المشاهد نت

الطفلة ملاك .. “أنا خائفة لا أريد العيش في مأرب “

مأرب – عارف الواقدي:

السيول التي اجتاحت مأرب، الأربعاء الماضي، أعادت إلى ذاكرة مئات الآلاف من الأسر النازحة، مأساة التشرد ووجع الحياة في البحث عن مأوى آمن. تجسد ذلك الخوف في وجه الطفلة ملاك التي تسكن مع أسرتها في مخيم السويداء للنازحين، والتي قالت لـ”المشاهد” إنها خائفة جداً من عودة السيول.
الطفلة ملاك التي تبلغ من العمر 7 أعوام، نزحت مع أسرتها من مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، عقب سقوطها بيد جماعة الحوثي الانقلابية، مطلع مارس الماضي.
وتؤكد إحصائية صادرة عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة، إصابة 49 آخرين، جراء السيول، بإصابات متفاوتة، بعضها خطيرة، فيما النازحون في مخيمات السويداء، والميل، والخير، تحدثوا عن أكثر من 90 إصابة لمواطنين، بينهم نساء وأطفال.
وتم العثور على جثث 3 من أطفال ناصر محمد حسين، الذي لاتزال زوجته وطفله الرابع مفقودين حتى ساعة كتابة التقرير.

أضرار بالغة لحقت بالنازحين

السيول القادمة، بحسب مصادر محلية لـ”المشاهد”، من اتجاه جبال ومنطقة المشجح، التابعة لمديرية صرواح (غربي المحافظة)، والتي امتدت إلى أحياء سكنية مثل حي الروضة، وحي الشركة، ومديرية الوادي، أدت إلى أضرار بالغة في ممتلكات النازحين من مواد غذاء وإيواء، إذ جرفت قرابة 12 منزلاً بشكل كلي، وتضرر أكثر من 100 منزل جزئياً.
وبحسب الوحدة التنفيذية للنازحين، فإن قرابة 10.786 أسرة تقطن في 18 موقعاً ومخيماً للنزوح، هي: “الروضة، الميل، الخير، السويداء، الزبرة، الخريبة، الحضن، المحزام، الحمة، العرق الشرقي، الخسيف، النور، الديات، إيدات الراء، نبط، التضامن، كلية المجتمع، والجفينة”، تعرضت للتشرد بعد أن هاجمت السيول مخيماتها.
وجرفت السيول 400 خيمة، وفق الوحدة التنفيذية.
ويذكر صالح العروسي، المسؤول الإعلامي لائتلاف صنعاء للإغاثة والتنمية، أن الأسر النازحة في مخيمات النزوح، تعيش أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، بسبب غرق خيامهم، ومنازلهم المبنية من الطين والصفيح، بمياه سيول الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة بشكل مفاجئ، لافتاً إلى أن السيول الغزيرة جعلت من آلاف الأسر النازحة، بين الحرمان والمعاناة.
الأمر الموجع هو أن تلك الأسر تعيش ببطون خاوية في العراء، بعد أن جرفت السيول المواد الغذائية ومواد الإيواء، ولم تبقِ لهم سوى الجوع والعراء، وفقاً لأم ناصر.

إقرأ أيضاً  غياب الوعي بالتغذية العلاجية في اليمن 

منازل في مجرى السيول

وعلى الرغم من حادثة السيول التي جرفت مخيم الجفينة للنازحين، في مايو 2019م، مخلفة تدمير أكثر من 200 خيمة وبيت مبنية من الطين والصفيح، إلا أنها لم تلفت السلطة المحلية لاتخاذ إجراءات حازمة لمنع البناء ونصب الخيام في مواقع عرضة للسيول، حتى لا تتكرر المأساة بعد مرور عام كامل، وبشكل أشد من سابقتها.  
ويحمّل ناشطون وإعلاميون السلطة المحلية كامل المسؤولية تجاه ما حدث للنازحين، نتيجة سماحها لهم ببناء بيوت بشكل عشوائي، وفي مجاري السيول، خصوصاً في منطقة الروضة، وحي الشركة، إضافة إلى السماح بإنشاء مخيمات نزوح في أماكن تعد عرضة لسيول الأمطار الغزيرة.

مبادرة رسمية

وإزاء ذلك، وجه محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، بتقديم الدعم والمساعدة للضحايا والمصابين والمتضررين من كارثة السيول، واعتماد مبلغ 150 مليون ريال كمساعدة عاجلة للتخفيف من تلك الآثار.
وتضمنت توجيهات العرادة، تقديم 5 ملايين ريال لأسر الشهداء الـ5، و200 ألف لكل مصاب، ودعم الأسر المشردة والأكثر تضرراً، من خلال سرعة توفير المساعدات الغذائية والإيوائية، وتأمين الخدمات العلاجية والطبية بالشكل المطلوب على مستوى كافة المخيمات.
وقام المحافظ العرادة، صباح الخميس، بتفقد مخيمات النازحين، والاطلاع على الأضرار التي خلفتها العواصف والسيول بمخيمات النازحين وبعض الأحياء السكنية، داعياً العاملين في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والمنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني، إلى سرعة الاستجابة الطارئة لإغاثة وإنقاذ الأسر المتضررة، وتقديم كل وسائل العون، وإعادة تأهيل وترتيب المخيمات، ومساعدة كافة المتضررين.

مقالات مشابهة