المشاهد نت

في عيد الحب… الحوثيون يعتدون على الألوان الحمراء

صنعاء – عابد عمر:

اعتاد سكان العالم الاحتفاء بعيد الحب “فالنتاين” في الـ14 من فبراير من كل عام، لإضفاء مزيد من الألفة بين المحبين من خلال تبادل الهدايا والورود الحمراء. لكن، يمنياً، منعت جماعة الحوثي المواطنين في مناطق سيطرتها، من الاحتفال بهذا العيد.
وعملت الجماعة على إغلاق محال بيع الورود والهدايا في صنعاء وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
ومن هذه المحال التي داهمتها الجماعة، محل جابر الجابري، الواقع في شارع حدة (وسط صنعاء)، وصادرت كل المتعلقات بعيد الحب، لاسيما الأشياء ذات اللون الأحمر.

إقبال المواطنين على شراء الهدايا والورود الحمراء، بمناسبة عيد الحب، كان كبيراً، مقارنة بالأعوام الماضية، إذ يجد الناس فيه فرصة لتبادل الحب والسلام والوئام والتعايش، خصوصاً في ظل ما تعيشه اليمن من حرب دمرت كل المشاعر الإنسانية .


ولم تكتفِ بالمداهمة، بل أغلقت المحل، وأودعت صاحبه السجن، كما أوضح محمد الخليدي، أحد العمال في محل الجابري.
ويقول الخليدي لـ”المشاهد” إن إقبال المواطنين على شراء الهدايا والورود الحمراء، بمناسبة عيد الحب، كان كبيراً، مقارنة بالأعوام الماضية، إذ يجد الناس فيه فرصة لتبادل الحب والسلام والوئام والتعايش، خصوصاً في ظل ما تعيشه اليمن من حرب دمرت كل المشاعر الإنسانية والأخلاقية في ذوات اليمنيين، وحلت بدلاً عنها الكراهية والبغضاء.

مطاردة مرتدي الملابس الحمراء

ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل قامت جماعة الحوثي بملاحقة المواطنين المحتفلين بعيد الحب، واعتقلت عدداً منهم، وجردت آخرين من ملابسهم الحمراء، ومزقتها، كما حدث مع الشاب رامي البراشي، الذي كان يسير في شارع هائل، وسط صنعاء، مرتدياً جاكيت أحمر اللون، وفجأة وجد أفراداً مسلحين من جماعة الحوثي، كانوا على طقم عسكري، يتقافزون منه ويهجمون نحوه طالبين منه خلع الجاكيت، وتسليمه إليهم.
واستجاب البراشي، كما يروي لـ”المشاهد”، مضيفاً أن الحوثيين مزقوا جاكيته إرباً إرباً، أمامه، ورموه على قارعة الطريق، بحجة أنه محتفل بعيد الحب، الذي هو تقليد للغرب واليهود والنصارى، حد تعبيرهم.

سليم فروة : الحوثيين يمارسون القمع ضد مفهوم الحب، لأنهم لا يفقهون معانيه وأبعاده الإنسانية، ويعتقدون أنه شيء مخل بالآداب


ولقي ملهم العزعزي (16 عاماً) مصير البراشي، إذ هاجمته عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثيين، بصنعاء، واعتدت عليه بالضرب المبرح، ومزقت قميصه الأحمر، وكسرت ساعته، وأودعته السجن كمجرم، بحسب ما كتب والده نور الدين العزعزي، على صفحته في “فيسبوك”، منوهاً إلى أن الحوثيين انهالوا على ابنه وزملائه بالضرب، لأنه كان مرتدياً قميصاً أحمر، بالتزامن مع مناسبة عيد الحب، واصفاً تصرفات الحوثيين تجاه ولده ملهم بـ”القبح والوحشية”.
ويؤكد الناشط الاجتماعي سليم فروة، لـ”المشاهد” أن الحوثيين يمارسون القمع ضد مفهوم الحب، لأنهم لا يفقهون معانيه وأبعاده الإنسانية، ويعتقدون أنه شيء مخل بالآداب، ومخالف لقيم وتعاليم الدين الإسلامي، مع أن الأخير يحث المسلمين على التحاب في ما بينهم والإخاء، غير أن الحوثيين ينظرون إليه من زاوية الشذوذ الفكري غير المنطقية.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

الاعتداء على الحريات الشخصية

وعبر مواطنون عن استائهم الشديد إزاء تصرفات الحوثيين تجاه المحتفلين بعيد الحب، منهم توفيق خالد، الذي قال لـ”المشاهد” إن الاحتفال بعيد الحب قيمة وجدانية تعزز الترابط المجتمعي، لاسيما في إطار الأسرة الواحدة بين الرجل وزوجته وبناته وأولاده وكل من يحب، مضيفاً أن الحوثيين لن يستطيعوا منعه من أن يحتفل بعيد الحب، إذ قدم لزوجته هدية بهذه المناسبة، كما يفعل في 14 فبراير من كل عام.
واستنكر ناشطون سياسيون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يقوم به الحوثيون من اعتقال للمواطنين المحتفلين بعيد الحب، معتبرين ذلك قمعاً للحريات الشخصية، وتعسفاً الهدف منه التضييق على ما تبقى لليمنيين من متنفس، وتريد القضاء عليه، وهو أن يحبوا بعضهم.
ورصد “المشاهد” ردود أفعال الناشطين الغاضبين حيال ذلك، منهم الصحافية والكاتبة سامية الأغبري، التي كتبت على صفحتها في “فيسبوك”: “عصابة طالبان الحوثية في صنعاء تختطف عدداً من الشباب في شارع حدة والأصبحي، بحجة أنهم احتفلوا بـ”الفالنتاين”، ولا يعرف إلى أين تم اقتيادهم”، مضيفة: “القصة متعلقة بالحريات والتضييق وقمع للناس والتدخل بحياتهم الخاصة”.
أما الناشط صلاح هلال، فكتب تغريدة على حسابه في “تويتر”، قائلا: “الحوثيون لا يؤمنون بمبدأ الحب، فهم جماعة تأسست على العنف والنقمة، بالتالي يجدون الاحتفال بعيد الحب جريمة مكتملة الأركان”.

مقالات مشابهة