المشاهد نت

معلمات يدفعن بالفتيات للزواج بدلاً من الدراسة

صنعاء – فارس قاسم:

تشكو اليمنية هديل الصبري (46 عاماً)، من تذمر ابنتها سميرة، وعدم رغبتها بالذهاب إلى مدرستها، وغالباً ما تدفعها عنوة للدوام.
سميرة طالبة في الصف الأول الثانوي في مدرسة حكومية بالعاصمة اليمنية صنعاء، تفقد رغبة الدوام بالمدرسة، بسبب تعامل بعض مدرساتها معها.
تقول والدتها لـ”المشاهد”: “أصبحت ابنتي لا ترغب في الدراسة. وعلمت أن بعض مدرساتها هن السبب، إذ يستخدمن أسلوب السخرية واللوم كثيراً مع الطالبات”.
وأضافت هديل: “بعض المعلمات بررن معاملتهن تلك للطالبات بهدف حثهن على تحقيق مراتب متقدمة في الدراسة. لكن ابنتي للأسف لا تتقبل السلوك المعادي حتى في المنزل، فما بالك في المدرسة”.
ولا تعتقد هديل أن معاملة الطالبات بقسوة سترغمهن على الدراسة “هذا لم يعد مجدياً في الوقت الراهن، تغيرت الأوضاع عما تعلمنا عليه في صغرنا”.
وتؤكد أنها تحاول باستمرار تشجيع ابنتها على الذهاب للمدرسة، خشية أن يكتشف والدها عدم رغبتها بالدراسة، وبالتالي يبقيها في البيت، ويقوم بتزويجها، كونه يؤمن بعدم جدوى الدراسة للبنت.
وتعتقد هديل أن بعض المدرسات “بحاجة للمساءلة عن سلوكياتهن الاستفزازية للطالبات، والتي تصل لمرحلة عزوف بعض الطالبات عن الدوام بشكل جدي”.

ضغوط نفسية

الطالبة نسرين : “أمي تعاتبني وتوبخني كلما شكوت سلوك مدرسة ما، وتعتبره صحيحاً وإن كان عدوانياً، لأن الطالبات برأيها غير منضبطات”.

من جانبها، تتعرض الطالبة نسرين أحمد، لمعاملة قاسية من والدتها إذا اشتكت من سلوك إحدى المعلمات.
وتقول لـ”المشاهد”: “أمي تعاتبني وتوبخني كلما شكوت سلوك مدرسة ما، وتعتبره صحيحاً وإن كان عدوانياً، لأن الطالبات برأيها غير منضبطات”.
وترى نسرين (16 عاماً) أن المعلمات في المدرسة، ومنهن والدتها، يتعاملن بسلوك صارم من شأنه دفع الفتيات للزواج بدلاً من الدراسة.
ومن السلوكيات التي تتبعها المدرسة، وتراها نسرين غير صائبة: “الإساءة بتلميحات أو كلمات للطالبات الحاصلات على علامات متدنية، دون التفكير بأن الطالبة قد تعاني من ضغوط نفسية معينة تجاه مادة الدرس، أو حياتها الخاصة”.
وتوضح أنها عندما تكون “غير مستعدة للمشاركة بالدرس، أو في حالة مزاجية غير جيدة، فإن المدرّسة غالباً تسيء معاملتها، وتنعتها بأنها متسيّبة أو لامبالية، أو لا تحترمها”. هذا الأمر يدفع نسرين للتغيب عن المدرسة أحياناً.

إقرأ أيضاً  تهريب القات إلى السعودية... خطوة نحو المال والموت

رد فعل

في الأثناء، تقول سمية عبدالله، وهي باحثة اجتماعية في مدرسة حكومية بصنعاء: “طالبات مدارس اليوم يختلفن عن طالبات السابق، جميعهن كن يعانين من سلوكيات المدرسات تجاههن، وخاصة من المدرسات اللواتي يعانين من مشكلات عائلية، أو كبرن وهن غير متزوجات أو مطلقات”.
وتعتقد أن الطالبات في السابق كنّ “منضبطات أكثر، ويحترمن المدرسات”، مضيفةً أن “تعليم الأبناء على احترام الآخرين مهمة الآباء والأمهات”.
وتعتقد سمية أن المعلّمة قد تتصرف بعدوانية كرد فعل على “سخرية الطالبات منها، أو نعتها بادعاءات كاذبة”.
وتلفت النظر إلى أن ردود أفعال بعض الأهالي غير مشجعة، إذ لا يصدّقون المعلمة، ويسارعون في الانتقام منها، فيما يقوم البعض الآخر بتأنيب وعقاب بناته، وأحياناً منعهن من الذهاب للمدرسة نهائياً.
وغالباً، من يمنع بناته عن المدرسة، يعتقد أن السلوك “العدائي المتبع ضدها ناجم عن اكتشاف شيء يسيء لسمعتها أو شرفها”، فيكون المنع والسيطرة عليها داخل البيت أسهل الحلول، وفقاً لسمية عبدالله.

مقالات مشابهة