المشاهد نت

ذمار: استمرار إغلاق الجمعية الوحيدة لتأهيل المعاقين يضر بـ1640 مريضاً

صورة تعبيرية

ذمار – ضياء حسن:

اضطرت أم عبدالله إلى أخذ إجازة من عملها في أحد المرافق الصحية الأهلية، نهاية العام الماضي، لكي تجلس جوار طفلها المصاب بمرض التوحد، بعد أن أغلقت جمعية الملاذ لذوي الاحتياجات الخاصة، في محافظة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء) أبوابها أمام عبدالله، والعشرات من الأطفال المصابين بمشاكل ذهنية.
واغلقت الجمعية أمام المرضى، في الثاني من يناير الماضي، بعد تراكم الإيجارات.
وقالت عائشة الدمشي، رئيسة جمعية الملاذ: “تم تحرير مذكرة إلى الجهات المعنية، للتعاون مع الجمعية، وإيجاد مقر مؤقت أو فصول قديمة، أو مبنى حكومي فارغ، حتى بشكل مؤقت، لنقل الأثاث والأجهزة الخاصة بالعلاج الطبيعي والتدريب الخاصة بالأطفال، لتستمر الجمعية في تقديم خدماتها، لكن لا حياة لمن تنادي”.
وبدأ عبدالله ذو الـ8 من العمر، منذ عام ونصف، بالانتظام في جلسات تدريبية وتأهيلية في جمعية الملاذ لذوي الاحتياجات الخاصة، ما أدى إلى تحسنه، إذ بات يتشارك مع إخوانه بعض الألعاب، ويتناول الطعام بشكل أفضل. لكن إغلاق الجمعية قد يتسبب له بانتكاسة مرة أخرى.
وتقول الأم: “عبدالله جرح غائر بقلبي وقلب والده، وليس لنا غير أن نقدم له الرعاية والاهتمام. وأملنا في الله كبير”.
ورغم يأس الأم التي تعمل ممرضة في أحد مشافي ذمار، من حالة ابنها سابقاً، إلا أنها بدت متفائلة بعد جلسات العلاج التي تجرى له بشكل شبه يومي.
لكن تفاؤلها يتضاءل مع استمرار إغلاق الجمعية كثيراً، ربما يعود عبدالله إلى الصفر. وهي مخاوف رمت بها إلى قاع الحزن والألم.
وتواجه جمعية الملاذ لذوي الاحتياجات الخاصة بذمار، واقعاً مريراً بعد إغلاق مقرها من قبل مالك العقار، نتيجة تراكم الإيجارات للشهر الـ7، بعد توقف الميزانية الشهرية التي كان يخصصها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين للجمعية، بهدف مواجهة النفقات التشغيلية.
استمرار إغلاق الجمعية قد يضر بـ1640 مريضاً يعانون من إعاقات ذهنية متفاوتة بين بسيطة وحادة وتوحد ومتلازمة داون، بالإضافة إلى أطفال الشلل الدماغي.
وتقدم الجمعية خدمات للمصابين بجلطات دماغية وجرحى الحرب، لتأهيلهم في الجوانب الحركية.
وعبرت عائشة المدشي، رئيسة جمعية الملاذ، لـ”المشاهد” عن خشيتها من استمرار إغلاق  الجمعية الوحيدة على مستوى المحافظة، والتي تقدم خدمات التعليم والتأهيل والتدريب والعلاج الطبيعي وخدمات الدعم النفسي بشكل مجاني.
وأدى إغلاق الجمعية إلى انتكاسة حادة في حالات أطفال الشلل الدماغي، لضرورة تلقيهم خدمات علاج طبيعي بشكل يومي، وفق تأكيدات رئيسة الجمعية، التي بينت أن عدد مرتادي مركز التدريب التابع للجمعية لتلقي الخدمات يومياً، يتراوح بين 80 و120 حالة من مختلف الإعاقات والفئات العمرية.
وتأسست جمعية الملاذ لذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أكثر من 15 عاماً، على يد مجموعة من خريجي قسم علم النفس بجامعة ذمار، لتكون أول كيان يهتم بهذه الشريحة المجتمعية.
وتفاقمت أوضاع شريحة المعاقين ذهنياً نتيجة ظروف الحرب التي رمت بثقلها على كاهل الأطفال.
ويحتاج الأطفال لأعوام كي تمحى من عقولهم ذكريات هذه الحرب، من خلال برامج نفسية لتأهيلهم. لكن مع توقف أنشطة هذه الجمعية، سيكون القادم قاتماً لهذه الشريحة التي تتفاقم معاناتها يوماً بعد آخر.

مقالات مشابهة