المشاهد نت

اتجاه الانتقالي شرقا…هل ينجح في السيطرة على شبوة وحضرموت؟

عدن – بديع سلطان:

بعد سيطرتها الكاملة على مدينة عدن (جنوب اليمن)، يبدو أن القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، عازمة على التوجه شرقاً، وفرض سيطرتها على بقية محافظات الجنوب، إذ
لم يمضِ الكثير على سيطرته على معسكرات القوات الخاصة الحكومية ومقرات الأمن العام بمحافظة أبين، شرق عدن، حتى توجهت نحو محافظة شبوة؛ تحت مبرر طرد اللواء 21 ميكا التابع للمنطقة العسكرية الثالثة، بحسب تصريحات قادة في “الانتقالي”.
وكشفت تلك التصريحات عن توجهات أبعد بكثير من شبوة، حيث خرج رئيس الجمعية الوطنية للمجلس اللواء أحمد بن بريك، بتأكيداتٍ على أهمية السيطرة على وادي حضرموت وتحريره من قوى الإرهاب، وفق وصفه، معتبراً ذلك ضرورة ملحة؛ لرفع المعاناة والظلم عن أهالي حضرموت.
حديث اللواء بن بريك جاء خلال استقباله عدداً من ممثلي قبائل حضرموت، المؤيدين للمجلس الانتقالي، قبل أيام، والذين جاؤوا مهنئين بالسيطرة على عدن.
طموحات “الانتقالي” في التوجه شرقاً، أكدتها مصادر مطلعة في محافظة المهرة، حيث تحدثت عن إجراءاتٍ تهدف إلى تسليم المحافظة لقوات المجلس الانتقالي، في تكرارٍ لما حدث في عدن وأبين.
وقالت المصادر إن أرتالاً عسكرية مكونة من مدرعات وعربات مصفحة، شوهدت تلج مطار الغيضة الدولي، الذي تم تحويله منذ عامين إلى قاعدة عسكرية سعودية.
وأوضحت أن السعودية تمهد لتنفيذ مخطط يستهدف تفجير الوضع داخل المهرة، وجر المحافظة إلى أتون اقتتال داخلي.


وتحدثت المصادر عن تنسيق سعودي إماراتي لاستقدام مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي، من عدن، يتم تعزيزهم بكافة الأسلحة والمدرعات من داخل مطار الغيضة، بدلاً من عناصر الشرطة العسكرية التي أفشلت تمرير المخطط السعودي في المهرة، خلال المرحلة الماضية.
غير أن مجريات الأمور التي حدثت في شبوة، الجمعة الماضية، وفشل قوات النخبة الشبوانية في فرض سيطرتها على مدينة عتق عاصمة المحافظة، قلب موازين المعركة، وقلل من طموحات المجلس الانتقالي للتوجه نحو الشرق.
وما زاد من تأكيدات هذه الفرضية، محتوى البيان الذي خرج به مدير أمن محافظة أبين، العميد أبو مشعل الزامكي، الجمعة الماضية، والذي قال فيه إنه كان هناك اتفاقٌ وقعته الأطراف في المحافظة، يقضي بعودة القوات الخاصة والشرطة العسكرية لمقراتها، وتسليمها لقيادتها السابقة، في إشارةٍ إلى أن قوات المجلس الانتقالي لم تفرض سيطرتها على أبين.
ورفض الكازمي، في بيانه الذي تلقى “المشاهد” نسخةً منه، ما جاء في بعض المواقع الإعلامية التي أشاعت أن ما تم في أبين هو تطهيرها من مؤسسات أمنية تابعة لتنظيمات إرهابية، مؤكداً أن ذلك اتهام لأبطال محافظة أبين بالإرهاب.
وأضاف: لا صحة لما يقال عن أن قيادة التحالف العربي قد تواصلت مع مدير أمن أبين وقائد القوات الخاصة، وطلبت منهم التسليم، وإلا سيتم التعامل معهم بالقوة.

فشل قوات النخبة الشبوانية في فرض سيطرتها على مدينة عتق عاصمة المحافظة، قلب موازين المعركة، وقلل من طموحات المجلس الانتقالي للتوجه نحو الشرق.

اتفاق أمني في أبين

وأشار الكازمي إلى أن تواصل قيادة التحالف العربي أثناء المعركة، كان إيجابياً، سواءً مع القيادة العامة للتحالف أو قادة القوات السعودية أو الإماراتية، وتم وقف الفتنة والاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار، وبالفعل تم ذلك، وبحضور قائد التحالف العربي، وقائد المنطقة الرابعة، ومحافظ أبين، ومدير الأمن، وقائد الحزام الأمني، وقادة الألوية العسكرية، وقادة القوات السعودية في عدن، وتم توقيع محضر اتفاق يمنع منعاً باتاً تحرك أية قوات عسكرية في محافظة أبين، وتم التوقيع على هذا الاتفاق لمنع أي تدهور أمني.
وأضاف بيان مدير أمن أبين، أنه تم الاتفاق على عودة معسكرات القوات الخاصة والشرطة العسكرية، وبالفعل تم استلام مقر الشرطه العسكرية من قبل قائدها العميد يوسف العاقل.
ولفت إلى أن التحالف طلب مهلة أسبوعين بشأن القوات الخاصة؛ للتشاور مع القيادة السياسية لتهيئة الأجواء لعودة تلك القوات إلى مواقعها، مؤكداً أنه لن يحدث شيء بعد اليوم، وأي طرف يتجاوز هذا الاتفاق يتحمل مسؤوليته.
وكانت مصادر موالية للمجلس الانتقالي، أكدت لـ”المشاهد” سيطرة القوات التابعة للمجلس على كامل معسكرات ومقرات القوات الخاصة والأمن العام.

مواجهات شبوة

لم تنجح قوات المجلس الانتقالي في السيطرة على معسكر الشرطة العسكرية في عتق، مركز المحافظة، كما لم تستطع مواجهة اللواء 21 ميكا، وفق ما أفاد وزير النقل في الحكومة اليمنية، صالح الجبواني.
الجبواني، المنتمي للمحافظة، قال في تغريداتٍ على “تويتر”: إن أبطال شبوة سطروا ملاحم الدفاع عن الحكومة، وأثبتوا أنهم سد منيع أمام مغامرات المجلس الانتقالي.
في الوقت ذاته، أعلن مدير أمن شبوة، عوض الدحبول، دحر قوات المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية، ومقتل 3 جنود منهم، وإصابة 6 آخرين، بالإضافة إلى إحراق عدد من المدرعات والعربات العسكرية.
وأكد الدحبول، في تسجيلات صوتية نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدها “المشاهد”، سيطرة القوات الحكومية على كامل مدينة عتق، وفرار القوات الموالية للمجلس الانتقالي نحو بلحاف، جنوباً.
في المقابل، كشفت مصادر أمنية في الحزام الأمني بعدن، عزم قائد اللواء الخامس حزام أمني في محافظة لحج، والمسيطر حالياً على قصر معاشيق، إرسال كتيبتين عسكريتين إلى شبوة؛ لتعويض خسائر المجلس الانتقالي هناك.
كما أصدرت القيادة المحلية في المجلس الانتقالي بشبوة، مساء الجمعة، بياناً تلقى “المشاهد” نسخةً منه، تضمن دعوة للنفير العام، لكافة القوات الجنوبية للزحف على مدينة عتق.
وأشار البيان إلى ضرورة تحرير المحافظة ممن وصفهم بـ”فلول الشر والإرهاب الإخوانجية”.
وفي سياقٍ متصل، ناشد رئيس الهيئة الشعبية بالمحافظة، اللواء أحمد مساعد حسين، كافة أبناء وشباب وجنود وصف ضباط المؤسسات العسكرية من جيش وأمن ونخبة ونشطاء شبوة، عدم توجيه الأسلحة إلى بعضهم البعض، وطالبهم برفض أوامر من سماهم القادة المتاجرين بأرواح الجنود وأبناء المحافظة.
كما دعا مساعد، في بيان صادر عنه، تلقى “المشاهد” نسخةً منه، إلى عقد لقاءٍ عاجل مع لجنة الوساطة، لتلافي خطورة الموقف قبل توسع الفتنة؛ لتصبح شبوه وعاصمتها ساحة معركة للجنوب والشمال؛ بحكم موقع المحافظة المحاذي لكل المحافظات جنوباً وشمالاً.
وكان مساعد استهجن، في مؤتمرٍ صحفي، الخميس، دعوات المجلس الانتقالي إلى إسقاط محافظات الجنوب، واستغرب من دعوات السيطرة على بيحان، وتساءل: “ممن تتم استعادتها؟ من أولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم لطرد جماعة الحوثي، أم انتزاع المعسكرات من قوات الحكومة التي يتواجد فيها أبناء شبوة وحضرموت وأبين والمهرة؟”.
داعياً قيادة المجلس الانتقالي إلى التوقف عن هذه الممارسات، والاكتفاء بإسقاط مؤسسات الدولة في عدن، والتي وصفها بأنها “انقلاب متكامل الأركان على الحكومة”.
وأشار إلى أن قيادة تحالف دعم الحكومة قد فشلت في الحرب في اليمن، ولم تستطع الوفاء بوعودها في القضاء على انقلاب الحوثي واستعادة الدولة وإعادة الحكومة إلى العاصمة صنعاء، بعد ما يقارب 5 أعوام من الحرب. وقال: إنها تسعى إلى تغطية فشلها بإدخال الجنوب في الحرب.
وحذر مساعد من مغبة اجتياح شبوة بقوة السلاح، أو الزج بها في أتون الصراعات، معرباً عن رفضه لمثل هذه الحماقات. وقال: شبوة هي العمق الاستراتيجي لليمن، ولها ارتباط جغرافي مفتوح بمختلف المحافظات شمالاً وجنوباً، والزج بها في الحرب رهان خاسر في الأول والخير.

إقرأ أيضاً  المرأة الريفية.. حضور متزايد في الزراعة 

تحذيرات حضرمية

أحلام المجلس الانتقالي بالتوجه نحو الشرق، واجهتها عقبةٌ أخرى، بعد إطلاق أحد الوجاهات في قبائل الكثيري بحضرموت (شرق اليمن)، تحذيرات للمجلس من الاقتراب من محافظة حضرموت.
ودعا عبدالله بن محسن الكثيري، فى بيان حصل “المشاهد” على نسخة منه، أبناء حضرموت، إلى مواجهة محاولات المجلس الانتقالي للسيطرة على حضرموت، معتبراً حضرموت خطاً أحمر.
وطالب السعودية بالتدخل لإيقاف محاولة اقتراب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت.
ويعد عبدالله بن محسن الكثيري من عائلة السلطنة الكثيرية التي حكمت محافظة حضرموت، خمسينيات القرن الماضي، ويعيش حالياً في السعودية.
تحذيرات أبناء حضرموت لم تطل المجلس الانتقالي فقط، حيث دعا مؤتمر حضرموت الجامع، في اجتماعٍ عقد الخميس، الحكومة، إلى عدم تجاوز قضية حضرموت في أي تفاهمات، وأن إهمال المحافظة قد يؤدي إلى المواجهة.
وأكد المؤتمر على ضرورة عقد مزيدٍ من اللقاءات التشاورية مع السلطة المحلية؛ لتحديد موقف تجاه الأحداث الجارية فى المحافظات الجنوبية، في إشارة إلى تصعيد المجلس الانتقالي.
وقال: إن من حق شعب حضرموت المطالبة بالحرية والاستقلال وتقرير المصير، كسائر شعوب الأرض.
وتأتي تلك الدعوات بعد يوم من مطالبة وكيل أول محافظة حضرموت بن حربيش، إلى حكم مستقل لحضرموت.
وبحسب مراقبين، فإن سيطرة قوات المجلس الانتقالي على مدينة عدن، ومحاولاته توسيع سيطرته إلى أبين وشبوة، أثارت النعرات الانفصالية في محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين، في ظل دعوات المجلس الانتقالي للانفصال عن الجمهورية اليمنية.

مقالات مشابهة