المشاهد نت

سد “مأرب” التاريخي يلتهم مرتاديه

مأرب-عارف الواقدي:

محاولة أمة العليم عبدالله عسوس (17 عاماً) في إنقاذ شقيقتيها الصغيرتين، بعد سقوطهما في “سد مأرب” التاريخي، أفقدتها حياتها، بعد فشلها في إنقاذهما.
وانزلقت أقدام الصغيرتين في السد الممتلئ بالماء، أثناء التقاط أمة العليم صورة تذكارية لهما على إحدى ضفاف السد، الأمر الذي جعلها ترمي بجسدها في الماء بحثاً عنهما، بحسب رواية والدهن لـ”المشاهد”، مضيفاً والحزن يبدو على ملامح وجهه، أن رحلتهم إلى السد في عيد الأضحى الماضي، تحولت إلى مأتم بفقدانه ابنته.
وتمكن ناصر حسين المرادي، الغواص في سد مأرب، بالتعاون مع بعض أفراد الأمن المكلفين بحماية السد، من إنقاذ الصغيرتين من الغرق، وفشلوا في إنقاذ أمة العليم التي فارقت الحياة بعد سقوطها بالسد، كما يقول، مضيفاً: “تم إبلاغي بحالة الغرق من قبل مدير الدفاع المدني، وتحركنا إلى المكان، وبعون الله تمكنا من انتشالها”.

غرقى في السد

هذه الحادثة ليست الأولى، فحالات الغرق في مياه السد والتحويلة التابعة له، شهدت ارتفاعاً ملفتاً في الآونة الأخيرة، وكان آخرها غرق طفلتين، الاثنين الماضي، بحسب المرادي.


وسبق أمة العليم، حالة غرق طفلين من محافظة البيضاء، في مجرى مياه السد، قناة الخسيف، وهما صادق (14 عاماً) وخالد ضيف الله السباعي (8 أعوام).
ومن اللافت للنظر أن حالات الغرق في مياه السد التاريخي والتحويلة التابعة له، ازدادت بكثافة مؤخراً، وسط تجاهل كبير من السلطة المحلية في المحافظة، التي لم تبدِ أي اهتمام يتمثل بوضع حواجز السلامة حول محيط السد، وتوفير فرق إنقاذ متواجدة في المكان الذي يعد مزاراً يتوجه إليه عشرات الآلاف في الأعياد والمناسبات، وفي العديد من الأيام العادية، بحسب مشاهدات محرر “المشاهد”.
وتم تسجيل 16 حالة غرق في السد والتحويلة المائية التابعة له، خلال الفترة من يونيو حتى أغسطس الماضيين، بينهم امرأة حامل تدعى خديجة عبده حسن الذماري (33 عاماً)، غرقت وهي تحاول إنقاذ طفلها البالغ من العمر 11 عاماً، من الغرق، في 18 يوليو الماضي.
وقفزت الذماري وسط مياه السد، بعد استغاثة ولدها بها، إلا أنها غرقت بسبب حملها، ولم تستطع التماسك، وتم إنقاذ طفلها، من قبل أحد الزوار، بحسب المرادي.

إقرأ أيضاً  مصير العائدين من المعتقل
سد "مأرب" التاريخي يلتهم مرتاديه
عمليات إنقاذ الغرقي صور بعدسة مراسل “المشاهد ”

تم تسجيل 16 حالة غرق في السد والتحويلة المائية التابعة له، خلال الفترة من يونيو حتى أغسطس الماضيين

انعدام وسائل السلامة

يعود تاريخ سد مأرب إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد، ويعتبر أحد أقدم السدود في العالم، وكان يروي قرابة 98,000 كم مربع.
وبات هذا السد اليوم مكاناً للتنزه في محافظة مأرب (شرق اليمن) التي يسكنها قرابة مليون نازح منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، لكن انعدام وسائل السلامة فيه جعله مكاناً لاصطياد الزائرين، ولاسيما الأطفال منهم.
ويقول عبدالرحمن العقيلي، أحد زوار السد: “لا أصعب من ان تشاهد ابنك أو ابنتك يغرق أمام عينيك، ولا تستطيع فعل شيء”، موضحاً أن حالات ضحايا الغرق في سد مأرب، تكاد تكون يومية، متسائلاً في الوقت عينه: “لماذا لا يعتبر المواطن ويعي مخاطر السباحة والقفز في مياه السد؟”.
ويجيب بالقول: “حالات الغرق في سد مأرب، في تزايد، نتيجة عدم وعي الزوار بخطورة الاقتراب من حافة المياه، وتساهل السلطة المحلية في إيجاد حل لهذه المشكلة المتكررة”، ويقترح: “تخصيص أماكن محددة للزوار، وتسويرها بحواجز حديدية لمنع وصول النساء والأطفال إلى الماء، وإغلاق كل الطرق المحيطة بالسد، وربطها بطريق واحدة وأماكن محددة للزوار، مع مضاعفة احتياطات السلامة والإرشادات”.

سد "مأرب" التاريخي يلتهم مرتاديه
محاولة إنقاذ شاب غرق فى السد الصور بعدسة مراسل” المشاهد

مقالات مشابهة