المشاهد نت

معارك الجوف .. هل تحسمها القوات الحكومية ؟

من المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والحوثيين في الجوف. صورة ارشيفية

الجوف – احمد البرطي:

لا تكاد تتوقف شدة المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، في مختلف جبهات محافظة الجوف النفطية شمال اليمن، حتى تشتعل من جديد، حيث تعتبر هي الأعنف منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين طرفي الصراع في اليمن. فمنذ نحو شهر، والمحافظة المتاخمة لريف العاصمة صنعاء من الجنوب الغربي ومحافظة مأرب جنوبًا والحدودية مع المملكة العربية السعودية، تشهد تصعيدًا ميدانيًا وسجالًا عسكريًا، في جبهات العقبة والغيل والمصلوب جنوب غرب الجوف. وكانت قيادة القوات الحكومية بالتزامن مع تصاعد حدة العمليات العسكرية خلال الأسبوع الجاري، دعت المواطنين والمدنيين في محافظة الجوف للابتعاد عن مواقع تمترس مسلحي جماعة الحوثي، متوعدة بـ “بكسر الكهنوت الحوثي”، حسب توصيف قائد العمليات المشتركة للقوات الحكومية اللواء صغير بن عزيز في تغريدة له على تويتر. وأسفرت المعارك الدامية عن سقوط مئات المقاتلين من الجانبين بين قتيل وجريح، بينهم مقتل نجل محافظ المحافظة صادق أمين العكيمي الذي يشغل أركان محور الجوف، أواخر الأسبوع الماضي. وخلال الأيام الماضية دفعت القوات الحكومية بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه جبهات محافظة الجوف، بعد التصعيد لجماعة الحوثي الذي أدى لسقوط مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة القوات الحكومية في جبهتي الغيل والمصلوب، وصولًا إلى مشارف مديرية الحزم مركز المحافظة. غير أن القوات الحكومية تمكنت في معارك دامية من استعادة مواقعها في جبهتي الغيل والمصلوب جنوب غرب المحافظة، ودفع الحوثيين إلى مشارف الغيل، المحاذية لمديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب، حيث سقط نجل المحافظ. ويقول مصدر عسكري لـ”المشاهد”: إن جبهات الجوف استقبلت عشرات المقاتلين والآليات العسكرية خلال الأسبوع الجاري، دفعت بهم القبائل والقوات الحكومية والتحالف، ما من شأنه تغيير معادلة القوة لصالح قوات الجيش، وفقًا للمصادر. ففي جبال حام بمديرية المتون غرب الجوف، قال المقاتلون في تسجيل مرئي بثه المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إنهم على بعد نحو 17 كيلو متراً من مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران المجاورة، بعد معارك عنيفة شنتها القوات الحكومية وحققت فيها مكاسب ميدانية غرب المحافظة. وفي مديرية الغيل، تتمركز قوات الحوثيين على تخوم سلسلة جبال الغيل جنوب غرب الجوف والمحاذية لجبال يام التابعة لمحافظة لريف العاصمة صنعاء، حيث تستعر الاشتباكات في محاولة من مسلحي الحوثي لتحقيق اختراق باتجاه المديرية المتاخمة لمديرية الحزم التي تعد مركز المحافظة. من جهتها شنت مقاتلات التحالف من عدة غارات جوية مستهدفة تجمعات ومواقع عسكرية للحوثيين في كل من الغيل والمصلوب والمتون، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وإعطاب آليات عسكرية كانت دفعت بها إلى مواقع القتال. وكثفت مقاتلات التحالف من غاراتها بعد تبني الحوثيين إسقاط طائرة حربية سعودية من سماء محافظة الجوف. ولا تزال جماعة الحوثيين تدفع بتعزيزات عسكرية هائلة، في إشارة إلى نواياها المستميتة لإسقاط محافظة الجوف وهو ما يراه مراقبون عسكريون سعيًا لتطويق محافظة مأرب معقل القوات الحكومية، بعد أن تمكنت الشهر الماضي من إسقاط أجزاء واسعة من مديرية نهم شرق العاصمة والتقدم باتجاه مفرق الجوف الرابط بين المحافظات الثلاث. نزوح عشرات الأسر وعلى الصعيد الإنساني، تسببت المعارك الدامية بموجة نزوح لعشرات الأسر إلى المناطق الآمنة في محافظات الجوف ومأرب وصنعاء، فضلًا عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال. وكانت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أدانت تصاعد الصراع الذي أسفر عن مقتل سقوط 37 طفلًا بين قتيل وجريح مطلع الأسبوع الفائت. واتهمت جماعة الحوثيين مقاتلات التحالف باستهداف مديرية المصلوب ما أسفر عن سقوط نحو 19 قتيلًا من الأطفال وجرح 18 آخرين. وجددت اليونيسيف مناشدة جميع أطراف النزاع حماية حياة الأطفال من خلال وضع حدّ للحرب الوحشية أولًا وقبل كل شيء. غير أن التعزيزات التي تدفع بها الأطراف المتنازعة تنذر باتساع رقعة المعارك، ما يضع حياة مئات المدنيين على محك النزوح، وتفاقم أوضاعهم المعيشية والصحية، في ظل شبه عجز للسلطات في توفير احتياجات النازحين.

مقالات مشابهة