المشاهد نت

هيفاء .. فنانة الرسم على الجدران تخاطب العالم بإيقاف الحرب


صنعاء – صفية مهدي:

نفذت الفنانة اليمنية، هيفاء سبيع، حملة الرسم على الجدران “جدارية وباء”، في شارع الزبيري، وسط العاصمة صنعاء، لتسليط الضوء على انتشار وباء الكوليرا في اليمن، الذي تفشي نتيجة الحرب الدائرة في البلاد.
بدأت سبيع تشارك في حملات رسم الجداريات بصنعاء، من العام 2012، لمعالجة الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد، وإبراز معاناة فئات اجتماعية وقضايا بعينها، جذبت أنظار قطاع واسع من اليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني بشكل عام.
وفي 2017، أطلقت سبيع، العديد من حملات الرسوم على جدران المناطق الحيوية داخل العاصمة صنعاء. واستطاعت من خلالها أن تعكس جانباً من معاناة اليمنيين، بما في ذلك المرأة والطفل على نحو خاص، في ظل الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد.
وأُبلغت سبيع، منذ أسابيع، عن محاكاة أعمالها في متحف الأطفال في نيويورك، لكنها مع ذلك تقول لـ”المشاهد”: “لم يتم إرسال صور أعمالي التي تمت محاكاتها، لكنهم راسلوني أنهم سعيدون بمحاكاة أعمالي، وأبديت سعادتي لذلك. الأطفال هم الجيل القادم، وانسجامهم مع الفن أمر يبعث الراحة والسعادة في النفس”.
وشاركت هيفاء في مؤتمر وسيطات السلام في عمان، برعاية من الأمم المتحدة، وورشة لتعزيز دور المرأة في صنع عملية السلام في السفارة البريطانية بالعاصمة الأردنية عمان.

الرسم على الجدران

اشتهرت هيفاء سبيع، بالعديد من حملات الرسم على الجدران، التي تصدرت عناوين العديد من التناولات في العامين الأخيرين. لكن هذه الحملات لا تخلو من المضايقات، والمنع أحياناً، كما حدث معها ومع آخرين من الفنانين الذين شاركوا في حملة اليوم المفتوح للفن، في منتصف مارس الماضي، والذي أطلقه الفنان مراد سبيع، منتصف مارس 2012، وبات تقليداً سنوياً للفنانين في اليمن، كما تقول، مضيفة: “هذه ليست حملتي، ولكني نظمت هذه الحملة بمساعدة فنانين، نظراً لعدم تواجد مراد في اليمن”.
وتتابع سبيع: “تعرضنا للمنع بدون سبب! على الرغم من أخذي التصريح اللازم من قبل الجهات المختصة، لكنهم تحدثوا أن أمر المنع جاء من قبل جهات أعلى منهم”.
وتعد جميع الأعمال التي قامت بها سبيع، مهمة، كما تقول. لكن أبرز هذه الأعمال، هي حملة جدارية “مجرد ساق”، التي تسلط الضوء على ضحايا الألغام الفردية، وجدارية “طفل من عظام”، التي تسلط الضوء على المجاعة في اليمن، الأسوأ في العالم، وجدارية “تفجير التعليم”، التي سلطت الضوء عن تراجع مستوى التعليم بسبب الحرب والقصف، واتخاذ المدارس كمنشآت عسكرية، وفق ما تقول.
وتختار هيفاء سبيع، قضايا النساء والأطفال في حملاتها، دون أن تتلقى دعماً من أحد، مكتفية بدعوة الفنانات والفنانين، وتشاركها بعض الصديقات في الرسم، كما تقول، مضيفة: “لا أحد يدعم هذه الحملة، وأنا التي أمولها فقط، وأرفض الدعم من أية جهة. من أراد المشاركة أو الدعم يمكنه إحضار بعض أدوات الرسم”.
عمل هيفاء وزوجها يدعمانها مادياً فقط في هذه الحملات، لكنها تجد دعماً معنوياً من قبل الكثيرين، حسب قولها.

إقرأ أيضاً  رمضان... موسم المديح والإنشاد الديني

إعلاء صوت الإنسان

يوجد الكثير من فن الشارع، لكن ليست جميعها ملفتة، كما تقول سبيع، التي تسعى إلى أن يكون صوت الإنسانية أعلى من صوت آلة الحرب، صوت الإنسان أعلى من صوت القذائف والرصاص، كما تقول.
ولا تكتفي سبيع، بإيصال رسالتها للداخل اليمني، بل تتعدى مضامين أعمالها التي تنقل عبر وسائل الإعلام للتأثير على الخارج؛ “هناك الكثير ممن يتأثرون ويعلنون تضامنهم معنا، لكن بالتأكيد حكوماتهم تقف عائقاً ضد السلام. الحكومات تدعم الحرب بالسلاح وبالصفقات المهولة، تدعم جميع الأطراف، وتجعل اليمن ساحة حرب ضحاياها مدنيون فقط”، كما تقول.
وتتابع: “تواجد الناس حولي أثناء الرسم، يجعلهم يسألون عما أعمل، وبدوري أجيبهم، وتجيبهم الجداريات، لسان حالهم يقول باستمرار: استمري، وارسمي أكثر ما نعانيه”.

صنع التغيير


خلافاً للعديد من اليمنيات، لا تؤثر المسؤولية الأسرية سلباً على هيفاء سبيع، بممارسة موهبتها، “بل على العكس تماماً، لدي أسرة رائعة تدعمني منذ الطفولة حتى هذا الوقت، وزوجي كذلك يدعمني كثيراً، ويساعدني. عندما يكون الإنسان مؤمناً، ولديه قضية، يستطيع تخطي أية عقبة تواجهه”.
وتوجه سبيع رسالة لـ”الفنان” أو أي صاحب موهبة، يستطيع من خلالها فعل شيء في ظل هذه الظروف، بالقول: “من يستطيع صنع تغيير بسيط، ويتقاعس عنه، بالتأكيد ليس جديراً بالحديث عن المعاناة، وعمن يعانون. الفن رسالة عظيمة، وعلى كل فنان أن يوصل رسالته بطريقته”.

مقالات مشابهة