المشاهد نت

الحرب تضاعف معاناة الطفلة ختام مع السرطان

تعز – رانيا عبدالله:

تعاني الطفلة ختام عائض (9 أعوام) من مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، وهي في سن الـ4 من العمر، بعد اكتشاف المرض في مركز الأمل لعلاج الأورام بمدينة تعز، في 2014.


وفقدت ختام الحركة لمدة 7 أشهر، قبل تشخيصها ومعرفة سبب معاناتها المتكررة حينها، كما تقول والدتها.
وتضيف: “صدمت عند معرفتي بإصابتها بالسرطان، لكني حاولت أن أتحلى بالصبر والقوة لأجل ابنتي الصغيرة، فاستمررنا بعلاجها في مركز الأمل، حتى اندلعت الحرب، وأغلق المركز في 2015”.
ذلك الحين تدهورت حالة ختام، وتورم جسمها لعدم تلقيها العلاج.


وبعد أسابيع من توقف مركز الأمل تواصل الطبيب المعالج، بأسرتها، وأبلغهم بإمكانية معاودة علاج الطفلة في مركز تم افتتاحه مؤقتاً في شارع جمال وسط مدينة تعز (جنوب غربي اليمن). وهو الشارع الوحيد الذي لم تدخله الحرب نهاية العام 2015.


وتم استقبال المصابين بالسرطان في ذلك المركز، لاستئناف العلاج، لكنه لم يكن يتسع لعدد المصابين، فيزدحم بالأمراض والمرافقين، مما يسبب للمرضى عدم الارتياح والتوتر “ومنهم ابنتي”، كما تقول والدة ختام.
وبلغ عدد مرضى السرطان المسجلين بمركز الأمل لعلاج الأورام، 8000 مريض، بحسب الدكتور مختار سعيد، مدير فرع مؤسسة مكافحة السرطان، مؤكداً لـ”المشاهد” أن عدد المترددين على المركز يومياً يتراوح بين 150 و200 مريض.


وتعرض مركز الأمل الواقع شرق مدينة تعز، حيث كانت تدور مواجهات عسكرية بين مسلحي جماعة الحوثي والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، للتدمير الجزئي.
وبعد إعادة ترميم الأجزاء المدمرة فيه، بات المركز يستقبل المرضى. ومنذ ذلك الحين عاد الأمل يراود أم ختام من جديد، علها تحصل على العلاج الكافي لطفلتها كما تقول، مضيفة: “سعدت كثيراً بترميم المبنى، وعودته للعمل، لأن تلقي العلاج في هذا المبنى يخفف عنا معاناة الازدحام”.

إقرأ أيضاً  رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت


وتقطع ختام مع والدتها أثناء انتقالهما من مدينة اب (وسط اليمن)، مسافات طويلة وشاقة ووعرة عبر طريق الأقروض الذي يربط بين وسط مدينة تعز وشرقها، للوصول إلى المركز لتلقي العلاج، بسبب إغلاق الطرق الرئيسية منذ اندلاع الحرب بين جماعة الحوثي وحكومة هادي، فالطريق التي كانت تستغرق 5 دقائق من الحوبان شرقاً إلى وسط المدينة، أصبحت تستغرق بين 5 و8 ساعات في طريق الأقروض البديلة. وتقول والدة ختام: “لا بد أن تتلقى ختام العلاج في هذا المركز، كونه الوحيد الذي يقدم العلاج بالمجان”.


وتحتاج ختام ووالدتها ليومين سفر ذهاباً وإياباً في كل مرة تسافران للعلاج إلى جانب تكبدها الكثير من تكاليف المواصلات التي تقارب 30 ألف ريال يمني (50 دولاراً).


ويوضح الدكتور مختار لـ”المشاهد” قائلاً: “بعد معاناة استمرت لمدة 5 سنوات من إغلاق مركز الأمل لعلاج الأورام، حاولنا أن نوجد مكاناً بديلاً لعلاج حالات مرضى السرطان، وكان لا يتسع لعددهم، فقد عانى فيه المرضى بسبب ضيق المبنى وشحة الإمكانيات وقلة الدواء”.


واضاف: “جاء افتتاح المركز بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان، الذي نسعى من خلاله لإيجاد خدمات متكاملة تحت سقف واحد، لنخفف معاناة الكثير من المرضى المترددين على المركز من محافظة تعز، ومن المحافظات المجاورة”. لكن المركز لايزال يحتاج الكثير من الإمكانات كالأجهزة التشخيصية والعلاجية، حسب قوله.

مقالات مشابهة