المشاهد نت

الانتقالي يسعي للسيطرة على محافظة الرئيس هادي

عدن – بديع سلطان:
يبدو أن المواجهات التي بدأت فجر الثلاثاء، في محافظة أبين (جنوب اليمن)، تمتلك جذورًا لخلافاتٍ شخصية، قبل أن تكون دوافعها سياسية أو عسكرية.
ويرجع ذلك إلى أن تاريخ الخلافات بين قادة كل طرف من طرفي المواجهات، التي اندلعت بين قوات الحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، وبين قوات الشرطة العسكرية الحكومية.
فبحسب مصادر محلية في أبين، أكدت “للمشاهد” أن قائد القوات الخاصة في المحافظة، محمد العوبان، كان أحد قادة الحزام الأمني في أبين، وكان متزعمًا لقوات الحزام في مديرية زنجبار، عاصمة المحافظة، قبل أن يعزله قائد قوات الحزام في أبين عبداللطيف السيد؛ بسبب عدم دعمه لقوات الحزام خلال أحداث يناير 2018 في عدن.
وقالت المصادر أن عدم انصياع العوبان لأوامر السيد بتعزيز الجبهات في عدن آنذاك، كان سببًا في عزل العوبان من قيادة الحزام الأمني في مديرية زنجبار.
ولم يكتفِ العوبان حينها بعدم إطاعة أوامر السيد، بل وصل به الأمر إلى قطع الطريق عن أية قوة كانت تنوي التوجه إلى عدن، ومنعها من المشاركة في الاقتتال هناك، وفق المصادر التي أشارت إلى تعيين العوبان قائدًا للقوات الخاصة في أبين، بعد عزله من قيادة الحزام الأمني في زنجبار.
وكانت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، قد فرضت فجر الثلاثاء، حصاراً على معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة أبين.
وقالت مصادر أمنية في أبين “للمشاهد”: إن وساطات محلية مازلت تنشط، في الأثناء، بين الطرفين، تهدف إلى تسليم معسكر القوات الخاصة للحزام الأمني بدون قتال، حقنًا للدماء.
وأضافت المصادر أن الوضع مازال متوترًا رغم جهود الوساطات التي تحاول تجنب اقتحام المعسكر، في ظل إصرار قوات الحزام الأمني على اقتحامه، وإعلانها منح فرصة للوساطة لمدة ساعات، مالم فإنها ستقتحم المعسكر.
وكان شهود عيان في مدينة عدن، قد رصدوا خروج تعزيزات عسكرية ومدرعات وعربات قتالية من معسكرات الحزام الأمني في الأمني وتوجهها صوب محافظة أبين (شرق عدن).
وقال الشهود “للمشاهد”: إن التعزيزات عبر نقطة دوفس التي يسيطر عليها الحزام الأمني في طريقها إلى أبين.
وقبل ذلك أكدت مصادر محلية في مدينة الكود (للمشاهد) اندلاع اشتباكات في المدينة التي يقع فيها مقر الأمن العام الذي يقوده مدير أمن محافظة أبين أبو مشعل الكازمي، بعد مهاجمته من قوات الحزام الأمني.
وكان الكازمي قد رفض، خلال مواجهات عدن، سيطرة المجلس الانتقالي عبر قوات الحزام الأمني على المدينة، وهدد بدعم القوات الحكومية هناك بتعزيزاتٍ عسكرية من أبين.
وتسبب تصعيد الأوضاع الأمنية وتوسعها إلى محافظة أبين، شرق عدن، بردود أفعال قوية من قياداتٍ ومسئولين في الحكومة اليمنية.
حيث اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني المجلس الانتقالي الجنوبي بالسعي لتفجير الأوضاع في محافظة أبين، معتبراً حصار قواته لمعسكرات القوات الحكومية تحدياً للسعودية التي دعت للتهدئة والحوار.
من جانبها قالت وزارة الخارجية اليمنية إن ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل دولة الامارات أمر مرفوض وغير مقبول.
وقال نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي في تغريدة على حساب الوزارة في “تويتر”: إن التوتر في أبين سيعمل على تقويض وافشال جهود الوساطة التي نقدرها كثيرا من قبل الأشقاء في السعودية.
وأكدت الخارجية اليمنية رفض استمرار تقديم الدعم الإماراتي المالي والعسكري لقوات المجلس الانتقالي الخارجة عن القانون والدولة في اليمن ودعت إلى إيقافه بشكل فوري وكامل.
ويأتي تصعيد الانتقالي على خلفية تأييد شرطة المحافظة وقوات الأمن الخاصة الحكومة اليمنية، ورفضها لتمرد قوات الانتقالي الجنوبي في عدن وسيطرة قواته على موسسات الدولة في العاشر من أغسطس الجاري.
فيما قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيطر على المؤسسات الحكومية في مدينة عدن (جنوبي اليمن) بقوة السلاح معبراً عن رفضه وتنديده بسيطرة المجلس على مؤسسات الدولة في اليمن.
وأكد غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، عدم قبول الأمم المتحدة باستمرار الوضع في عدن على ماهو عليه.. مشيراً إلى أن الوضع الحالي في المدينة يؤثر على النسيج الاجتماعي ويشل عمل مؤسسات الدولة.
وأضاف أن التطورات في محافظتي عدن وأبين تدل على صعوبة تحقيق السلام.. مشيداً في الوقت ذاته بجهود السعودية في اليمن ورعايتها عملية الحوار بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية.
وعبر المبعوث الأممي إلى اليمن عن خشيته من استغلال الجماعات الإرهابية الفوضى في عدن.. مشدداً على ضرورة أن تكون المدينة تحت إدارة حصرية لمؤسسات الدولة اليمنية.
وشدد على ضرورة استئناف عملية الانتقال السياسي في اليمن بعد طول انقطاع، وإشراك جميع الأطراف اليمنية في عملية السلام الشاملة.
وتزامنت جلسة مجلس الأمن مع تصعيد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في محافظة أبين عقب سيطرتها بشكل كامل على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد في العاشر من الشهر الجاري.
وتحفل محافظة أبين – التي ينتمي إليها الرئيس هادي – بتاريخٍ كبير من الصراعات والخلافات المناطقية والقبلية بينها وبين محافظتي لحج والضالع.
وتجلى ذلك واضحًا في الصراعات السياسية التي أعقبت استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني، حيث تركزت الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين المنتمين للمحافظات الثلاث.
وغالبًا ما كانت محافظة أبين تخرج خاسرة في تلك الصراعات، منذ مقتل الرئيس سالم ربيع علي في أواخر عام 1978، ونفي الرئيس علي ناصر محمد بعد أحداث يناير 1986، والرئيسان ينتميان لمحافظة أبين

مقالات مشابهة