المشاهد نت

مواقع التواصل الاجتماعي… قصور معرفي ومزيد من القيود

تعز – أحمد عبدالله:

يبدو أن فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بدأت تضيق، مع ظهور بوادر كثيرة من بينها الحديث عن قرار شركة “فيسبوك” دمج كل من “ماسنجر”، “إنستجرام”، و”واتساب”، مطلع هذا العام، الأمر الذي أثار كثيراً من المخاوف بشأن انتهاك الخصوصيات والاحتكار.
وتوالت تلك المخاوف مع تكرار تعرض شركة فيسبوك لهجمات من قِبل القراصنة “الهاكرز”، الذين قاموا بسحب بيانات ملايين المستخدمين حول العالم، إضافة إلى اتهامات مختلفة لها ببيع أرقام المستخدمين لبعض الجهات.
وأسهم “فيسبوك” في زيادة الزخم الشعبي لثورات الربيع العربي، إلا أنه في الوقت ذاته عمل على تحجيم أي تحرك داخل بعض الدول كفلسطين، والتحيز بشكل واضح لإسرائيل، وهو ما جعل الكثيرين يثقون أن لا سياسة عادلة تجاه كل المستخدمين.
وبدأت دعوات جادة إلى تفكيك “فيسبوك”، من قبل كريس هيوز، أحد مؤسسي الشركة، للحد من نفوذ مارك زوكربيرج، وهو الأمر الذي تم رفضه من قِبله، وعمل مشروعون في وزارة العدل الأمريكية في التحقيق بشأن الاحتكار الذي تمارسه.
وأثر اتجاه الشركة نحو جمع مزيد من الأموال، على سياسة الخصوصية وغيرها على ما يبدو، إذ بلغت أرباحها في الربع الأخير من العام 2018، 16.91 مليار دولار.

فوائد وقيود

مع مرور الوقت، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الأخص “تويتر” و”فيسبوك”، مصيدة للإيقاع بالكثير من الناشطين وسجنهم بسبب تغريداتهم، وحذف حسابات تحمل توجهاً معيناً، أو التجسس على بعض المستخدمين. وعلى إثر ذلك، أطلق ناشطون من دول عربية مختلفة، حملة طالبوا فيها بنقل مكتب الشركة الإقليمي في الشرق الأوسط من الإمارات إلى دولة أكثر حرية.
وتشكو رنا المقطري، وهي عاملة في مجال التسويق على “السوشيال ميديا” منذ 3 سنوات، من وجود بعض القيود غير المفهومة، التي كانت تتعرض لها من وقت لآخر.
تلك القيود، كما تقول لـ”المشاهد”، واجهتها أثناء عملها لإعلانات تسويقية لجامعات خاصة، وحتى مواقع إخبارية عملت فيها لفترة، مشيرة إلى أنها قد تجد تبريراً لذلك في بعض المنشورات في صفحات الأخبار، بعكس المرتبطة بالتعليم.
لكنها أكدت أنه، وبرغم القيود التي قد يواجهها العامل في التسويق، خصوصاً في المواقع الإخبارية، إلا أن كثيراً من الفتيات وأصحاب المشاريع الخاصة، تمكنوا من التسويق لأنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحوا في أعمالهم التي توسعت مجالاتها.

أخطاء وقصور معرفي

ويلاحظ بعض المستخدمين تعرض صفحات ناشطين للحظر لفترة من الزمن، قد تصل إلى شهر، أو حذف منشوراتهم بسبب عدم توافقها مع معايير “فيسبوك” أو “تويتر”، وغالباً ما يترافق ذلك مع بلاغات تتم ضد حساباتهم.
ويرى محمد إسماعيل، وهو أحد المستخدمين المحترفين لمواقع التواصل الاجتماعي، أن “فيسبوك” ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى الأهم كـ”تويتر”، تحاول دائماً تطوير معايير لترشيد النشر من قِبل المستخدمين، لكن عادة ما يصاحب تطبيقها العديد من الأخطاء التقنية.
ويعود سببها، وفق حديث إسماعيل لـ”المشاهد”، إلى اعتماد “فيسبوك” على ريبوتات آلية تعمل على التصنيف وفقاً لمدخلات عادة ما يسوء فهمها، فضلاً عن أن من يصنعها ويضع تلك المعايير لا يمكن أن يوصف بالحيادية المطلقة، فهناك من يؤثرون فيها سواء كانوا دولاً أو منظمات وغيرها.
وتطرق إسماعيل إلى وجود قصور معرفي لدى بعض المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، يجعلهم عرضة لما يعتقدون أنه انتهاك بحقهم من قِبل “فيسبوك”؛ فالقليل فقط من المحترفين تتعرض منشوراتهم سواء للحذف، أو لتخفيض نسب الوصول للجمهور، مقارنة بغيرهم.

إقرأ أيضاً  تداعيات المنخفض الجوي في حضرموت والمهرة

كسر الاحتكار

ويوجد أكثر من ملياري مستخدم لـ”فيسبوك”، ومليار ونصف مستخدم لتطبيق “واتساب” حول العالم. وبدأت المواقع الإخبارية، مع كل ذلك الإقبال على منصات التواصل الاجتماعي، تعتمد عليها بشكل كبير.
ويفيد المبرمج محمود الذبحاني، أن مواقع التواصل الاجتماعي تتمتع بشعبية واسعة، وبات إقبال المواطنين على المواقع الإلكترونية الإخبارية أو المنتديات وغيرها، قليلاً للغاية.
وبحسب الذبحاني، فقد أثر انتشار تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة استخدامها بشكل سلبي على المواقع، ما جعل نجاح الأخيرة بشكل منفرد صعباً للغاية، وأصبحت السوشيال ميديا وسيلة لوصول المحتوى الإخباري للناس.
وقال لـ”المشاهد”: “أثرت كثافة المحتويات على شبكات الإنترنت، على مهنية كثير من المواقع الإخبارية التي أصبحت تستخدم عناوين مثيرة لجذب القارئ، في الوقت ذاته أصبحت تعاني من احتكار مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً “فيسبوك” الذي يقوم أحياناً بحظر محتويات مهمة بسبب وجود بلاغات.
ورأى الذبحاني أنه يمكن للمواقع أن تتخلص من ذلك الاحتكار، عبر عمل تطبيقات للمواقع، مشيراً إلى لجوء كثير من العاملين في الإعلام إلى استخدام محركات البحث الإخبارية لإيصال محتواهم، أو القوائم البريدية التي كانت الجهات الرسمية ومراكز الدراسات الأكثر استعمالاً لها.
وتتزايد الضغوط يوماً بعد آخر، على شركة فيسبوك، ومعه قد تصبح في المستقبل القريب خاضعة لقيود تؤمن بيانات المستخدمين، وتحد من نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وتوجيه الجمهور تجاه بعض القضايا، وحرفها عن أخرى.

مقالات مشابهة