المشاهد نت

غريفيث يضع سبع نقاط لإنهاء الحرب في اليمن

متابعات – منال عبد الله

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث من اندلاع حرب كبيرة متجاوزة بسعيرها الوكلاء إلى الدول.

و قال غريفيث في مقال رأي نشر في صحيفة نيويورك تايمز “يجب أن تنتهي حرب اليمن، والسر هو أن طريقة إنهائها ليست سراً على الإطلاق، في 14 سبتمبر (أيلول)، أدى هجوم بطائرات مسيّرة على منشآت شركة أرامكو في المملكة العربية السعودية إلى تدمير ما يقرب من نصف إنتاج النفط الخام السعودي، وقد أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم، رغم ذلك، فإن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تشيران إلى إيران”.

و أضاف “يهدد هذا الوضع بتحويل التوترات الإقليمية إلى حرب ملتهبة، فضلاً عن زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، أما بالنسبة لليمن، فإن خطر الانجرار إلى حرب بين الدول وليس فقط بين الوكلاء أصبح الآن حقيقياً للغاية، وإذا كانت هناك حاجة لمزيد من الأدلة لضرورة الحل السياسي في اليمن، فإن هذه الهجمات توفر هذه الأدلة”.

و بلهجة يآئسة قال السيد غريفيث “يبدو أن معظم الحروب ليس لها حل، بحيث تنشأ هذه الحروب بسبب دول متخاصمة، وتغذيها ايديولوجيات متنافسة لا تأبه بصرخات الضحايا، ولا يختلف اليمن في بعض النواحي عن ذلك، لقد فقدت كل أسرة في هذا البلد جيلاً من التعليم لأطفالها، ولقد شهدت كل عائلة مقتل أحد الأقارب أو أحد الأصدقاء، قليلون من يرون أي مغزى من هذه الحرب بين قادتهم التي تُكلفُ كل واحد منهم ثمناً باهظاً و رغم هذا إلا أن المجتمع الدولي لديه حل لهذا الصراع و يجب عليه القيام بذلك”

و قد وضع السيد غريفيث في مقاله سبعة عناصر، و شدد بالضرورة على دعمها في أي تسوية من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء هذه الحرب.

“أولاً، يجب إعادة احتكار القوة إلى الحكومة اليمنية ويجب ألا يُسمح لأي يمني خارج نطاق الدولة باستخدام العنف لتحقيق غاياته، إن هذا مطلب بسيط ولكنه مطلق، ويجب استبدال الميليشيات التي تقاتل على أرض اليمن بسلطة الدولة الحصرية، يمكن تحقيق ذلك من خلال عملية تشرف عليها الأمم المتحدة لنقل الأسلحة تدريجياً من الميليشيات إلى الحكومة الجديدة.

إقرأ أيضاً  بن مبارك يناقش في السعودية جهود السلام والتحديات الاقتصادية

ثانياً، يجب أن تكون الحكومة أكثر من مجرد ائتلاف، يجب أن تكون شراكة شاملة بين الأحزاب السياسية التي تتخذ الآن جوانب مختلفة، هذه الدولة تتطلب حل الخلافات من خلال السياسة وهذه القوة تخدمها ولا تهددها.

ثالثاً، يجب على الحكومة ضمان عدم استخدام بلادها للهجمات على دول الجوار أو حتى أبعد من ذلك، ويجب أن يكون هذا الاتفاق بين قادة اليمن الجدد والدول التي تجاور اليمن.

رابعاً، ستتبنى الحكومة وتلتزم بمسؤوليتها التاريخية المتمثلة في ضمان سلامة التجارة التي اعتمدت منذ آلاف السنين على أمن البحار وسيقوم اليمن بحراسة حدوده، هذا وسيتم دعمه من قبل أولئك الذين يستفيدون من هذا الضمان.

خامساً، سيقوم الشعب اليمني بالقضاء على التهديد الإرهابي الذي نراه الآن، ويحظره من أراضيه.

سادساً، سيضمن جيران اليمن رخاء واستقرار سكانه من خلال التجارة والدعم الذي سيزيل مخاوف هذه الحرب.

أخيراً، سيكون الشعب اليمني وقادته هم من يقررون مستقبل الدولة ، لا حاجة للآخرين للتدخل في ذلك .

إن شكل اليمن المستقبلي يمكن، لا بل ينبغي، تحديده فقط من قبل اليمنيين المتحررين من ضغوط الحرب وأن يكونوا على استعداد للتفاوض حول مستقبل بلدهم بحسن نية”.

و قال غريفيث إن من يتعاملون بأمور السلام و القيادات في العالم يعرفون هذه العناصر السبعة، لاسيما أولئك في المنطقة، و الذين كلفتهم الحرب الكثير من الخسائر في الأرواح و الأموال.

و لفت إلى أن تطبيق هذه المبادئ يمكن أن يحول اليمن من مصدر للعنف والإرهاب والأزمة الإنسانية إلى جزيرة تتمتع باستقرار نسبي في منطقة متقلبة بشكل متزايد .

و أشار غريفث إلى إمكانية القيام بذلك شريطة وجود الإرادة السياسية و إقناع الزعماء بأن استقرار و أمن منطقتهم لا يمكن تحقيقه من خلال الضغط العسكري بل من خلال تعاون حقيقي مع أعدائهم.

و اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن غريفث مقاله بتحذير للجميع قائلاً “لنكن واضحين، اليمن لا يُمكنه الانتظار، علاوة على ذلك، ينبغي ألا ينتظر اليمن ونحن كذلك لا يجب أن ننتظر “.

مقالات مشابهة