صنعاء – مكرم عبدالملك:
في زيارة هي الثانية خلال 10 أيام، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، إلى العاصمة صنعاء، برفقه نائبه معين شريم، في مساعٍ حثيثة لإيجاد أيّ تقدم في ملف المفاوضات بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، خصوصاً بعد مرور عام على اتفاق ستوكهولم.
وبعيداً عن التفاؤل المفرط الذي عبّر عنه غريفيث، خلال جلسة مجلس الأمن، الشهر الماضي، تتجه الأوضاع في اليمن نحو المزيد من التصعيد العسكري، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين على مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء.
فالمجريات على أرض الواقع تشير إلى تضاؤل مؤشرات السلام، وتنذر بانتكاسة حادّة لكل المساعي التي بُذلت خلال الأشهر الماضية، من أجل إنهاء الحرب.
ومن المتوقع أن يناقش غريفيث مع قيادة الحوثيين في صنعاء، خفض التصعيد العسكري والتهدئة إثر تصاعد المواجهات في مأرب والجوف ونهم.
طائرات الرحمة
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن غريفيث سيدشن الجسر الجوي للجرحى من مطار صنعاء، الذي أعلنه التحالف العربي، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ابتداء من اليوم الاثنين، بعد نحو 5 سنوات من توقف الرحلات.
ويدشن الجسر المعروف بـ”طائرات الرحمة”، أولى رحلاته بنقل نحو 30 مريضاً من الحالات المستعصية، للعلاج في العاصمتين المصرية القاهرة والأردنية عمان.
وفي سياق موازٍ، ناقش مدير عام مطار صنعاء الدولي التابع للحوثيين، خالد الشايف، امس، مع القائم بأعمال الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية باليمن إيهاب خوري، ترتيبات الجسر الطبي الجوي الذي ستطلقه المنظمة لنقل المرضى للعلاج في الخارج.
وأوضح الشايف أن الجسر الطبي المقرر تدشينه من مطار صنعاء إلى مصر والأردن، اليوم، وفقاً للبرنامج الذي تم وضعه من قبل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، يقضي بسفر 30 مريضاً عبر 4 رحلات جوية للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن كل رحلة ستقل 7 إلى 8 مرضى مع مرافقيهم، كمرحلة أولى، على أن تكون هناك رحلة بعد أسبوعين لنقل 50 مريضاً مع مرافقيهم.
والاثنين الماضي، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أنه سيطلق جسر الإخلاء الجوي من اليمن إلى مصر والأردن، ابتداء من فبراير، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية “ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية، والوقوف مع أبناء الشعب اليمني الشقيق بتخفيف معاناة الحالات المرضية والعلاجية وكذلك الأمراض المستعصية”.
مهمة محفوفة بالفشل
إطلاق الجسر الجوي يأتي كبادرة حسن نية من الحكومة الشرعية والتحالف العربي، للدخول في مفاوضات سلام جدية مع الحوثيين، تفضي لوقف الحرب المستمرة منذ ما يقارب الـ5 أعوام، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
مراقبون وخبراء أكدوا أن جولة غريفيث المكوكية في عدة عواصم، محفوفة بالفشل، بسبب التعقيدات التي تحيط بها، ولجهة عدم جدية الحوثيين في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأشاروا إلى أنه في الوقت الذي يقوم فيه غريفيث بالتحضير لجولة مفاوضات جديدة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، يعمد الأخير إلى التصعيد العسكري في الجبهات وزرع الألغام وتجنيد الأطفال.
حملة حوثية للتبرع بالدم
في هذه الأثناء، نظمت جماعة الحوثي، اليوم، في العاصمة صنعاء، حملة للتبرع بالدم لجرحاها الذين سقطوا مؤخراً في جبهات نهم والجوف ومأرب.
وقال مصدر طبي في العاصمة صنعاء لـ”المشاهد” إن مستشفيات العاصمة صنعاء تكتظ بمئات القتلى والجرحى الحوثيين الذين سقطوا في نهم ومأرب.
وأوضح المصدر ذاته أن مستشفيات الثورة والجمهوري والكويت، لم يعد فيها أسرة يرقد عليها المرضى الذين تكتظ بهم ممرات المشافي.
وقال أحد المواطنين في صنعاء لـ”المشاهد” إنه أسعف طفله للعلاج في مستشفى الثورة، بعد الاشتباه بإصابته بمرض أنفلونزا الخنازير، لكنه لم يجد سريراً لطفله يرقده عليه، ما اضطره إلى نقله إلى مستشفى السبعين، كما أنه لم يجد هناك سريراً فارغاً، ما اضطره إلى نقل طفله إلى مستشفى خاص.
