المشاهد نت

مبادرات مجتمعية لتنمية المناطق المحرومة من مشاريع الحكومة

تعز – سالم الصبري:

بعد 5 أعوام من بقاء عمر الصبري عاطلاً عن العمل، غادر العاصمة صنعاء، نهاية العام 2014م، إلى مسقط رأسه في مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، بهدف التطوع في المبادرات المجتمعية، ضمن “برنامج تمكين”، الذي يشرف عليه الصندوق الاجتماعي للتنمية، وينفذ في عدد من محافظات الجمهورية، للعمل إلى جانب عدد من شباب قريته، كما يقول.
وأضاف لـ”المشاهد”: “أسهم البرنامج في تحفيز المجتمعات المحلية على ابتكار مبادرات تلبي الاحتياجات المجتمعية في عدة مجالات، وتوفر فرص عمل للكثير من الأيادي العاطلة”.
وتسببت الحرب في إيقاف كافة البرامج التنموية في اليمن، سواء تلك المدعومة من الممولين، أو الممولة من قبل الحكومة، الأمر الذي جعل المجتمعات المحلية أكثر ضعفاً، وأكثر اعتماداً على المعونات الإغاثية، خصوصاً مع انعدام الدخل، وتوقف رواتب موظفي الدولة.

مبادرات مجتمعية لتنمية المناطق المحرومة من مشاريع الحكومة


وسعت الكثير من المجتمعات المحلية في اليمن، إلى تجاوز آثار الحرب من خلال الاعتماد على مواردها وإمكانياتها المتاحة، ووضع خطط لأبرز احتياجاتها على شكل مبادرات، والترويج لها لدى الممولين والجهات الداعمة لأنشطة التنمية المجتمعية، وأهمها الصندوق الاجتماعي للتنمية، بحسب الناشط المجتمعي عبدالإله تقي.

برنامج تمكين قام خلال العام 2017م، بتسهيل تشكيل وتفعيل 751 مجلس تعاون قرى، ودعم تطوير 748 خطة تكيف في 20 مديرية تابعة لـ8 محافظات. كما نفذت مجالس تعاون القرى المشكلة والمدربة مـن قبل البرنامج 2,396 مبادرة ذاتية في 49 مديرية تابعة لـ14 محافظة.

مساهمات مجتمعية

ويهدف برنامج التمكين من أجل التنمية المحلية، التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية، إلى تمكين السلطات والمجتمعات المحلية في تبني تخطيط تشاركي يتماشى مع المصادر المحلية المتاحة، وبما يتلاءم مع السياسات والاستراتيجيات الوطنية للتنمية، من خلال تنظيم المجتمع المحلي في شبكات وبرامج كمجالس تعاون قرى ولجان عزل تنموية.
وتسهم هذه الأنشطة المتساندة لمجالس تعاون القرى، في توسيع معرفتها بالوضع الراهن، وتزيد من التزامها للانخراط في التنمية المجتمعية.
ويشير تقرير صادر عن الصندوق الاجتماعي للتنمية، حصل “المشاهد” على نسخة منه، إلى أن برنامج تمكين قام خلال العام 2017م، بتسهيل تشكيل وتفعيل 751 مجلس تعاون قرى، ودعم تطوير 748 خطة تكيف في 20 مديرية تابعة لـ8 محافظات. كما نفذت مجالس تعاون القرى المشكلة والمدربة مـن قبل البرنامج 2,396 مبادرة ذاتية في 49 مديرية تابعة لـ14 محافظة.
وبلغت التكلفة التقديرية حوالي 383 مليون ريال يمني، وبتمويل وتنفيذ كامل من قبل المجتمعات الريفية المحلية المتاحة، وفق التقرير نفسه.
واستغل الصندوق بعض موارده ليساوي مساهمة المجتمع مـن خلال مـواد عينية فـي معظمها.
وخلال عام 2017م، دعم برنامج التمكين 540 مشروعاً.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمبادرات الذاتية في المشاريع المجتمعية الصغيرة، حوالي 647 مليون ريال يمني، أسهم الصندوق في 40% منها، بينما كانت نسبة مساهمة المجتمعات حوالي 60%.
وتوزعت هذه المشاريع على قطاعات المياه والطرق والتعليم والصحة والصرف الصحي والتدريب على المهارات الحياتية.

إقرأ أيضاً  رداع.. ضحية جديدة في قائمة «تفجير المنازل»

حراك تنموي

مديرية جبل حبشي أكثر مديريات تعز المحرومة من المشاريع الخدمية والتنموية، غير أنها شهدت حراكاً تنموياً تعاونياً، خلال السنتين الماضيتين، وذلك لحاجة المجتمع لهذه الخدمات المفقودة، والتي حرموا منها لعقود طويلة، كما يقول فارس المليكي، مدير عام المديرية، مضيفاً لـ”المشاهد”: “بادر الأهالي إلي روح العمل التعاوني، وتحريك التنمية التي كانت راكدة في المديرية لردح من الزمن، ومغيبة من مشاريع الدولة، إلى الاعتماد علي إمكانياتهم الذاتية وجهودهم المجتمعية، مما أوجد حراكاً تنموياً في شتى المجالات”.
وكان لتشكيل مجالس القرى في المديرية، بداية عام 2018، الدور الكبير في تحفيز المجتمع نحو العمل التعاوني والخدمي، والذي شمل رصف وشق نحو 25 طريقاً، وترميم الكثير من المؤسسات الحكومية، وبناء مرافق ووحدات صحية وتعليمية، وتأهيل نحو 12 مشروعاً من مشاريع المياه، وبناء خزانات وشبكات مياه، وغيرها من مشاريع المياه، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من برامج تأهيل الشبان والشابات في المهارات الحياتية والصناعية، بالشراكة والتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المديرية، إلى جانب نفقة المجتمع والمغتربين وأصحاب الخير لهذه المشاريع، بحسب المليكي.

مبادرات ناجحة

توسعت أنشطة التمكين الهادفة إلى إعادة إحياء روح العمل التعاوني والمبادرات الشعبية في مختلف المحافظات، ونجحت رغم استمرار الحرب، كما يقول عبدالإله تقي.

مبادرات مجتمعية لتنمية المناطق المحرومة من مشاريع الحكومة


وأشعل برنامج تمكين جذوة التطوع والمبادرات لدى مجتمعات فقيرة جداً، ومحرومة من المشاريع، بحسب بكر الحقابي، العامل في تحفيز المبادرات في مديرية حبور ظليمة، إحدى أفقر مديريات محافظة عمران (شمال البلاد).
ويقول الحقابي: “نفذت المجتمعات المحلية 151 مبادرة متنوعة، خلال 12 يوماً، ضمن المرحلة الأولى من التدريب فقط، وبانتهاء مشروعنا، ارتفع ذلك العدد إلى 254 مبادرة، منها 63 مبادرة مجتمعية أسهم الصندوق في تمويل نصف كلفتها بمبلغ 28 مليون ريال”، مضيفاً: “ما كان لهذه الأنشطة أن تتحقق في المديرية على يد أي لاعب تنموي، خلال سنوات، أثناء فترة الاستقرار، لكنها تحققت على يد السكان المحليين، خلال فترة قصيرة، رغم إحباطات الحرب”.

مقالات مشابهة