبل 70 في المئة من واردات البلاد التجارية.
و ميناء رأس عيسى، هو أول ميناء أنشئ وضخ النفط إليه في اليمن، ويمثل نقطة الوصول لخط أنابيب النفط مأرب – رأس عيسى، وهو بمثابة خزان عائم مؤهل لتحميل وشحن السفن بالنفط الخام.
أما ميناء الصليف، الذي يقع شمال غربي مدينة الحديدة، ويتمتع بأهمية كونه يقع على منجم ملح. وهو مجهّز لاستقبال السفن العملاقة القادمة الي اليمن.

مقالات مشابهة