المشاهد نت

طلاب ثانوية نازحون يحلمون بالسلام

صنعاء – عاصم أبو عامر:

يعيش طلاب وطالبات الثانوية العامة النازحون في اليمن، حالة اللااستقرار نتيجة نزوحهم من مناطقهم إلى مناطق ومحافظات أخرى نتيجة الحرب، حيث أثرت سلباً على أدائهم في الامتحانات التي يخوضون غمارها اليوم في ظل ظروف استثنائية صعبة فرضت عليهم، منهم محمد بيرو (19 عاماً)، أحد النازحين من الحديدة (غربي البلاد)، إلى صنعاء، والذي قال لـ”المشاهد” إن نزوحه شكل حالة إرباك وتشوش ذهني لديه، بسبب التفكير في الوضع المعيشي والمادي، وكذا وضعه غير المستقر، الأمر الذي انعكس سلباً على أدائه في الامتحانات، بسبب عدم قدرته على مذاكرة المواد الدراسية واستيعابها بالشكل الذي يجب، مضيفاً أن النزوح والانتقال من وضع طبيعي إلى آخر فجأة، يترتب عليه سلبيات تؤثر بلا شك على أداء أي طالب في الامتحانات.
ويتمنى بيرو انتهاء الحرب، وإحلال السلام، لكي يعود إلى محافظته، وحتى لا يتكرر هذا الوضع مع طلاب الثانوية في محافظته في العام القادم.

حلم الطلبة النازحين بالسلام

يجمع الطلاب الذين تحدثوا لـ”المشاهد” على عدم قدرتهم على التكيف مع وضع النزوح الذي فرضته عليهم الحرب، وبات السلام وتطبيع الحياة وعودتهم إلى مدارسهم، حلماً يراود الطلاب والطالبات النازحين في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، بحسب ما قالته النازحة من محافظة تعز (جنوب غربي البلاد) سارة خالد، طالبة ثانوية عامة، داعية أطراف الصراع الداخلي إلى إيقاف الحرب، والبحث عن سبل السلام والوئام، بحيث يتمكن النازحون في كل عموم المحافظات اليمنية من العودة إلى ديارهم آمنين ومطمئنين ومستقرين.
وألقى النزوح بظلاله السيئة على حياة الطلاب بشكل عام، ومنه البحث عن سكن، وتدبر المصاريف لأسرهم التي لا تجد من يعولها، بحسب طالب الثانوية جلال البدري، الذي لا يستطيع حضور كل الحصص الدراسية طيلة العام الدراسي، بسبب انشغاله في العمل، لكي يوفر مصاريف وإيجار المنزل الذي نزحوا إليه من محافظة حجة.
ويتكفل البدري بمصاريف عائلته المكونة من والدته و3 أشقاء، منذ وفاة والده، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن الامتحانات لم تكن مناسبة لوضعهم كنازحين، حيث كانت الأسئلة صعبة، وهذا ناتج عن عدم القدرة على المذاكرة لكثافة المقررات التي لم يحذف منها سوى القليل فقط.
ويواجه النازح سعد غالب (20 عاماً)، طالب في الصف الثالث الثانوي، صعوبة في إيجاد سكن له ولأسرته، حيث يمضي جل وقته باحثاً عن بيت يستأجره، في حين يقضي بعض الوقت الآخر في المذاكرة، كما يقول، مضيفاً لـ”المشاهد” أن الطلاب النازحين يعانون من ضغوط نفسية تجعلهم غير قادرين على أداء مستوى جيد في امتحانات الثانوية العامة، ولن يستطيع تقديم أداء متميز يمكنهم من مواصلة تعليمهم الجامعي.

إقرأ أيضاً  اتساع ظاهرة التسول في رمضان

فوضى الامتحانات

النازح زيد قائد : العملية الامتحانية في صنعاء تكاد تكون عبثية، وهذا ما يؤثر على أداء الطالب المجتهد في الامتحانات، في حين أن ذلك لا يهم من يعتمدون على الغش في تعليمهم.

لا يوجد في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، أي تنظيم للعملية الامتحانية، حيث يسودها الفوضى وانتشار الغش بشكل كبير في المراكز الامتحانية وأمام مدراء المراكز أنفسهم، بحسب النازح زيد قايد، طالب ثانوية عامة، مؤكداً لـ”المشاهد” أن العملية الامتحانية في صنعاء تكاد تكون عبثية، وهذا ما يؤثر على أداء الطالب المجتهد في الامتحانات، في حين أن ذلك لا يهم من يعتمدون على الغش في تعليمهم.
أحمد النونو، نائب اللجنة العليا للامتحانات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، لا يخفي ما حدث من تأثيرات سلبية رافقت العام الدراسي، مؤكداً لـ”المشاهد” أن الوزارة عند وضع الأسئلة الاختبارية راعت كل الظروف السلبية التي صاحبت العملية التعليمية هذا العام، وفقاً لمؤشرات تقارير الفرق التوجيهية المحلية والمركزية، المرفوعة في ضوء نتائج زياراتهم إلى المدارس، والمؤشرات النهائية لمدى ما تم إنجازه من المواضيع المقرة بالخطة الدراسية للعام الدراسي 2019/2018م.
وقال إن هناك ثقافة مغلوطة لدى البعض من أبنائنا الطلاب، وهي المطالبة بمزيد من المحذوفات، كونها للأسف تؤثر سلباً على مخرجات التربية ومستوى التحصيل العلمي.

محاولة للنجاح

على الرغم من المعاناة التي يتجرعها طلاب الثانوية العامة النازحون من انعدام للتيار الكهربائي وعدم توفر الأجواء الملائمة وعدم الاستقرار المعيشي والضغوط النفسية عليهم، غير أن هناك إصراراً لدى الكثير على أداء امتحانات الثانوية العامة في المناطق التي نزحوا إليها، منهم النازح محمد غانم، طالب ثانوية عامة، الذي أكد لـ”المشاهد” أن الظروف التي يمر بها الطلاب النازحون لا تطاق، “ومع ذلك لا يمكن الاستسلام لكل المحبطات المحيطة والعثرات التي نواجهها”، متمنياً أن يحل السلام، ويعود جميع الطلاب النازحون إلى مدارسهم التي دمرتها آلة الحرب.

مقالات مشابهة