المشاهد نت

إب… مرضى مستشفى الثورة يعانون من غياب أجهزة الفحص الطبي

إب – رفيق الحمودي:

عانى الستيني عبدالرحمن محمد الجعشني، الذي قصد مستشفى الثورة الحكومي بمحافظة إب (وسط اليمن)، من عدم وجود جهاز تلفزيوني لفحص القلب، رغم أنه قدم من مديرية الجعاشن البعيدة عن وسط مدينة إب، عاصمة المحافظة، التي يفتقر أكبر مشافيها لقسم القلب، ما أجبره على الاستدانة من أحد أقاربه هناك لإجراء ذاك الجهاز في أحد المشافي الخاصة.
والمؤلم، كما يروي الجعشني الذي يعمل مزارعاً في قريته، لـ”المشاهد”، أن الطبيب الذي أشرف على علاجه، أخبره بعد خروج نتيجة الجهاز، أنه بحاجة لقسطرة تشخيصية، وهي غير متوفرة في مستشفى الثورة أيضاً.
الجعشني الذي يعول 5 بنات، لا يملك 500 دولار لإجراء القسطرة في مستشفى خاص، ولا يمكنه السفر إلى العاصمة صنعاء لإجراء القسطرة في مستشفى حكومي، ما اضطره إلى العودة إلى قريته “الأكمة”، دون استكمال العلاج، وفق قوله.
وبرر الدكتور عبدالغني غابشة، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب، عدم وجود الأجهزة التشخيصية الخاصة بالقلب، بالقول: “المستشفى يعاني من ترهل بالكادر الوظيفي الذي يصل لـ680 من العاملين في المستشفى، ما بين طبيب ومساعد طبيب وممرضين وإداريين، يُصرف عليهم قرابة 30 مليون ريال شهرياً كمكافآت. وهؤلاء يشكلون عبئاً كبيراً”.

خدمات محدودة

وتستقبل أقسام المستشفى “المخ والأعصاب، الجراحة العامة، الباطنية، المسالك البولية والكلى، العمليات بمختلف أنواعها، الحروق، الحوادث، الولادة، والطوارئ”، مئات الحالات من المرضى يومياً، بحسب الدكتور غابشة، مشيراً إلى أن هذا يزيد الأعباء على المستشفى، وبالتالي يتطلب توفير وقود (مادة الديزل) بشكل مستمر دون انقطاع.
ويشهد مستشفى الثورة إقبالاً كبيراً عليه، مثل مرضى الكلى الذين يحتاجون للغسيل مرتين في الأسبوع.
هذا الازدحام يقابله نقص شديد بأجهزة الغسيل، الأمر الذي يفاقم من معاناة المرضى الذين ينتظرون دورهم في العلاج لساعات، وأحياناً لأيام بحسب نبيل قاسم محمد الخياط (45 عاماً) الذي قدم للعلاج من مديرية بعدان، إحدى مديريات المحافظة.


يحتاج هذا المريض للغسيل الكلوي مرتين في الأسبوع، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن ما يجبره على الانتظار حتى مجيء دوره للعلاج، هو الرسوم الرمزية التي يدفعها مقابل الجلسة الواحدة من الغسيل الكلوي، رغم ما يعانيه من آلام وهو بانتظار الخضوع لجلسة العلاج.
ويوجد 80 جهازاً للغسيل الكلوي في المستشفى، لكنه يشهد زحاماً شديداً باعتباره يغطي علاج وغسيل الكلى لمرضى من محافظات عدة، بحسب الدكتور غابشة.

غباشة : يعاني قسم الكلى من نقص في كميات المحاليل الخاصة بغسيل الكلى، وما لديه من محاليل تكفي لنهاية العام فقط،

نقص في محاليل الغسيل الكلوي

يعاني قسم الكلى من نقص في كميات المحاليل الخاصة بغسيل الكلى، وما لديه من محاليل تكفي لنهاية العام فقط، وفق غابشة، مؤكداً ضرورة تغطية هذا النقص حتى لا يتعرض مرضى الفشل الكلوي للوفاة في حال انعدامه.
يضطر المرضى الذين يأتون من ريف المحافظة، إلى استكمال علاجهم في المشافي الخاصة، بسبب عدم توفر الأجهزة الكافية في مستشفى الثورة، والتي يصاحبها روتين ممل، يحرم معها المريض من الحصول على الخدمة فيه، رغم عدم قدرتهم على تحمل نفقات العلاج في المستشفيات الخاصة التي تجني مئات الآلاف من المريض الواحد، كما حدث مع الجعشني.
وبحسب مصادر طبية، فإن مستشفى الثورة بمحافظة إب لا يصله أي دعم من قبل السلطة المحلية بالمحافظة، أسوة ببقية المراكز الصحية الأخرى، مثل مستشفى الأمومة ومستشفى ناصر. وتتحجج قيادة السلطة المحلية بأن المستشفى يتبع وزارة الصحة العامة والسكان مباشرة، بحسب هيكل الوزارة في حكومة سلطة الأمر الواقع (الحوثيين)، مثله مثل بقية هيئات المستشفيات الأخرى.

إقرأ أيضاً  تعز: العيد دون زيارات في ظل الحصار

غياب للسلطة المحلية

يعزو بعض الأطباء غياب الدعم من قبل السلطة المحلية والمنظمات، لهذا المستشفى، إلى عدم مطالبة الهيئة الإدارية السابقة للمستشفى التي تغيرت قبل حوالي شهر ونصف، وكانت منشغلة بانغماسها بالتقصير، وفقاً لتقارير رقابية. فيما يذهب البعض إلى أن سبب غياب الدعم هو تقصير محلي في السلطة المحلية بالمحافظة، وعزوف المنظمات عن الدعم، وتركيزها على الدعم بأمانة العاصمة والمحافظات الأخرى.
ويستغرب بعض الأهالي تجاهل السلطة المحلية لمطالب لإدارة المستشفى، سواء بأعمال التوسعة، أو باستحداث أجهزة، أو بتوفير الوقود اللازم الذي انقطع نهائياً عنه، ما قد يؤدي إلى توقفه عن الخدمة، متسبباً بكارثة إنسانية.
مصادر في السلطة المحلية أرجعت سبب عدم الدعم للمستشفى، إلى عدم وجود ميزانية لذلك، فضلاً عن الظروف الراهنة والحرب التي تشهدها البلاد.
وكانت منظمة الصحة العالمية تدعم بـ30 ألف لتر من مادة الديزل شهرياً لتشغيل المستشفى ومراكزه وأقسامه المتعددة. ولكن توقف هذا الدعم خلال الشهرين الأخيرين، الأمر الذي ينذر بتوقف المستشفى، بحسب غابشة الذي ناشد المنظمات الحكومية وغير الحكومية، ومن يهمهم الأمر، سرعة إنقاذ المستشفى من التوقف عن تقديم خدماته للمرضى.
ويتمنى الدكتور غابشة أن يتحقق وعد وزير الصحة بصنعاء، الذي زار المستشفى مؤخراً، بتزويده بأجهزة فحوصات القلب والدماغ.

مقالات مشابهة