المشاهد نت

المرأة تعرض منتجاتها في مهرجان التراث والفنون الثاني بـ”شبوة”

شبوة – عدنان المنصوري:

بدت فاطمة الصوفي، وهي ربة بيت، سعيدة بمشاركتها في المهرجان الثاني للتراث والفنون، الذي تم تنظيمه في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة (جنوبي شرق اليمن) مؤخراً.
وأتيحت الفرصة للصوفي بعد إقناع زوجها بأهمية الحضور، بعد أن مانع في البداية حتى لا تختلط بالرجال، وفق النظرة المجتمعية القاصرة تجاه المرأة، في بلد مازالت تحكمه تقاليد وأعراف نالت منها كثيراً.
وشاركت في هذا المهرجان 23 امرأة حظين بفرصة نادرة لحضوره وعرض إبداعاتهن في مجتمع لطالما احتكر فيه الرجال الحق في كل شيء، أما المرأة فليس لها حق المشاركة في أي شيء إلا شؤون بيتها فحسب، وفق ما يرون.
على مدخل معارض النساء تقف فاطمة طوال اليوم تستقبل الزوار، وتتابع سير العمل في المعرض الذي احتوى على 10 أجنحة لعرض ما تنتجه نساء المحافظة من مشغولات، ومنها الألعاب الشعبية والموروث والحرف اليدوية والفضة والعسل والفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية.
ويعد المجتمع الشبواني واحداً من المجتمعات اليمنية التي سيطرت عليها الثقافة الرجولية، ومصادرة حقوق المرأة، بما فيها حقها في المشاركة في الأنشطة الثقافية في المحافظة. لكن سماح الخضر، الأمين العام لاتحاد نساء اليمن فرع شبوة، تقول إن هذه الثقافة تتراجع شيئاً فشيئاً أمام صمود المرأة في المطالبة بحقوقها كاملة دون نقص.
وترى الخضر أن “المرأة الشبوانية كانت في الفترة السابقة ممنوعة من المشاركة في هكذا مهرجانات، لكن لاحظنا أن مشاركتها تزيد يوماً بعد آخر”.
ولذلك كانت مشاركة فاطمة الصوفي هي الأولى من نوعها في حياتها، مثلها مثل أخريات التقاهن “المشاهد” خلال المهرجان الذي يشاركن فيه لأول مرة.
وفي القاعة نفسها التي تعمل فيها فاطمة، تتربع فتاة في عقدها الثالث، فوق بسطتها الخشبية، تعرض منتجات نسائية للبيع على الزوار.
هذه الفتاة التي ترتدي الحجاب الأسود، وهو الزي الشعبي الذي ترتديه المرأة عندما تكون في حضرة رجال أجانب، طلبت منا عدم الكشف عن اسمها أو صورتها أو مكان عملها، خوفاً من عقاب ذويها في حال ظهرت عبر وسائل الإعلام.
وشاركت هذه الفتاة في المهرجان مع 5 فتيات أخريات يعملن في المحل التجاري ذاته، بالإضافة إلى مشاركة 3 منظمات نسوية في محافظة شبوة، على رأسها اتحاد نساء اليمن.
وعلى مدى أيام المعرض وهيام القرموشي، نائب مدير اللجنة التحضيرية، تتفقد النساء المشاركات، وتحاول جاهدة تذليل كافة الصعوبات التي تعترض مشاركتهن.
القرموشي كانت تحفز النساء الشبوانيات على المشاركة، وتقول مبتهجة: “لم أتوقع هذا القدر من المشاركات النسوية، لأنهن كن يرفضن في البداية، لكنني كنت أقف مذهولة عندما رأيت الأهالي يحضرون بناتهم للمهرجان طواعية”.
ومشاركة المرأة في المهرجانات الثقافية لا تعد خروجاً عن العادات والتقاليد القبلية، بحسب القرموشي، قائلة: “نحن كلنا بنات قبائل، ولا نسعى للخروج عن الدين والقبيلة، لكن من حقنا كنساء أن نشارك في أنشطة مجتمعنا”.
وتحلم المرأة أن يكون لها دور أكبر على كل مستويات حياتها الاجتماعية في محافظة شبوة واليمن عموماً.

مقالات مشابهة