المشاهد نت

سيناريو ترحيل الشماليين من عدن…هل من مساعٍ إماراتية لفك الارتباط؟

عدن – أحمد عبدالله:

تكرار ظاهرة ترحيل الشماليين من المحافظات الجنوبية، أثار المخاوف لدى الشارع اليمني عامة، من استدعاء سيناريو الانفصال، الذي يروج له المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، فضلاً عن الخطورة التي تهدد السلم الاجتماعي في بلد ظل التعايش عنوانه الدائم على مدى عقود.
ولم تكن عملية الترحيل، التي جاءت على خلفية مقتل أبو اليمامة وعدد من مجندي الحزام الأمني في عدن، هي الأولى، فقد سبقتها عمليات مماثلة منذ العام 2016، بحجج مختلفة بينها عدم وجود أوراق ثبوتية لدى أولئك المواطنين.

ونفذت قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات العربية المتحدة، حملة ترحيل جماعي واسعة، صاحبتها عمليات إحراق ممتلكات تابعة لشماليين، ونهب لبعض المحلات التجارية، الأمر الذي أثار استهجان اليمنيين جنوباً وشمالاً. وتطور هذا الاستهجان إلى تصدي بعض من سكان عدن لتلك الأفعال، ومنع اقتحام المنازل.

نائب رئيس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك قال في مؤتمر صحفي اليوم بعدن أن الجنوب ليس عدو الشمال، مشيرا إلى أنه لا توجد عمليات تهجير او طرد للشماليين كما تروج ما وصفها بـ ” قنوات الإصلاح والاخوان المسلمين ” لكنه عاد واكد ان الجنوب في حالة حرب تتطلب تشديدات امنية لتأمين الجنوب، لاسيما من لا يحمل أوراق ثبوتيه.

تكريس الانقسام الداخلي

يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي عبدالباقي شمسان، لـ”المشاهد” أن الترحيل مرتبط بالاستراتيجية الإماراتية لتمزيق المجتمع، والعمق الاستراتيجي لدول الخليج، منذ وطأت قدمها اليمن، برغم أنها كانت تحت داعي حفظ الأمن، لكنها توقفت عند الحد الفاصل بين الشمال والجنوب.
وأعقب هذا الترحيل، إضعاف السلطة اليمنية بمختلف الطرق، وإبقاؤها خارج الجغرافيا اليمنية، فضلاً عن إيجاد فراغات أمنية لاستخدامها كورقة ضد الحكومة، وظهور أبوظبي كحامٍ لبعض المحافظات، وهو ما سيتم توظيفه بشكل أكبر الآن بعد إعلانها الانسحاب الذي يعد مؤشراً لفك ارتباط الجنوب عبر أدوات محلية، على أن تعود الإمارات من بوابة مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع أمريكا، وهو ما سيمنحها الاستمرار بالإشراف على القوات التابعة لها.
ويتهم الإعلامي عبدالله دوبلة، الإمارات بالوقوف وراء تلك الأحداث، ليظل اليمنيون منقسمين ومشتتين، وتتمكن هي من الاستمرار بالسيطرة على اليمن.
وقال لـ”المشاهد” إن أبوظبي تسعى من خلال تلك الممارسات، إلى تعزيز الانقسام النفسي بين أبناء الشعب، وتكريس الحديث عن محافظات شمالية وجنوبية، وخلق الكراهية بين اليمنيين.
واعتبر محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي، أن حملات الترحيل المناطقية والسلب والنهب بعدن، هو المشروع الحقيقي للتحالف العربي، وبتوجيه أمريكي، بغرض تدمير اليمن ووحدة كيانه، رغم أن جماعة الحوثي سبق لها أن مارست التهجير القسري لسكان مديرية دماج في محافظة صعدة، قبل أن تسيطر على العاصمة صنعاء.

إقرأ أيضاً  اقتصاديون ومواطنون: الوضع المعيشي «لم يعد يطاق»

إضعاف الحكومة

سياسة الإمارات في عدن تهدف إلى تحفيز المزاج الشعبي عن طريق إيجاد مزاج طارد لكل ما هو وحدوي، من خلال إضعاف الحكومة والأحزاب والمجتمع المدني، وإيجاد احتقان ناقم عليها، وسجن وتهجير واغتيال كل حامل لمخرجات الحوار الوطني أو موالٍ للسلطة، وفق الدكتور شمسان.
وبحسب الدكتور شمسان، فإن اليمن أمام تنقية الجغرافيا وإحلال “المذهب المدخلي” بدلاً عن جماعات الإسلام السياسي، محذراً من خطورة سيطرة الإمارات على المحافظات الجنوبية والمواقع الاستراتيجية بالجزر، عبر قواتها، وإبعاد الحكومة كلياً من المشهد.
وفي حال عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لإيقاف الإمارات عن هذه الممارسات، يعتقد شمسان أن توعية الجماهير بمخاطر تلك الممارسات، ضرورية، خاصة أن المواطنين هناك ليس لديهم مزاج طارد، كونها تستهدف النسيج الاجتماعي والهوية اليمنية ومستقبل البلاد ككل.
وتسيطر الإمارات على المحافظات الجنوبية، عبر القوات التي قامت بتشكيلها تحت مسميات مختلفة “الحزام الأمني، النخبة الشبوانية، النخبة الحضرمية”، التي تعمل خارج الإطار الرسمي للحكومة.
وتعزز الإمارات من تواجدها في محافظة أرخبيل سقطرى التي عمدت مؤخراً إلى تجنيد أبنائها، لتكرار السيناريو الذي نفذته في عدن.

مقالات مشابهة