المشاهد نت

مبادرة سلام حوثية وسط تصعيد للأعمال القتالية

متابعات – خالد الحميري

أعلنت جماعة الحوثي، الجمعة، عن مبادرة سلام لإيقاف الحرب المندلعة في اليمن منذ خمس سنوات، تشمل وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

وقال رئيس المجلس السياسي للجماعة مهدي المشاط في خطاب ألقاه الجمعة، بمناسبة الذكرى الخامسة لسيطرة الحوثيين على صنعاء، إن جماعته أوقفت استهداف السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ، وتنتظر إعلاناً مماثلاً بوقف استهداف السعودية للأراضي اليمنية.

وأضاف المشاط “ننتظر التحية بمثلها أو أحسن منها في إعلان مماثل بوقف كل أشكال الاستهداف والقصف الجوي لأراضينا اليمنية، ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة”.

مفاوضات جادة

وتضمنت المبادرة التي أطلقها المشاط، دعوة جميع الفرقاء من مختلف أطراف الصراع إلى الانخراط الجاد في مفاوضات جادة وحقيقية، تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أي طرف من الأطراف.

ودعا رئيس مجلس الحوثيين السياسي دول التحالف بقيادة السعودية إلى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي، ووقف اعتراض السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة (غربي البلاد).

تسليم إيرادات ميناء الحديدة

وأكد المشاط استعداد جماعته لتوريد الإيرادات إلى فرع البنك المركزي بالحديدة، داعياً الحكومة اليمنية إلى القيام بتغطية العجز، وبما يحقق الوفاء بتسليم مرتبات الموظفين في عموم المحافظات الجمهورية اليمنية.

كما دعا آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة إلى الالتحاق بعملها في الميناء، متهماً الطرف الحكومي والتحالف العربي بعدم تنفيذ التزاماتهما في إطار اتفاقات ستوكهولم، مشدداً على ضرورة الانتقال إلى مفاوضات جادة.

إطلاق الأسرى

ووجه المشاط الجهات المعنية في فحص قضايا وملفات نزلاء السجون الواقعة في تحت سيطرة الجماعة، وإطلاق سجناء الرأي وكل سجين لم تثبت بحقه تهمة مالم يكونوا أسرى أو مسجونين على ذمة التورط في جرائم تمس حقوق المواطنين.

ودعا دول التحالف إلى الكف عن عرقلة إطلاق الأسرى والانخراط بإيجابية في عملية تبادل شامل وكامل لجميع الأسرى من الجانبين سواء دفعة واحدة أو على مراحل.

ولم يصدر أي تعليق من الحكومة اليمنية أو السعودية على المبادرة التي أطلقها الحوثيون حتى اللحظة.

وسبق أن أعلن الحوثيون عن مبادرات مماثلة تشمل وقف الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على السعودية، إلا أنهم يعاودون استهداف أراضيها بحجة استمرارها في قصف مواقع الجماعة والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.

إقرأ أيضاً  "دروب المرجلة" الأعلى مشاهدة على اليوتيوب

ويأتي بيان الحوثيين بعد أكثر من أسبوع من تبنيهم عملية استهداف معملين لتكرير النفط تابعين لشركة أرامكو النفطية في بقيق وهجرة خريص شرقي السعودية، بعشر طائرات مسيرة بحسب بيان صادر عن ناطق الجماعة العسكري.

تصعيد عسكري


وتزامنت المبادرة مع تصعيد للأعمال القتالية في مختلف الجبهات خصوصاً الحديدة، حيث أعلن التحالف الجمعة، تدمير أربعة مواقع لتلغيم الزوارق المسيرة وتجهيز الألغام البحرية، في عملية نوعية شمال الحديدة، في حين ندد الحوثيون بالعملية العسكرية.

وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن “قواته نفذت فجر (الجمعة) عملية استهداف نوعية شمال محافظة الحديدة، ضد أهداف معادية تتبع الحوثيين وتهدد الأمن الإقليمي والدولي”.

وأوضح البيان أن “الأهداف المدمرة شملت أربعة مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيّرة عن بعد وكذلك الألغام البحرية، متهماً الحوثيين باتخاذ محافظة الحديدة مركزاً لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق المفخخة والمسيّرة”.

ورداً على ذلك، قال محمد عبد السلام الناطق باسم جماعة الحوثي، الجمعة إن التحالف شن غارات مكثفة على مدينة الحديدة “في تصعيد خطير من شأنه أن ينسف اتفاق السويد” مضيفاً أن على التحالف أن يتحمل تبعات هذا التصعيد.

في سياق متصل، أعلنت القوات الحكومية يوم الجمعة التصدي لهجوم واسع شنه الحوثيون على مواقعها في محافظة الحديدة الساحلية (غربي اليمن).

وقال المتحدث باسم القوات المشتركة الحكومية العقيد وضاح الدبيش في بيان حصل “المشاهد” على نسخة منه، “إن الهجوم بدأ فجر الجمعة على مواقع الجيش شرقي مدينة الحديدة، واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بما فيها قذائف الهاون”.

وأشار إلى أن الهجوم يأتي ضمن مسلسل الخروق المستمرة التي ترتكبها جماعة الحوثي، رغم سريان وقف إطلاق النار مع القوات الحكومية في مختلف جبهات القتال بالحديدة من قبل الأمم المتحدة، وفق اتفاق السويد منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفشلت ست جولات من المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة منذ اندلاع الحرب في اليمن، آخرها في السويد في ديسمبر 20018، في إحراز أي تقدم على صعيد حل النزاع في اليمن، الذي خلف واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حسب الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة