المشاهد نت

مظفر يتبرع بنصف كبده لصديقه حنوني

عمران – خالد الحميري:

عاد الشابان حنوني علي حنوني، المريض بالكبد، وصديقه مظفر الظافر، الذي تبرع له بجزء من كبده، من العاصمة المصرية القاهرة، إلى مدينتهما حبابة التاريخية التابعة لمديرية ثلا بمحافظة عمران (45 كيلومتراً إلى الشمال من صنعاء)، بعد أن تكللت عملية زراعة الكبد بنجاح، رغم أن حنوني بدا يائساً من حياته عندما أخبره الأطباء في صنعاء، أن شفاءه ميئوس منه إذا لم تتم زراعة كبد له بعد إصابته بفشل كبدي مؤخراً.
ويقول الدكتور عبدالرحمن سعيد، استشاري أمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد، لـ”المشاهد”، إن زراعة الكبد هي عبارة عن عملية جراحية، يتم فيها نقل جزء من كبد إنسان سليم، إلى شخص مصاب بالفشل الكبدي، وهو ما تم مع حنوني والظافر، بحسب أحد أبناء مدينتهما، محمد الحبابي.
ويلزم المتبرع والمريض أن يخضعا لتحاليل أنسجة الكبد، وتثبت النتائج أن هناك توافقاً في خلايا الدم بينهما، وألا يكون لدى المتبرع أية مشاكل في الكبد، وألا يكون مصاباً بأي من الالتهاب الكبدي الوبائي A‏ أو B‏ أو C.
وأبدى الكثير من شبان المدينة استعدادهم للتبرع بجزء من الكبد لإنقاذ حياة حنوني، وإنهاء معاناته مع مرض الكبد، بحسب الحبابي، موضحاً بالقول: “أجرى العشرات من أبناء مدينة حبابة، وأنا أحدهم، فحوصات طبية في العاصمة صنعاء، لاختيار متبرع مناسب، فوقع الاختيار على الشاب مظفر الظافر، الذي كان سعيداً أكثر من حنوني نفسه بتطابق الفحوصات”.
ويضيف: “عقب استكمال الفحوصات اللازمة، حالت العقبات المادية دون إتمام فرحة حنوني، حيث كان يحتاج لقرابة 32 مليون ريال يمني (58 ألف دولار) قيمة تكاليف العملية في القاهرة، فأطلقت جمعية الفجر التنموية بحبابة حملة تبرعات لجمع التكاليف اللازمة”.
واستجاب أهالي المدينة وتجارها، وأولهم الرئيس الفخري للجمعية الشيخ حسين الحبابي، للدعوة، ولبوا النداء بجمع المبلغ كاملاً، خلال أيام قليلة، بعدها سافر الزميلين إلى القاهرة، وتكللت العملية الجراحية بالنجاح، وتلتها فترة علاج طويلة استمرت مدة 5 أشهر، قبل أن يعودا معاً، الثلاثاء الماضي، إلى مدينتهما.
ويؤكد الدكتور عبدالرحمن سعيد، أن كبد المتبرع ينمو عقب اقتطاع أجزاء منه، ويسترد حجمه وقدرته الطبيعيين خلال شهرين عقب الجراحة، وفي هذه الأثناء، ينمو جزء الكبد المزروع، وتُسترد وظيفة الكبد الطبيعية في جسم المتلقي.
وبث ناشطون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر استقبال أهالي مدينة حبابة للصديقين حنوني ومظفر، اللذين عادا إلى مسقط رأسهما في موكب مهيب ليس له مثيل حتى في أعراس أبناء حبابة الجماعية.
وتعرف مدينة حبابة التاريخية بتعاون أهلها وأبنائها المغتربين خارج الوطن، ومبادراتهم الخيرية، أهمها إقامة أعراس جماعية كل عام، وإصلاح ورص الشارع العام بحبابة، بالإضافة إلى بناء ديوان كبير مخصص للأعراس الجماعية والمناسبات.
وكان فريق متخصص من الأكاديميين والجراحين ورجال الشريعة والقانون في اليمن، أعد في العام 2014، مشروع قانون ينظم عملية نقل وزراعة الأعضاء في اليمن، والتبرع بها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، لكن القانون لم يتم إقراره، وظل حبيس الأدراج حتى الآن.

مقالات مشابهة