المشاهد نت

“المطلع” موروث شعبي في عيد الأضحى بحضرموت

حضرموت – عبدالمجيد باخريصة:

على مدى أيام عيد الأضحى، أقامت بعض مديريات محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، ومنها مدن شبام وتريم وسيئون والشحر، فعاليات شعبية متنوعة، في تجمع يعرف بـ”المطلع”.
وتبدأ فعاليات “المطلع” الذي استمر منذ ربع قرن من الزمن، بلعبة “الشبواني” عصراً، بحضور كبير من المتفرجين في ساحة المنطقة الرئيسية، حيث يشارك عدد من سكان المنطقة في هذه اللعبة.
وتمتاز لعبة “الشبواني” برقصة مميزة يتم خلالها ترديد أبيات شعرية، مع تلويح المشاركين بالعصا والضرب بها على صحن باليد الأخرى.
وتستمر فعالية المطلع إلى الليل، حين يتجمع المئات من مناطق مجاورة إلى ساحة تلك المنطقة التي تقيم المطلع، لحضور المناظرة الشعرية بين عدد من شعراء حضرموت.


ويقف شاعران أمام الجماهير، حاملين العصا التي تستخدم في لعبة “الشبواني”، في المناظرة الشعرية التي تتناول محاور يغلب عليها الجانب الفكاهي والمسلي، إضافة لأوضاع البلاد السياسية.
وتتضمن الفعالية ممارسة لعبة “الزربادي” الشعبية، التي تمتاز برقصة مميزة ومعقدة وأصوات إيقاعية خاصة.
وفي آخر أيام عيد الأضحى، يقام في مدينة تريم بوادي حضرموت، سباق الهجن (الجمال)، بحضور مئات الهواة، كتقليد سنوي ختامي لفعاليات عيدية.
وقال محمد سعيد قحطان، مدير مكتب الثقافة، ورئيس لجنة الألعاب الشعبية بمديرية شبام، لـ”المشاهد”، إن هذا التراث الأصيل يعني الهوية للسكان. ولا ماضي لمن لا حاضر له، مضيفاً أن “هذا النوع وغيره من التراث هو هويتنا، ونسعى دائماً إلى الحفاظ عليه، وغرسه في نفوس الشباب، لضمان استمراريته، والحفاظ عليه”.
وأشار إلى أن مكتب الثقافة بشبام أنشأ في الفترة الأخيرة صندوق التراث، بهدف دعم هذه الفعاليات، والعمل على بقائها والحفاظ عليها كونها هوية وتقليداً يخلق الألفة والمحبّة بين أبناء المديريات، ويخلق علاقات تقوي النسيج المجتمعي.
وتتميز أغلب مناطق وادي حضرموت، بإقامة “مطلع شبواني” يخصها، غير أن مدينة شبام تجمع الموروث الشعبي الفلكلوري بأرض التاريخ والحضارة، بحسب الناشط المجتمعي عبدالرحمن جبر، مضيفاً لـ”المشاهد” أن “مطلع شبام” يكمن زخمه بعبق تاريخ المدينة التراثية والتاريخية، والتي تحوي أطول وأقدم ناطحات سحاب طينية. كما أن له أهمية خاصة عند أهالي المناطق الأخرى، كونه في مدينة شبام المشتهرين أهلها بالكلام الحكيم، حيث تبدأ معظم قصائد الشعر بعبارة “قال الشبامي”.
وعن قدوم الهواة من خارج شبام، يقول جبر إن شبام تكون قبلة ليلة مطلعها، فيتوافد الآلاف من الناس لحضور “سمر الشبواني” الذي يقام في ثاني وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، في مشهد تراثي شعبي حافظت عليه شبام التاريخ وعدد من المدن القديمة الأخرى.

إقرأ أيضاً  تعز: العيد دون زيارات في ظل الحصار
"المطلع" موروث شعبي في عيد الأضحى بحضرموت
مقالات مشابهة