المشاهد نت

المحافظات الجنوبية ترفض إجراءات “الإنتقالي”

عدن – بديع سلطان :

بدأت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، اليوم الأحد، بالانتشار في مختلف مدن ومناطق محافظة عدن؛ تنفيذاً لحالة الطوارئ والإدارة الذاتية التي أعلنها المجلس، مساء أمس السبت.
وأكد شهود عيان لـ”المشاهد” التواجد الكثيف لقوات الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد في أحياء وشوارع مدينة عدن ، بالإضافة إلى استلامها إدارة المنشآت والمرافق والمؤسسات الاقتصادية الكبرى في المدينة.

مشيرين إلى أن القوات الموالية لـ”الانتقالي” قامت بالسيطرة على مرافق ميناء عدن في مديريتي المعلا والتواهي، ومطار عدن الدولي في مديرية خور مكسر، بالإضافة إلى شركة مصافي عدن وميناء الزيت في مديرية البريقة.

وتناول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لقوات “الانتقالي” وهي تحاصر قصر معاشيق الرئاسي، مقر الحكومة اليمنية، والذي تديره قوات سعودية، دون أن يؤكدوا سيطرة قوات “الانتقالي” على القصر.

يأتي ذلك في ظل ردود فعل من السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية، رافضة لبيان المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان حالة الطوارئ وإدارة الجنوب ذاتياً.
وبدت أولى ردات الفعل من محافظ عدن أحمد سالم ربيع، الذي أكدت مصادر مقربة منه لـ”المشاهد” تقديم استقالته من منصبه، في إشارةٍ إلى رفضه الإجراءات المتخذة من قبل المجلس الانتقالي.
وعقب إعلان محافظ عدن استقالته، ظهر رئيس ما تسمى الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي، اللواء أحمد بن بريك، مرتدياً الزي العسكري، داخل مكتب ديوان المحافظة، معلناً إدارته للشؤون المحلية في المحافظة.
وكشف بن بريك، في تصريحات لإذاعة “هنا عدن”، رصدها “المشاهد”، عن أن إعلان الإدارة الذاتية كان مفترضاً أن يتخذ كقرار في أكتوبر 2018.
وأشار إلى أن إلحاح دول التحالف قضى بتأجيل أي إجراءات، والاحتكام لتوجيهات التحالف لحل مشكلات الخدمات في المحافظات المحررة الجنوبية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم، وتأمين المرتبات.
ولم تقف ردود الفعل الرافضة عند حد محافظة عدن وسلطتها المحلية، بل إن معظم محافظات الجنوب انتهجت ذات النهج في التعامل مع بيان “الانتقالي” وإعلان حالة الطوارئ وإدارة المنطقة ذاتياً.
حيث كانت محافظة شبوة من أوائل المحافظات الجنوبية الرافضة لهذه الإجراءات، من خلال إعلان اللجنة الأمنية بالمحافظة برئاسة المحافظ محمد بن عديو، بياناً يدين إقدام “الانتقالي” على إعلان الطوارئ في عدن ومحافظات الجنوب.
وأكد البيان الصادر عن اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، اليوم الأحد، تلقى “المشاهد” نسخةً منه، أن حالة الطوارئ لا يحق لأي كان أن يعلنها غير رئيس الجمهورية الشرعي، مستغرباً مما وصفه بطيش المليشيات التي تسعى إلى جر البلاد للعنف والفوضى، معتبراً ما أقدم عليه “الانتقالي”، “انتحاراً”.
ودعا البيان أبناء محافظة شبوة إلى الالتفاف حول الشرعية والدولة، وعدم الالتفات إلى تهريج مليشيات “الانتقالي”، وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن وداعميهم، حد وصفه.
وكان بن عديو وجه، في برقية تلقى “المشاهد” نسخةً منها، قادة محوري عتق وبيحان والوحدات العسكرية التابعة لهما، ومدير أمن المحافظة، برفع الجاهزية القتالية القصوى بشكل عاجل، والتواجد في وحداتهم ومقراتهم، وانتظار التوجيهات.
في حين وصفت السلطة المحلية بمحافظة أبين (جنوب اليمن) بيان “الانتقالي” بأنه “انقلاب” على اتفاق الرياض، وعلى الشرعية، وأعلنت رفضها المطلق لبيان المجلس الانتقالي، مشددة على أن أبناء المحافظة يقفون مع الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، بحسب ما نقلته وكالة “سبأ” الحكومية.
واللافت في ردود الفعل الرافضة لإجراءات “الانتقالي”، هو البيان الصادر عن السلطة المحلية بمحافظة لحج، المتاخمة لمحافظة عدن، والتي تسيطر عليها قوات “الانتقالي”، حيث أدانت قيادة السلطة المحلية ولجنتها الأمنية، برئاسة المحافظ أحمد عبدالله تركي، اليوم الأحد، الإجراءات التي وصفتها بـ”الطائشة” التي أعلنها المجلس الانتقالي الجنوبي.
وجددت، في بيانها، “وقوفها وأبناء محافظة لحج كافة، مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وتأييدها الكامل لقيادته الحكيمة على حد وصف البيان .
مؤكدة أن الرئيس هادي هو فقط الذي يمتلك قانوناً حق إصدار مثل هذه التدابير .

إقرأ أيضاً  غرس مليون شجرة بُن جنوبي تعز

ودعت قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج، أطراف “اتفاق الرياض” التاريخي، في شهر “رمضان” الفضيل، إلى الانصياع إلى صوت العقل، وترجمة جهود لجان التهدئة على الواقع الفعلي، بالعودة إلى العمل السياسي المرن، الذي يسعى إلى تحقيق النهوض التنموي للشعب في كل المجالات الخدمية.
فيما اعتبرت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، في بيان تلقاه “المشاهد”، الإجراءات المتخذة من “الانتقالي”، خرقاً للشرعية واتفاق الرياض، وأنه عمل غير مسؤول، داعياً إلى تدخل قيادة التحالف العربي لإعادة الجميع إلى اتفاق الرياض.
وأكد البيان الصادر عن محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء فرج البحسني، وقوفها صفاً واحداً خلف القيادة السياسية؛ لتكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة العدو الأساسي المتمثل في الانقلابيين الحوثيين، بحسب البيان.

السلطة المحلية بمحافظة المهرة (شرق البلاد)، أكدت، في بيانٍ رصده “المشاهد”، تمسك أبناء المحافظة بالشرعية الدستورية، بقيادة الرئيس هادي، وأكدت رفضها إعلان المجلس الانتقالي، واعتبرته “انقلاباً” على اتفاق الرياض، وأنه يعقد الأزمات.
ولم يختلف البيان الصادر عن السلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى، عن سابقيه، وأعلن رفضه إجراءات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال البيان الذي اطلع عليه “المشاهد”: إن ما قام به المجلس الانتقالي “انقلاب على الشرعية وعلى اتفاق الرياض”، داعياً كافة أبناء المحافظة إلى الالتفاف خلف القيادة السياسية والحكومة الشرعية.

مقالات مشابهة