المشاهد نت

فتيات في مأرب … مشروع السلاح الناعم

مأرب – محمد الحريبي:

“بدأت هذه التجربة بحثاً عن وسيلة لإيصال معاناة أخي وزوجي المختطفين في سجون الحوثي”؛ تقول أنوار عبدالله، إحدى المشاركات في معرض ريشة ناعمة للفن التشكيلي، والذي أقامه المرسم الحر في مأرب، تزامناً مع يوم المرأة العالمي.
وتؤكد أنوار أن الرسم بالنسبة لها كان نافذة تعبير جديدة، فبمجرد سماعها عن وجود مرسم حر، سجلت فيه لتطوير موهبتها التي كانت مقتصرة على بعض الرسمات التي ترسمها لنفسها.
هي واحدة من 17 رسامة شابة شاركن في ورشة رسم مدتها شهران، أقيمت للمرة الأولى في مأرب، وبإمكانياتها الشخصية وزميلاتها تمكنّ من إقامة المعرض الأول من نوعه، لإيصال رسالتهن للمجتمع، كما يقلن، وللمطالبة بالالتفات إلى مشروع المرسم الذي بدأه الفنان محمد صوفان، والمهدد بالإغلاق بسبب انعدام الموازنة التشغيلية له.

الفنان محمد صوفان، مؤسس المرسم الحر: تهدف هذه المبادرة إلى إتاحة الفرصة للمرأة لإيصال رسالتها، وإبراز قدرتها الفنية والإبداعية.

مواجهة الحرب بالألوان

يرى الفنان محمد صوفان، مؤسس المرسم الحر، أن الفن هو الوسيلة الأجمل لمواجهة الحرب.
وتهدف هذه المبادرة إلى إتاحة الفرصة للمرأة لإيصال رسالتها، وإبراز قدرتها الفنية والإبداعية.
وعن كيف بدأت الفكرة، أوضح صوفان لـ”المشاهد” قائلاً: “كان لدي فكرة نشاط ورشة رسم لمدة 15 يوماً، للفتيات، حيث بدأنا مع 15 فتاة، وقمنا بتأهيلهن، واضطررنا لإطالة الورشة إلى شهرين ونصف، لنخرج بهذا المعرض الرائع”.

فتيات في مأرب ... مشروع السلاح الناعم
مشاركة في معرض الرسم الحر فى مأرب – المشاهد


تضيف المشاركة نويلة محمد لحديث معلمها، قائلةً: “رسالتي أن أقول للعالم إنه مازال في الشعب اليمني إبداع وجمال وفن وحياة، وإن الحرب لم تكسر إرادة الحياة فينا”.
أما آيات الصبري فتقول: “في مواجهة الحرب استخدمنا الفن الذي يعبر عن الأشياء التي نكتمها، ويعلمنا الصبر والروقان، وهذا ما نحتاجه في حياتنا”.

علاج نفسي

تُعرِّف الجمعية البريطانية للمعالجة بالفن، العلاج بالفن بأنه شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يستخدم وسائل الإعلام كوسيلة أساسية للتواصل. وبدأ العلاج بالفن كمهنة في منتصف القرن ال20.
وبحسب دراسات، فإن للرسم مفعولاً قوياً في تحسين نفسية الإنسان، إذ أصبح الرسم إحدى الوسائل التي يستخدمها خبراء العلاج النفسي، خصوصاً للمصابين بالاكتئاب.
المشاركات في معرض “ريشة ناعمة”، من جانبهن، أكدن أن انخراطهن في ورشة الرسم حسَّن كثيراً من نفسياتهن، وساعدهن على مواجهة مشاعر الاكتئاب التي سببتها الحرب وأوضاع النزوح والمعاناة اليومية التي يعشنها.
وتقول نويلة: “استمتعت جداً بالورشة التي سبقت المعرض، وانبسطت كثيراً بخبر افتتاح المرسم، وساعدني كثيراً على تجاوز الآثار النفسية للحرب، حيث اختلطت حياتي بالألوان، وتمكنت من تطوير موهبتي”.
وهو ما تتفق معه آيات، التي تحدثت عن لوحتها “العشم الخائب”، قائلة: “عزّ عليّ كل العشم الذي أهدرته. الآن أدركت أكثر من أي وقتٍ مضى، أنه حتى أكثر الأشياء ثباتاً تهتز على مرّ الأيام، وما من استثناء بعد الآن..!”.

إقرأ أيضاً  مبادرات مجتمعية لمساعدة الفقراء في رمضان

مجتمع داعم

بقدر تخوف الفتيات من عرض تجاربهن الأولى في معرض مفتوح، إلا أن ردة فعل المجتمع كانت إيجابية، كما يقلن، وهو ما أشعرهن بقوة الرسالة التي يحملنها. تقول بسملة فيصل: “تفاعل الناس مع المعرض جميل جداً، وردة فعلهم إيجابية، وداعمة لنا، وهو ما جعلنا نزداد حماساً للفن والاستمرار في التعبير بالألوان”.

تهديد بالتوقف

يعمل مشروع المرسم الحر بإمكانيات شخصية للفنان صوفان والمشاركات، لكنه مهدد بالتوقف لعدم وجود ميزانية تشغيلية له.
تقول آيات: “أقمنا هذا المعرض، وهو الأول من نوعه لنا ولمأرب، ونطمح للاستمرار في نشر رسالة السلام من خلال الفن، حيث حاولنا الهرب من الحرب والوضع الذي نعيشه، إلى الألوان والفرشاة. ولكن بلا دعم لن نتمكن من الاستمرار”.

فتيات في مأرب ... مشروع السلاح الناعم


وتضيف رجاء عبدالله: لـ” المشاهد” “رسالتنا من إقامة المعرض هي ادعمونا، نحن نعاني بشتى الجوانب، نعاني نفسياً ومادياً، إضافة لانعدام الأدوات بسبب الحرب، ونحتاج إلى دعم لتشغيل المرسم”.
صوفان، من جهته، ناشد محافظ مأرب، التدخل لدعم المرسم، وتوفير ميزانية تشغيلية له.
عديدون من زوار المعرض أكدوا رغبتهم بالحصول على مساحة للرسم وتعلمه، وهو ما يناقض واقع المبادرة التي تواجه الحرب بإمكانيات شخصية جعلتها مهددة بالتوقف، هو أيضاً ما يوجب على الجهات الرسمية العمل على توفير الدعم لهذا المرسم، ليستمر في نشاطه.

مقالات مشابهة