المشاهد نت

عجز “إيمان” عن تأمين كلفة العلاج يفاقم من معاناتها مع السرطان


تعز – سالم الصبري:
عجزت الأربعينية إيمان محمد عبدالله، التي تعاني من ورم سرطاني في الدماغ، عن العودة لاستكمال علاجها الذي بدأته في العام 2014، بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف العلاج هناك، رغم نصيحة الأطباء لها بالعودة لاستكماله، كما تقول.
وعلى الرغم من نصيحة الأطباء لها في الهند بإجراء فحص دوري كل 6 أشهر، بجهاز الرنين المغناطيسي، لمتابعة نشاط وتطور حالة الورم، لكن عجزها المادي حال دون فعل ذلك، كما حال بينها وبين زيارة طبيب مختص منذ عودتها من رحلة العلاج في العام 2016.
وتقول: “مازلت أعاني من هذا الورم إلى اليوم، ولا أستطيع دفع تكاليف العلاج ومتابعة حالتي الصحية”.
ونتج عن الورم أعراض أخرى، كالشلل بالعصب السابع، وضعف وارتخاء بالأعصاب والعضلات، وصداع متواصل، ودوار (دوخة)، ومشاكل في النظر والسمع، وأوجاع في العظام، وعدم التوازن، وفق تأكيد إيمان، مشيرة بهذا الصدد إلى أنها تلقت رسائل متواصلة من الطبيبة المشرفة على علاجها في الهند، بعد مرور عام على عودتها من الهند، تنصحها بسرعة العودة إلى الهند لاستكمال العلاج، لكنها تعتبر عودتها مستحيلة حالياً، نظراً لظروفهم الصعبة.


بدايتها مع المرض


بدأت أعراض المرض تظهر لدى إيمان بداية شهر يناير 2014، بحسب الدكتور علي هزبر، المدير الفني لمركز الأمل لعلاج الأورام بتعز، والطبيب المشرف على حالة إيمان قبل سفرها إلى الهند، والذي قال لـ”المشاهد” بأن إيمان كانت تعاني من أعراض الورم عند وصولها إلى المركز ، مضيفاً أنه تم عمل جهاز محوري لها، ولم يحصلوا على تشخيص واضح، وبعد عمل جهاز الرنين المغناطيسي للمخ، اتضح أنها تعاني من ورم في قاع الجمجمة.
وعرضت إيمان على استشاريين في جراحة المخ والأعصاب في صنعاء، لمعرفة إمكانية التدخل الجراحي لإزالة الورم من الدماغ، إلا أنهم نصحوا بسفرها إلى خارج اليمن للعلاج بالإشعاع عن طريق “ليف جاما”، وهو غير متوفر في اليمن، فضلاً عن صعوبة إجراء عملية جراحية، كون الورم في منطقه خطرة من المخ، كما يقول الدكتور هزبر.
كان مقرراً لـ”إيمان” أن تعود إلى الهند لاستكمال العلاج بعد عام من عودتها إلى اليمن، كما تقول، لكنها لم تعد.
وتمكنت إيمان من السفر لتلقي العلاج بالإشعاع في الهند عام 2014، بعد صدور التقرير الطبي رقم 12 لشهر مايو من نفس العام، عن اللجنة الطبية العليا بصنعاء، التي أوصت بسفرها إلى الهند للعلاج.
وحصلت، حينها، على منحة علاجية من الدولة، بالإضافة إلى مساهمة من أسرة زوجها وأسرتها، ودعم عدد من فاعلي الخير، كما تقول لـ”المشاهد”، مضيفة أن تكلفة السفر والعلاج في الهند بلغت أكثر من 25 ألف دولار.
تلقت خلال رحلتها العلاجية إلى الهند، عدداً من الجلسات الإشعاعية لتجميد الورم، لكن عدم تمكنها من العودة للعلاج، زاد من توحش المرض بها، كما تقول.
حاولت إيمان التواصل مع منظمات معنية بالصحة والطبابة كي تتمكن من تأمين تكاليف استكمال العلاج في الهند لكنها لم تتمكن من تأمين المبلغ المطلوب. هذا الأمر يتكرر مع كثر ممن يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية بحيث تقف التكاليف الباهظة دون حصولهم على العلاج اللازم وبالتالي تعريض حياتهم للخطر..
المركز الوطني
ويستقبل المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء وفروعه في 6 محافظات يمنية، 10 آلاف مصاب بالسرطان، أبرزها سرطانات الغدد الليمفاوية والثدي والمعدة، بحسب بيانات المركز. فيما يستقبل مركز الأمل بتعز قرابة 1500 مريض بالسرطان سنويا وفق إحصائية المركز.
وبات المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء عاجزاً عن تقديم خدماته المجانية منذ العام 2015، بعد تقليص ميزانيته من 11.5 مليون دولار عام 2014، إلى 5.6 مليون دولار في 2015، بسبب الحرب وما تبعها من انخفاض للأدوية في المركز وفروعه الـ6 في (تعز، عدن، الحديدة، إب، المكلا، وسيئون).
والمؤسف، بحسب مصدر في المركز، أن الميزانية شبه معدومة حالياً، وما يتوفر من أدوية هي من منظمات صحية وما يتبرع به الخيرون للمركز.
هذا الواقع الصعب يزيد من معاناة اصحاب الامراض المستعصية وا لمزمنة ويضعهم في خطر محتوم..

مقالات مشابهة