المشاهد نت

تركيا… البحث عن دور في اليمن عبر المساعدات الإغاثية

تعز – أحمد عبدالله:

برز الحضور التركي في اليمن، عقب ثورة فبراير 2011، عبر مواقفها الداعمة لتك الانتفاضة، لكنه تنامى بشكل كبير منذ أواخر 2018 وحتى الآن، وهو ما أثار كثيراً من التساؤلات عن إمكانية تطوره أكثر بعد تصاعد حدة التوتر بين ذلك البلد ودول خليجية أبرزها المملكة العربية السعودية، على خلفية مقتل الإعلامي جمال خاشقجي.
طفت تلك الخلافات بين أنقرة والرياض وأبوظبي، إلى السطح، وقفزت تركيا من مربع الدعم للحكومة بالتصريحات والترحيب بإحراز أي تقدم في ملف السلام، إلى توجيه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، انتقادات لاذعة لسياسة السعودية والإمارات في ما يتعلق بالملف اليمني، قائلاً: “لا نرى أن سياسات السعودية، والإمارات، لمحاصرة الجميع في اليمن، صحيحة”.
تركز الحضور التركي منذ بداية الحرب عام 2015، في الجانب الإغاثي والتنموي والإنساني إجمالاً، في العاصمة المؤقتة عدن، ولحج، ومأرب، وشبوة، والجوف، وحضرموت، وأبين، وتعز، عبر جهات عدة أبرزها الهلال الأحمر التركي، والأوقاف التركية، ومنظمة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH).
ومنذ مطلع العام 2019، سجلت تركيا كذلك حضورها في ملفات أخرى، من أبرزها اللقاء الذي جمع وزير الثورة السمكية اليمني فهد كفاين، مع وكالة التعاون التركية (تيكا)، ومسؤولي هيئة الأسماك التركية، وذلك لبحث مجالات التعاون والشراكة في هذا القطاع.
وكان أبرز لقاء في 2019، هو بين وفد تركي أمني برئاسة نائب وزير الداخلية، إسماعيل تشاتاكلي، ورئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، ونائبه وزير الداخلية أحمد الميسري، وهو ما أثار كثيراً من التكهنات حول رغبة التحالف بوجود ند آخر في اللعبة في اليمن.

ورقة القوة الناعمة

في قراءته لذلك، يقول المحلل السياسي نبيل الشرجبي، إن تركيا برعت في الفترة الماضية، بسياسة القوة الناعمة التي تعد المساعدات الإنسانية إحدى وسائلها.
وتطرق الشرجبي، في تصريحه لـ”المشاهد”، إلى الدور الذي لعبته الجالية اليمنية في تركيا، منذ تدخل التحالف العربي في اليمن، عبر توسيع أنشطتها وفتح الكثير من المنظمات والتشبيك مع المؤسسات في أنقرة بغرض تقديم الدعم لليمنيين، فضلاً عن إسهامها في رفع الوعي الثقافي الرسمي والشعبي لدى الأتراك، بملف بلادنا، وهو ما جعل تركيا تكثف عمليات تواجدها وتقديم الخدمات الإنسانية.
ويشير إلى تواجد الأتراك في اليمن منذ 2011، في الجانبين السياسي والثقافي، وإقامة ورشات عمل عديدة لخلق تقارب بين الجماعات السياسية والاعتدال في العمل السياسي، إضافة إلى أنها الدولة الأكثر استقبالاً لليمنيين في الجانب التعليمي، وخاصة في الدراسات العليا.

عمار زعبل :الاهتمام التركي باليمن ليس جديداً، لكنه يخضع للسياسة التركية المتوازنة، والتي لا تستخدم التصادم مع مشاريع أخرى.

سياسة حذرة

لا يختلف مع ذلك الطرح، الصحفي عمار زعبل، الذي ذكر أن الاهتمام التركي باليمن ليس جديداً، لكنه يخضع للسياسة التركية المتوازنة، والتي لا تستخدم التصادم مع مشاريع أخرى.
وأردف لـ”المشاهد”: منذ بدء الأزمة الأخيرة تدخلت تركيا إنسانياً، لكنه حُجّم كثيراً؛ لأن بعض الأطراف في التحالف العربي لم تحبذ حتى حضورها الإغاثي، منها عدم السماح لسفنها المحملة بالمساعدات بالدخول إلى الموانئ اليمنية.
وبقي تدخل تركيا الإغاثي حذراً أكثر، مع أنها فتحت الباب واسعاً أيضاً لليمنيين الباحثين عن الاستقرار، وقدمت تسهيلات من نوع ما، برغم أنه ليس بالشكل المطلوب، وفق زعبل.

إقرأ أيضاً  المرأة الريفية.. حضور متزايد في الزراعة 

الانتقال إلى مربع آخر

مع استمرار الحرب، وزيادة تعقيدات الأزمة اليمنية، باتت هناك مخاوف من إمكانية أن يفتح ذلك المجال لأطراف جديدة في الدخول كلاعب أساسي في ذلك الملف، كتركيا أو قطر؛ باعتبارهما حليفين، ولهما علاقات جيدة مع قوى الإسلام السياسي.


وكان البرلمان التركي وافق على تمديد مهمة قوات البحرية التركية في خليج عدن وبحر العرب ومحطيه والمياه الإقليمية للصومال وسواحلها، مدة عام إضافي؛ لحماية السفن التي ترفع العلم التركي أو التجارية المرتبطة بالبلاد.
ويعتقد الشرجبي أن يستمر الدور التركي بنفس الوتيرة الحالية التي تركز على الجانب الإنساني، لكنه لم يستبعد أن يتوسع نشاطه أكثر في حال طال أمد الحرب، وزادت إيران من تأثيراتها الدينية في اليمن.
فيما يتحدث زعبل عن زيادة الاهتمام التركي بالاهتمام إغاثياً بمحافظات جديدة، بالتزامن مع الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخراً، وهو ما قد يعطي تصوراً على أنها مستمرة في دعمها الذي ربما سيتطور وسيكون أقوى إذا حلحلت المشكلات التي تواجه الحكومة التي ماتزال مكبلة بالتدخل الإماراتي، الذي حرم اليمنيين من مساعدات كان بالإمكان أن تقدمها أنقرة وغيرها.
لكن ذلك الأمر ينسحب -بحسب زعبل- إلى كل الملفات، ويعلل ذلك بالقول إن موقع اليمن الاستراتيجي، يُحتم على تركيا أن يكون لها حضور سياسي واقتصادي وعسكري، ذلك إذا تغيرت موازين اللعبة، وظلت الحاجة اليمنية للاعبين الخارجيين، متوقعاً أن يكون لأنقرة حظ كبير في ذلك.
وبحسب رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي، كرم قنق، في تصريحاته لوكالة “الأناضول”، فهناك 18 مليون مواطن يمني بحاجة للمساعدات الإنسانية، و400 ألف طفل يهدد حياتهم خطر الموت.

تركيا… البحث عن دور في اليمن عبر المساعدات الإغاثية
توزيع مياه الشرب في محافظة مأرب صورة من وكالة الأناضول
مقالات مشابهة