المشاهد نت

البحري يروي لحظة قصف عمارة عمه بحي الرقاص

صنعاء – عصام صبري:

نفذ التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ضربات جوية على مواقع في العاصمة صنعاء، بعد إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن استهداف خط أنابيب النفط في محافظتي “الدودامي وعفيف” بمنطقة “الرياض”، بطائرات مسيرة، الثلاثاء الماضي.
وأدى القصف الجوي على منازل مدنيين في حي “الرقاص”، وسط العاصمة صنعاء، إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم 4 أطفال، وجرح 60 آخرين، بينهم روسيتان، وفق إحصائية أولية لوزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفيين تدعمهما في صنعاء، استقبلا 48 مصاباً و4 قتلى، بسبب الضربات.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، إن تقارير أولية تشير إلى أن 5 أطفال من بين القتلى.
ويروي علي البحري، وهو أحد الناجين من القصف، تفاصيل الواقعة لـ”المشاهد”، قائلاً: “كنت أنا و3 من أشقائي نائمين في شقتنا بالطابق الثالث، وعند الساعة الـ8 صباحاً، سقط صاروخ على العمارة المجاورة لنا، والتي يمتلكها عمي “محمد البحري”، ما أدى إلى سقوط الدور الرابع من العمارة بالكامل، إلى المنزل الشعبي المجاور لنا، والذي يملكه “أحمد الإبي”، فدمره بالكامل، وقتل على إثره أولاده الـ4 الذين تتراوح أعمارهم بين7 و 16 عاماً، فيما أسعف والداهم إلى مستشفى “الكويت” الحكومي، بعد تعرضهما لإصابات بالغة”.
وتوزع المصابون جراء الضربة الجوية لطيران التحالف الذي تقوده السعودية، على مستشفيي المنار والجمهوري، ومستشفيات أخرى قريبة من مكان “الجريمة”، وفق وصف البحري.
وهرع أنور البحري، أحد ذوي الضحايا، بعد تلقيه اتصالاً من أحد جيرانه، أثناء تواجده في مكان عمله، إلى منزله، فلم يجد والديه وزوجته وابنته وأشقاءه الذين كانوا قد أسعفوا إلى المستشفى.
ترقد زوجته حالياً في العناية المركزة، بعد أن بترت يداها بالقصف، فيما تعاني طفلته ذات الـ9 أشهر، من جروح بالغة، كما يصف لـ”المشاهد”.
ومن بين ضحايا القصف الذي تعرض له حي “الرقاص” بصنعاء، الصحفي عبدالله صبري، بعد تعرض شقته لقصف الطيران.
وأسفر القصف عن مقتل نجله “حسن”، بينما تم نقل نجله الثاني “لؤي” إلى العناية المركزة، ومايزال الصحفي صبري يرقد في المستشفى، بسبب إصابته بكسور في قدمه.
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف “قامت بإحالة إحدى نتائج عمليات الاستهداف بمنطقة العمليات، للفريق المشترك لتقييم الحوادث، للنظر باحتمالية وجود حادث عرضي”.
ودعا وزير حقوق الإنسان في الحكومة، محمد عسكر، في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، اللجنة الوطنية للتحقيق في سقوط مدنيين، وتقديم مرتكبي الجريمة للعدالة، تحقيقاً لمبدأ الانتصاف للضحايا.
وكتب عسكر: “أدين بأشد العبارات مقتل 6 مدنيين، بينهم 4 أطفال من أسرة واحدة، في قصف على أحد المنازل بصنعاء”.
وأضاف في تغريدته: “إن وجعك يا صنعاء وجعنا جميعاً، وتبقى مليشيا الحوثي مصدر كل وجع يمني”.
ولفت إلى أن أية عمليات عسكرية لا بد أن تتقيد بمبادئ الحرب، والتي تبدأ بمبدأ التمييز، مروراً بمبدأ التناسب والضرورة العسكرية.
ومنذ العام 2014، واليمن يشهد حرباً بين جماعة الحوثي والقوات الحكومية، تصاعدت في 26 مارس 2015، مع تدخل السعودية على رأس تحالف عربي، دعماً للقوات الحكومية.
وتسبّب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.
ولايزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.

مقالات مشابهة