المشاهد نت

السلام أولاً… رسائل الشباب لأطراف النزاع في اليمن

صنعاء – فارس قاسم:

أكد 7 من الشباب اليمنيين، أن الشجاعة الحقيقية تتمثل في إيجاد سبب للسلام في اليمن وإيقاف الحرب الدائرة منذ 5 سنوات، والتي خلفت تداعيات ومعاناة بلغت حدودها.
وتساءلوا عن كيفية بناء سلام مستدام في البلد المضطرب؟
ورغم أن ردود المستطلعة آراؤهم متنوعة، إلا أنها في المجمل حملت مضموناً واحداً، بأن هذه الحرب عبثية، وأنهكت كاهل الشعب اليمني.
وقال عبدالرحمن قائد، أحد المشاركين في الاستطلاع: “نريد إنهاء الحرب، والعيش بسلام، ونريد نبذ التعصب، والتصالح من أجل اليمن الواحد”، رغم عدم ثقته بقدرة الأطراف المتحاربة على بناء سلام مستدام، لأن كل طرف يستمد قوته من أطراف خارجية تريد تجزئة الوطن، كما يقول، مضيفاً أن الحرب هي آلة دمرت الوطن والشعب.
وقال أرحب أحمد درمان، مخاطباً الأطراف المتنازعة: “أحبوا بلادكم، واشعروا بالشعب الذي لا حول له ولا قوة”.
وأضاف أن “كل الأطراف التي على الساحة، باعت اليمن، ودمرتها، وأهانتها في كل الدول. اليمن بحاجة للجميع ليعيشوا بسلام”.
ضمن هذا السياق الناقم ضد أطراف الحرب، قال ماهر أحمد: “اتقوا الله في هذا الشعب الذي ظلمتموه. الحال فاق المستطاع؛ كم من عزيز حر بات يتسول! وكم من عزيز مات في بيته خوفاً من أن تذل كرامته! وكم من مريض يعاني من مرضه بسبب قلة الأدوية! كفاكم ظلماً لهذا الشعب الحر، استخدموا قوة عقولكم، لا قوة السلاح”.
وعزا محمد عبدالعزيز، السبب في كل ما تمر به اليمن واليمنيون، إلى التعليم، وقال: “التعليم أساس ارتقاء أية دولة، وللأسف أطراف النزاع في اليمن جهلة، بل قمة في الجهل، الغباء والجهل هما سيدا الموقف، الجميع يفكر بالقتل، يفكرون كيف سينتصرون على بعضهم، وغيرنا يفكر ما الذي يمكن عمله لجذب أنظار العالم إليه، واستقطاب السياح والمستثمرين”.

مخرجات مؤتمر الحوار

وأجمع المستطلعة آراؤهم، على تحميل كل الأطراف مسؤولية الهدم الذي طال البلاد، ومازال.
وشددوا على أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل (2013-2014)، يجب أن تنفذ، “باعتبارها الحل الأنسب لجميع الأطراف. يجب أن يتنازلوا لبعض من أجل مصلحة اليمن واليمنيين أجمع”.
وقال شاب فضل عدم ذكر اسمه: “لا أعتقد مطلقاً بوجود سلام وعاصمتنا مصادرة من قبل جماعة الحوثي، ويدفع المجتمع الدولي للتعامل معها كأمر واقع”.

عبدالوهاب نعمان : رسالتي لأطراف النزاع أن يتحرروا من التبعية للدول الإقليمية، والتوقف عن سفك دماء اليمنيين نيابة عن هذه الدول التي تتخذ من اليمن ساحة لتصفية الحسابات”.


وأضاف: “المتنازعون لا يجيدون تعليمنا أن نتعايش مع الاختلاف، لكنهم حريصون على تعليمنا حمل السلاح والقتل والاختطاف. هذا أمر مؤسف، وكل هذا خدمة لأجندات خارجية”.
ويوجه الشاب اليمني عبدالوهاب نعمان، رسالة لأطراف النزاع، قائلاً: “رسالتي لأطراف النزاع أن يتحرروا من التبعية للدول الإقليمية، والتوقف عن سفك دماء اليمنيين نيابة عن هذه الدول التي تتخذ من اليمن ساحة لتصفية الحسابات”.
ويعتقد نعمان أن بناء السلام في الوقت الراهن “صعب ومستحيل، كون البلاد تتقاسمها جماعات، وكل يدعي الأحقية في الحكم”. ويقول: “لا أثق بالأطراف المتحاربة وقدرتها على بناء سلام مستدام، كون هذه الأطراف تتغذى من هذه الحرب ومن استمرارها، وتسعى جاهدة لإطالة أمد الحرب حتى تتعاظم مصالحها”.
ويضيف: “الحرب القائمة أفقدتنا الحياة، وعمقت من جراحنا وأوجاعنا، وأحدثت شرخاً في النسيج الاجتماعي، لن نصحو منه ولو بعد سنوات”.

إقرأ أيضاً  تكحيل العين…طقس رمضاني مهدد بالاختفاء في صنعاء

تقديم التنازلات

وقال الشاب ماهر عثمان: “ينبغي على أطراف النزاع والأحزاب السياسية اليمنية، أن تستوعب أنها جزء من المجتمع، وبالتالي الصراعات القائمة بينها على السلطة والثروة، ينبغي ألا يدفع ثمنها المجتمع ككل. يجب تحييد احتياجات المجتمع ومصالحه”.
وأضاف: “التعليم هو المدخل الأساسي والقاعدة الأساسية لبناء سلام مستدام في اليمن، بالإضافة إلى الدفع بقيادات قدوة في التعايش وقبول الآخر، إلى مراكز صنع القرار، هذان سيمثلان مدخلاً مهماً جداً، وأساساً لصناعة سلام مستدام”.
واتهم عثمان أطراف النزاع والأحزاب السياسية، بأنهم أثبتوا منذ عام 2011، أنهم غير قادرين على تقديم التنازلات، “ولذلك أوصلونا إلى ما نحن عليه الآن. وأعتقد أننا سنذهب إلى نفق أكثر ظلمة، لأنه لا توجد مؤشرات أنهم يفقهون لغة السلام”.
وخاطبهم قائلاً: “عليكم تقديم التنازلات اللازمة، وأن تدركوا أن المكاسب التي ستحققونها في ظل التنمية والاستقرار، أكثر من المكاسب التي تبنونها الآن في ظل الصراع”.

خطوات لإحلال السلام

وقال نشوان العثماني، وهو معيد في جامعة عدن: “لا يوجد ضمن هذه الصراعات الداخلية إلا المزيد من الإضعاف والإنهاك والهزيمة الشاملة للبلد برمته. ما يتأسس على العنف لن يقود إلا إلى المزيد من العنف. آن الأوان لأن تسمعوا لبعضكم، وأن تبحثوا جادين عن نقاط مشتركة لأجل إيقاف الحرب والأوضاع المأساوية التي هي بسببكم تدعوكم إلى بحث سلام حقيقي، فالبلد لا يحتمل المزيد من الالتفاف”.
وفي رده على سؤال حول كيف يمكن بناء سلام مستدام في اليمن، يقول العثماني: “سيجد اليمنيون دولة تحتكر السلاح، وتقوم على الديمقراطية والعدالة والتوزيع العادل للثروة، وبناء الوعي فكرياً وثقافياً، على نحو مختلف، وعلى نحو مستنير. البلد يحتاج دولة للمواطن، لا لأطراف النزاع”.
وفي سياق مقترحاته لإحلال السلام، قال: “أن تتحلى هذه الأطراف بالشجاعة والتعاطف مع بعضها للذهاب نحو الحوار. الخطوة الأولى إيقاف إطلاق النار. الخطوة الثانية بناء الثقة. الثالثة البدء بالانسحاب، والتوافق على طرف ثالث على أن يكون داخلياً بضمانة دولية متعددة، لتسليم السلاح، والاتجاه نحو تفاهمات مرحلة ما بعد الحرب، والمضي قدماً بالتدريج نحو إيجاد الحامل المؤسسي لدولة تنتمي للمواطن، وتحقق سلامه وازدهاره. ليت هذه الأطراف الداخلية والإقليمية تسعى لحماية ما تبقى من الإنسان ومستقبله”.

مقالات مشابهة