المشاهد نت

الجراد في اليمن من آفة زراعية إلى تجارة رائجة

صنعاء – صلاح الدين نضال :

هاجمت أسراب الجراد مناطق متفرقة من اليمن، مؤخراً، وسط تحذيرات من مخاطرها على الإنتاج الزراعي في بلد يعيش حالة مجاعة بسبب حرب تطحنه منذ 5 سنوات.
وتحولت أسراب الجراد في اليمن من خطر حذرت منه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، إلى وجبة شهية يلتهمها اليمنيون.
ويصطاد اليمنيون الجراد بهدف طهيها وأكلها أو بيعها في الأسواق، ولاسيما بالعاصمة صنعاء، كمنتج حيواني مدر للدخل.
وشوهد الرجال في مدينة صنعاء، وهم يسعون لاصطياد الجراد من أسطح منازلهم أثناء مرورها بأجواء المدينة.


ويقول المزارع مصلح محمد، إن بطون الجوعى لن تترك الجراد تأكل النباتات والمحاصيل الزراعية، مضيفاً أن الفقر حفز الكثير من الأسر لتحويل الجراد إلى مصدر رزق.

الجراد في اليمن من آفة زراعية إلى تجارة رائجة
الجراد فى موائد اليمنيين

تجارة مربحة

علي المطري، أحد المواطنين الذين يبيعون الجراد في منطقة باب اليمن بصنعاء، يقول لـ”المشاهد” إنه بمجرد معرفة خبر وصول الجراد إلى منطقة بني مطر، هرع المواطنون من المناطق المجاورة لصيدها، باعتبارها وجبة محببة لدى اليمنيين، مضيفاً أن الأوقات المناسبة لصيد الجراد، عندما تحط رحالها على الأشجار والجحور في الجبال مساء، أو في ساعات الفجر الأولى، حينها يذهب المواطنون بالأضواء لصيدها من خلال وضع أوعية بلاستيكية تحت الأشجار، والقيام بهز الأشجار أو الضرب عليها بالعصي، لتتساقط عليها الجراد، ومن ثم نقلها إلى أكياس أو علب بلاستيكية.
وبحسب المطري، فإن تجارة الجراد مربحة لإقبال الناس على شرائها، ولعدم ارتفاع كلفة اصطيادها، موضحاً أنه يبيع في اليوم ما بين اثنين إلى ثلاثة أكياس كبيرة.
ويفترش باعة الجراد الأسواق الشعبية الخاصة بالإنتاج الزرعي والحيواني المحلي، والواقعة في باب اليمن.
وعن طريقة طهي الجراد، يقول حميد الهمداني، إنه يتم طهيها مع الماء الساخن، وهناك من يقوم بقليها مع الزيت، ومن ثم تجفيفها وبيعها، ويتم أكلها بعد خلع أجنحتها وساقيها.


ويعتبر الجراد نوعاً من أنواع حشرات الجنادب التي تتبع فصيلة مستقيمات الأجنحة، حيث يمتلك الجراد قوائم خلفية قوية تساعده في القفز لمسافات بعيدة، تعادل 20 ضعف طول جسمه.
ويتراوح طول الجراد من 3 إلى 13 سنتمتراً، ويقسم جسمه إلى الرأس والصدر والبطن، وتكون مقسمة لـ11 قسماً، بالإضافة إلى 6 أرجل، وله أسنان حادة.

الهمداني : يشاع في الوسط الشعبي أن الجراد تفيد في علاج أمراض متعددة، منها آلام الظهر، والروماتيزم، والسكري، وتأخر النمو لدى الأطفال

الجراد في اليمن من آفة زراعية إلى تجارة رائجة

تستخدم للعلاج

يعلل الهمداني إقبال المواطنين على شراء الجراد بعد طهيها، للفوائد الصحية الشائعة شعبياً عن أكل الجراد.
ويشاع في الوسط الشعبي أن الجراد تفيد في علاج أمراض متعددة، منها آلام الظهر، والروماتيزم، والسكري، وتأخر النمو لدى الأطفال، والحيوية، وينشط القدرة الجنسية، خصوصاً لدى كبار السن.
وتؤكد المصادر الصحية وجود فوائد صحية لأكل الجراد، كونها تحتوي على نسبة 62% من البروتين، و17% من الدهون، ومواد عضوية بنسبة 21%، ومنها المنجنيز، والكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، وغيرها.
لكن المختصين يحذرون من تناول الجراد لاحتمالية تعرضها للسموم أثناء مكافحتها في بعض المناطق، أو من النباتات والأشجار التي تكون قد تعرضت للسموم.
لا يحبذ الهمداني مكافحة الجراد بالسموم، مقتنعاً أن المواطنين عندهم القدرة لمكافحته، وأيضاً لتحويله إلى مصدر دخل وتجارة مربحة.
وبحسب الهمداني، فإن المواطنين يعتقدون أن الجراد لا يتغذى من النباتات والأشجار السامة، وإنما يتغذى من الأشجار والنباتات المتنوعة والمفيدة، ولذلك يحتفظ بقيمة غذائية كبيرة.

إقرأ أيضاً   الحلويات الصنعانية... عادة رمضانية

جمع الأموال لمكافحة الجراد

وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) عن تخصيص 300 مليون دولار لمحاربة انتشار آفة الجراد الصحراوي في اليمن.
وحسب بيان للمنظمة على موقعها الإلكتروني، فإنها جمعت 100 ألف دولار، مساهمة من الصندوق الخاص بأنشطة الطوارئ وإعادة التأهيل في بلجيكا، و200 ألف دولار من مواردها الخاصة، لشن حملة ضرورية لمكافحة الجراد باليمن.
لكن اليمنيين يتندرون بمصير الجراد التي تواجه بالصيد في اليمن، في حين تعلن البلدان الأخرى حالة الطوارئ بسببها، مستنفرة كل الإمكانيات والطرق لمواجهتها.
ومن ضمن ما يتداول على المستوى الشعبي، على سبيل الفكاهة، أن الجراد لو خيرت بين المبيدات الحشرية أو دخول اليمن، لاختارت المبيدات الحشرية.

مقالات مشابهة