المشاهد نت

تعز: انتشار فيروس حمى الضنك يثير مخاوف السكان

تعز – مازن فارس :

تزايدت مؤخراً حالات الإصابة بفيروس حمى الضنك، في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن).
وتزامن انتشار المرض مع الوضع الصحي المتردي، نتيجة الحرب الدائرة في اليمن منذ نحو 4 أعوام، وغياب دور السلطات الرسمية في مواجهة الفيروس القاتل.
العشرينية ندى محمد، إحدى سكان المدينة، واحدةٌ من بين عشرات الضحايا الذين تمكن منهم المرض، ورمى بهم في مستشفيات المدينة التي تشهد وضعاً صحياً وبيئياً كارثياً، أسهم في اتساع رقعة انتشار حمى الضنك.
ندى، التي تستعد لمغادرة مستشفى البريهي الخاص، تقول لـ”المشاهد” إن حالتها بدأت تتحسن، لكن تراودها مخاوف من عودة هذا الوباء الذي عكر صفوة حياتها، وأرهق جسدها.

المختصون في علم الوبائيات: سبب سرعة انتشار الفيروس في مدينة تعز ، يعود الي تكدس النفايات وتجمعات مياه المجاري التي توفر مناخاً ملائماً لتكاثر البعوض الناقل للمرض، فضلاً عن قيام المواطنين بتخزين المياه في أوانٍ مكشوفة.

تفاقم الإصابة بالفيروس

يؤكد نائب مدير الإعلام الصحي في تعز، تيسير السامعي، أن إجمالي المصابين بالفيروس بلغ 2200 حالة، بينها حالة وفاة واحدة، منذ مطلع العام الجاري.
وقال السامعي لـ”المشاهد” إنّ مديريات ريف محافظة تعز، مثل “جبل حبشي، ودمنة خدير، والمسراخ”، انتشر فيها فيروس حمى الضنك، مؤخراً، “بشكل لافت، بعد أن كان محصوراً، خلال السنوات الماضية، في مناطق محددة.


ومع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس حمى الضنك، تزايدت المخاوف لدى السكان في تعز، كما هو الحال مع الشاب حسام فرحان، الذي أصيب قبل نحو أسبوع، بفيروس حمى الضنك، رغم إصابته بنفس الفيروس، العام الماضي.
ويقول فرحان لـ”المشاهد” إن تدهور وضعه المادي وصعوبة الحصول على الأدوية، بسبب كثرة الطلب عليها، نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بالمرض، يشعره بالخوف من عدم الشفاء من المرض هذه المرة.
ويعزو بعض المختصين في علم الوبائيات، سرعة انتشار الفيروس في المدينة، إلى تكدس النفايات وتجمعات مياه المجاري التي توفر مناخاً ملائماً لتكاثر البعوض الناقل للمرض، فضلاً عن قيام المواطنين بتخزين المياه في أوانٍ مكشوفة.
ويشار إلى أن شوارع مدينة تعز تغرق منذ أسابيع في النفايات، بسبب إضراب عمال النظافة عن العمل، نتيجة توقف صرف رواتبهم المنقطعة منذ نحو 4 أشهر.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب
تعز: انتشار فيروس حمى الضنك يثير مخاوف السكان
ممر السيول وسط مدينة تعز اصبح مقلب للقمامة ومصدر للاوبئة

أعراض المرض

يقول الدكتور سلطان محسن، لـ”المشاهد” إن أعراض الإصابة تشمل الصداع وآلاماً خلف العينين وآلاماً في المفاصل والعضلات والظهر وفقدان شهية وغثياناً وقيئاً وكسلاً عاماً، مضيفاً أن تلك الأعراض قد تتطور إلى حمى نزفية على شكل بقع نزفية تحت الجلد، كما قد تتطور إلى حدوث نزف دماغي ودخول المريض في غيبوبة وحدوث الوفاة.
استمرار تفشي حمى الضنك يمكن أن يصاحبه تفشٍّ لأمراض أخرى، مثل الملاريا والكوليرا، إذا ما قامت السلطات الصحية في المدينة باتخاذ الإجراءات اللازمة، بحسب الدكتور محسن.

إجراءات غير كافية

يؤكد السامعي، أن مكتب الصحة بالمحافظة، نفذ 3 جولات، شملت “التقصي الشجري والتوعية وإزالة البؤر والرش الضبابي”، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وبحسب السامعي، فإن تلك الإجراءات أسهمت إلى حد ما في انخفاض عدد حالات الوفيات هذا العام، مقارنة بالعام الفائت الذي بلغ فيه عدد الوفيات 23 حالة. لكنه يؤكد أن “الوباء لايزال يشكل خطورة كبيرة، وبحاجة إلى جهود كبيرة جداً”.
ورغم قيام مكتب الصحة بتلك الإجراءات للحد من انتشار الوباء، إلا أن المواطنين في تعز، مازالوا يشكون من تقصير الجهات المعنية، لعدم قيامها بالحلول الجذرية لمواجهة مثل هذه الأمراض القاتلة.
ويقول عارف الشرعبي، أحد سكان مدينة تعز، إنه لم يلاحظ وجود أي إجراءات ملموسة للسلطة المحلية في مواجهة الفيروس، مشيراً إلى أنه لم يلحظ وصول فرق الرش الضبابي إلى منطقة سكنه، التحرير الأسفل، إلا لمرتين فقط منذ بداية العام الحالي.
وحذر الشرعبي، في سياق حديثه لـ”المشاهد”، من استمرار تغاضي الجهات الرسمية عن عمل حلول للأماكن التي تعد سبباً في تجمع البعوض وانتشار الوباء الخطير.

مقالات مشابهة