المشاهد نت

العالقون…معاناة خارج الحدود

صورة تعبيرية

عدن – سالم الصبري- أحمد عبدالله:

يعاني اليمنيون العالقون في الهند، مشاكل شتى جراء فرض الحجر المنزلي من قبل السلطات الهندية، وإغلاق المطارات اليمنية، كما يقول فهد العميري، أحد اليمنيين العالقين في جمهورية الهند، لـ”المشاهد”.
ويضيف العميري الذي ذهب إلى الهند قبل 4 أشهر للعلاج: “أبرز هذه المشاكل تتمثل بعدم قدرة العالقين على العوده إلى الوطن، خصوصاً الأسر التي كانت قد حجزت على متن طيران “اليمنية”، أو كانت على وشك الحجز، فحال إغلاق منافذ اليمن دون سفرهم”.
ويعاني يمنيون كثر من اجتياح فيروس كورونا للعالم، إذ عجزوا عن مواجهة متطلبات العيش في الهند، بعد أن استنفدوا مصاريفهم خلال فترة العلاج في بلد يصنف السادس عالمياً في سوء التعامل مع الأجانب، وفق تعبير العميري.

عالقون خارج الحدود

وتتفاقم معاناة جرحى الحرب الذين ذهبوا للعلاج في الهند، بعد تأخرهم عن العودة التي كانت مقررة نهاية فبراير الماضي.

على الحكومة إلى سرعة إنقاذ هؤلاء العالقين ، وتوفير مقومات الحياة التي تمكنهم من الصمود ومواجهة أعباء الحياة خارج بلدهم.


وقال عبدالحكيم الكحلاني، أحد جرحى الحرب، لـ”المشاهد”: “وقعنا بين نارين؛ خشية اليمنيين من عودتنا خوفاً من انتقال فيروس كورونا إلى داخل البلاد، فيما نئن هنا تحت وطأة الجوع والحرمان وسوء معاملة لجنة الجرحى”.
ويخضع الكحلاني، كغيره من اليمنيين، للحجر المنزلي في الهند، كما يقول.
ظروف اليمنيين برمتها في غاية السوء والفقر والحرمان، بخاصة المرضى الذين علقوا في دول عدة، ومنهم عبدالله السامعي، أحد المرضى الذين علقوا في العاصمة المصرية القاهرة.
يؤكد أن إمكانيات المرضى المادية شحيحة، والبعض معدومة، ولم يعودوا قادرين على توفير مصاريف الطعام والإيجار، داعياً الحكومة إلى سرعة إنقاذ هؤلاء المواطنين، وتوفير مقومات الحياة التي تمكنهم من الصمود ومواجهة أعباء الحياة خارج بلدهم.
ومن أبرز اليمنيين العالقين خارج الوطن، المعتمرون الذين علقوا في منفذ الوديعة الحدودي.
هؤلاء المعتمرون العالقون البالغ عددهم 150 معتمراً، بحسب إحصائيات وزارة الأوقاف والإرشاد، تم وضعهم في حجر صحي بالمنفذ، قبل 14 يوماً من وصولهم إلى المنفذ، كما يقول مكرم إسماعيل، أحد المعتمرين العالقين، لـ”المشاهد”، مضيفاً أن المعتمرين العالقين بينهم عوائل تعاني من ظروف صحية.
وينتظر المعتمرون حلاً من الحكومة لا يضرهم ولا يضر بالناس بعد عودتهم، ومن تلك الحلول تخصيص حجر صحي في المنفذ، يقضون فيه مدة الـ14 يوماً، ثم يعودون إلى منازلهم، وفق إسماعيل.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

مبادرات إنسانية

مناشدات اليمنيين العالقين خارج الوطن، لم تلقَ استجابة من قبل الجهات الحكومية المختصة، باستثناء بعض المبادرات المحلية التي تضع أفكاراً لحلول جزئية لمعاناة بعض العالقين، ومنها محافظة حضرموت التي أصدر محافظها فرج البحسني، في 29 مارس المنصرم، قراراً بتشكيل لجنة لمساعدة المواطنين والطلبة العالقين من أبناء حضرموت، على أن تتولى هذه اللجنة القيام بحصر العالقين من أبناء حضرموت، وتقديم الاحتياجات الضرورية لهم من مأكل ومشرب ومسكن، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة من أجل تقديم الخدمات الضرورية والمساعدات اللازمة للأشخاص الأكثر احتياجاً من العالقين.
وطالب العميري الحكومة بسرعة نقل اليمنيين العالقين في الخارج الراغبين بالعودة، والاستعاضة عن إغلاق المطارات بوجه اليمنيين بمحاجر صحية أو بالحجر المنزلي، وهو الخيار الذي تنهجه معظم الدول، كونه من الجرم إغلاق منافذ الوطن أمام مواطنيه، على حد قوله.

رد رسمي

وفقاً للملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية في مصر، بليغ المخلافي، فإن العالم كله يمر بظروف صعبة في هذا التوقيت، جراء وباء كورونا. واليمن وضعها أشد صعوبة منذ انقلاب الحوثي عام 2014 وحتى الآن، فمنظومة الرعاية والرقابة الصحية انهارت تماماً، ما أدى إلى وجود تخوف من عودة العالقين إلى البلاد في ظل عدم وجود تجهيزات كافية في المطارات، وعدم وجود حجر صحي، ما قد يعني تفاقم الأزمة في الداخل.
وعن الخطوات التي سيقومون بها من أجل العالقين في مختلف الدول، أفاد لـ”المشاهد” أن الحكومة تعمل على كيفية رعايتهم، وإيجاد حلول من ضمنها التعاون مع مركز الملك سلمان للبدء في إيجاد أجهزة للكشف في المطارات وتجهيز محاجر صحية، إضافة إلى تشكيل لجان في كل السفارات اليمنية في الدول التي يوجد بها عالقون، للبدء بعملية حصرهم.
وعملية الحصر تلك ستكون لمعرفة من كانوا حاجزين على الرحلات التي توقفت بسبب إغلاق المطارات، وبدء النظر في مشاكلهم لتقديم الدعم المناسب لهم للاستمرار إلى ما بعد فترة الحظر.
وتوجد جالية كبيرة في مصر التي يتردد عليها كثير من اليمنيين من مختلف الفئات والمكونات، كما يقول المخلافي، مضيفاً: “اللجنة بدأت بالعمل، ومكتب “اليمنية” يستقبل تسجيل الحالات، فهم الجهة التي تعرف من كانوا حاجزين في الرحلات التي تم تعليقها”، مؤكداً أنه بعد الحصر ستبدأ المعالجات من قبل الحكومة التي تعمل السفارات تحت توجيهاتها وتنفيذ قراراتها في ما يخص العالقين.

مقالات مشابهة