المشاهد نت

عبدالله الكوماني ضحى بحياته لينقذ أسرة من الموت

ذمار – ضياء حسن :

عندما أحاطت النيران بمنزل أحد جيران عبدالله الكوماني، في منتصف شهر رمضان الماضي، دخل إلى منزل أسرة “آل الشرفي” المكونة من الأم وأطفالها الثلاثة، لإنقاذهم من الموت المحقق.
وبعد أن أخرج آخر واحد منهم من وسط النيران، كانت النيران قد التهمت جسده.
وكان الكوماني الذي يعول 3 أطفال، ويعمل في صندوق النظافة والتحسين بمدينة ذمار (جنوب صنعاء)، يعرف تماماً مشاعر الأبوة، ووجع صرخات الأطفال الذين تعبث بهم النار. ويقول محمد الحبني لـ”المشاهد: “كان الكوماني يجلس مع بعض الشباب في حارة “فجير بداش”، يتجاذبون أطراف الحديث، وقت العصر برمضان، وعندما سمع أصواتاً تتعالى من منزل الشرفي، والنار تخرج من النوافذ والسطح، والناس تتجمع، وبعضهم يحاول إطفاء النيران من الخارج بالماء، دخل المنزل وأنقذ الأسرة، وتوفي هو بعد يومين من تلقيه العلاج في العناية المركزة بأحد مشافي المدينة”.

أسباب الحريق

وتعود أسباب الحريق إلى انفجار منظومة الطاقة الشمسية، وتلامسها، مع وجود صاعقة بترول كان يخزنها صاحب البيت، بالقرب من سطح المنزل، والتهمت النيران كل ممتلكات الأسرة من أثاث وملابس وغرف نوم وأدوات المطبخ.
تعرضت ربة المنزل مع 3 من أطفالها، لبعض الإصابات، لكنها طفيفة بالمقارنة مع حجم الإصابات التي كانت بجسد الشاب الكوماني.
وتعرضت بعض المنازل في مدينة ذمار، للحريق خلال العام الحالي 2019م، وصلت إلى 7 حوادث حريق لمنازل، بسبب سواء تخزين المواد المشتعلة، وفق مصدر في جهاز الدفاع المدني بذمار، مؤكداً لـ”المشاهد” أن الكثير من المنازل التي تتعرض للحريق يصعب إنقاذها بسبب وجودها في أحياء سكنية مكتظة بالمنازل، ووجود كميات أخرى من المواد المشتعلة في تلك المنازل، منها البترول أو الغاز أو البارود.

إقرأ أيضاً  «معارض رمضانية» تخفف معاناة المواطنين بحضرموت

شهيد الإنسانية

مايزال الناس بمدينة ذمار يتذكرون جيداً الموقف البطولي لهذا الرجل الثلاثيني، ليلتصق في ذاكرة أبناء المدينة حجم التضحية التي قدمها هذا الشاب، ومواقفه التي تبناها من أجل أعمال الخير والبر طوال حياته. وحدهم أطفاله يشعرون بحزن رحيله المبكر عنهم.
يتذكر محمد علي كرات، صديقه ورفيق طفولته، الساعات التي سبقت حادث اندلاع الحريق، وكيف كان بشوشاً، وينظر إلى الغد بأمل، قائلاً: “قدم موقفاً عظيماً، وفي شهر كريم، وسجل اسمه بين الشهداء والصالحين، لأنه صد بجسده النيران التي كانت في طريقها إلى الأطفال وربة المنزل، وحتماً لو لم يدخل بيت الشرفي، وينقذ من فيه، لكانت النيران التهمتهم جميعاً، مضيفاً لـ”المشاهد”: “حضر تشييع جنازته عشرات الآلاف من أبناء ذمار، وبات اسمه مرادفاً للعمل الإنساني النبيل والتضحية من أجل عمل الخير في ذمار”.
وسيأتي الطفل الرابع لعبدالله الكوماني، الذي توفي وزوجته حبلى به، بعد أشهر قليلة، وفق ما أكده شقيقه حزام الكوماني.

مقالات مشابهة