المشاهد نت

الصحافي العبسي يُقتل مرتين

صنعاء – خليل مراد :

أعلنت أسرة الصحفي الشهيد محمد العبسي، عن إطلاق حملة إعلامية، مساء الاثنين الماضي، تطالب فيها الحكومة اليمنية بإطلاق مرتبات الصحفي العبسي، المحتجزة منذ أكثر من عامين.


وأطلقت أسرة العبسي حملة إعلامية بهدف الضغط على الحكومة اليمنية لصرف مرتباته، بعد مطالبات متكررة لإطلاق راتبه منذ عامين، لكن دون جدوى.
وأكدت، في بيان لها -حصل “المشاهد” على نسخة منه- أن الصحفي قُتل مرتين؛ الأولى بغدر من قبل جماعه الحوثي، من خلال التصفية الجسدية، والأخرى بإهمال الحكومة لأسرته، من خلال قطع راتبه، مطالبة الحكومة بصرف مرتباته.
وقالت شقيقة العبسي، قبول، لـ”المشاهد”: “قمنا بمتابعة وظيفة محمد، نحن وعدد من الزملاء، وعملنا تسوية الوضع، وصدر توجيه بتسوية الدرجة إلى مدير عام مكتب الوزير، واخبرونا بأن المعاملة وصلت للمالية من أجل اعتمادها، لكنها ظلت حبيسة الإدراج دون تنفيذها. ظللنا نتابع وزارة المالية، وطلبوا منى السفر إلى عدن، لكن حينها لم أكن قادرة على السفر. حينها طلبت من الزملاء الصحفيين وفي عدد من الوزارات ونقابة الصحفيين، متابعه الملف، وتم صرف راتب شهرين بنفس راتب درجته السابقة، وليس بالتسوية، وكانت حينها في الذكرى السنوية الأولى لمقتله”.
وتتابع: “بعدها طرقنا أبواب عدد من الوزارات، منها الإعلام والثقافة والمالية، ورئاسة الوزراء أيام أحمد بن دغر، وحاولت التواصل مع رئيس الوزراء الجديد معين عبدالملك، ولم أستطع الوصول. كما قمنا بالتواصل مع نقابة الصحفيين اليمنيين، وحصلنا على وعود بالمتابعة، لكن دون جدوى أيضاً.

شقيقة الصحفي العبسي : اخبرونا بأن المعاملة وصلت للمالية من أجل اعتمادها، لكنها ظلت حبيسة الإدراج

محاولات أخرى لإطلاق راتبه

يفترض أن تجري إجراءات صرف راتب العبسي بسلاسة، ودون هذا التعب واللامبالاة من قبل الحكومة، كما تقول شقيقة العبسي، مضيفة أنهم لجأوا للحملة الإعلامية “بعد التخاذل الكبير من الحكومة تجاه محمد وأسرته، الأمر الذي جعلنا نطالب بحقه”.
وعلقت الصحفية فاطمة الأغبري، على الحملة الإعلامية، بالقول: “ما تقوم به الحكومة من تخاذل تجاه صرف مرتب الشهيد العبسي، يدل على مشاركة الحكومة في قتله. ولكن هذه المرة قتلته وهو تحت التراب، إذ حرمت أسرته من حقه في راتبه”.
وقالت الصحفية وداد البدوي: “من المعيب حقيقة والمخزي ما يحدث، فعلاً نحن نشعر بالحرج الشديد أن يموت صحفي وهو يدافع بكلمته الصادقة عن الوطن، ويحاول أن يبرز القضايا للناس، وتتغافل الحكومة هذه الأسماء التي ناضلت وضحت بأرواحها من أجل هذا الوطن”.
ودفع العبسي حياته ثمناً للمعلومة والحقيقة، لكشف الفساد، لكنهم قتلوه، والمخزي -كما تقول وداد- أن ترفض الحكومة إطلاق راتبه.
وأضافت البدوي: “الحكومة خذلت العبسي في قضيته وفي راتبه. ومؤلم أنه لم تتم تسوية وضع العبسي منذ ذلك الوقت، وبالمقابل تمت تسوية وضع الكثير من المحسوبين على الحكومة والقريبين منها، وترقيتهم في مناصب عالية لأول مرة في تاريخهم الوظيفي الحكومي”.

كان العبسي قبل وفاته يقوم بمتابعة إعداد ملف قضية فساد كبرى تتعلق بشركة النفط (فرع صنعاء)، والمتورط فيها مسؤولون كبار في جماعة الحوثي.

ملابسات مقتل العبسي

أثبتت التحقيقات وتحاليل العينة التي أخذت من جثمان الصحفي العبسي، من قبل فريق متابعة قضية وفاته، بعد فحصها في الأردن، أن الصحفي العبسي قُتل مسموماً بغاز أول أكسيد الكربون، في 21 ديسمبر 2016، حيث وجدت مادة “الكاربوكسي هيموغلوبين” في الدم بنسبة تشبع 65%، والتي تعتبر قاتلة، وفق ما أعلنته لجنة متابعة قضية العبسي، في 5 فبراير 2017.
وكان العبسي يقوم بمتابعة إعداد ملف قضية فساد كبرى تتعلق بشركة النفط (فرع صنعاء)، والمتورط فيها مسؤولون كبار في جماعة الحوثي، قبل وفاته، فضلاً عن تعرضه للمضايقات أثناء عمله في كشف الفساد.
ويعتبر محمد العبسي أحد الصحفيين المتخصصين في مجال الصحافة الاستقصائية، وأحد الناشطين في ثورة الشباب السلمية 2011.
وعمل العبسي في مؤسسة قرار للإعلام والتنمية المستدامة، وقبلها في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر الحكومية.

مقالات مشابهة