المشاهد نت

تعز تواجه “كورونا” بـ6 أجهزة تنفس صناعي

أجهزة طبية في المستشفى الجمهوري بتعز - المشاهد

تعز- شهاب العفيف :

مع عجز مشافي مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) عن مواجهة الأمراض الفيروسية التي فتكت بسكان المدينة المحاصرة من قبل جماعة الحوثي، خلال سنوات الحرب الـ5، تتعاظم مخاوف سكانها من وصول فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، إذ تفتقر مشافي المدينة للإمكانيات الصحية اللازمة، من أجهزة طبية، وأدوية، وكوادر موهلة، نظراً للظروف المتأزمة التي فرضتها الحرب على اليمن منذ عام 2015.
ويبدو الوضع الصحي في مدينة تعز متدهور جداً، مع استمرار الحرب فيها، فالمستشفيات غير جاهزة لاستقبال أية حالات قد تصاب بالوباء، ناهيك عن انعدام تام للإمكانيات الطبية أيضاً، كالمستلزمات الوقائية، وأسرّة العناية المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي، إلا القليل وما لا يكاد يُذكر، كما يقول لـ”المشاهد” الدكتور آدم الجعيدي، مدرب في معالجة ومواجهة كورونا لدى منظمة الصحة العالمية، وعضو غرفة الطوارئ بتعز.
ورغم تأكيد الجعيدي بذل جهود لمواجهة الفيروس، لكنها لا تساوي شيئاً مقابل الكارثة التي ستحصل، إذ إن السلطة المحلية لم تجهز مركز عزل واحداً في المدينة حتى الآن، مشيراً إلى أنها بانتظار المنظمات والمبادرات والمؤسسات فقط، لكي تأتي وتجهز المحاجر ومراكز العزل.
وعبر مدير إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في محافظة تعز، الدكتور ياسين عبدالملك، عن قلقه إزاء الوضع الصحي بالمدينة، قائلاً: “إذا ظهرت في الوقت الحالي حالة مصابة بكورونا، وبحاجة إلى عناية مركزة، وجهاز تنفس صناعي، لن يتم حصولها على ذلك، لأن العنايات المركزة توجد فيها حالات الطوارئ الجراحية، من الحريق وجرحى الحرب، ولا يوجد أي سرير عناية فارغ”.

شحة في الإمكانيات

تفتقر مستشفيات مدينة تعز إلى أبسط الإمكانيات التي تمكنها من مواجهة فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن افتقارها للكادر الطبي المتخصص في مجال الفيروسات. ويعتمد النظام الصحي في المدينة منذ 5 سنوات، في مواجهة الأوبئة والفيروسات، على المنظمات الدولية والمؤسسات والمبادرات المجتمعية.

الإمكانيات المتوفرة حالياً داخل المدينة، 5 أسرّة عناية مركزة، و5 أخرى في الساحل، مقدمة من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وجود 7 أسرّة عناية مركزة من السابق، في مستشفى الثورة العام، وهناك في مستشفى خليفة في منطقة التربة سريرين، لكنهما غير مؤهلين، وذلك لعدم وجود أجهزة تنفس فيهما.


وقال عبدالملك إن الإمكانيات المتوفرة حالياً داخل المدينة، 5 أسرّة عناية مركزة، و5 أخرى في الساحل، مقدمة من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وجود 7 أسرّة عناية مركزة من السابق، في مستشفى الثورة العام، وهناك في مستشفى خليفة في منطقة التربة سريرين، لكنهما غير مؤهلين، وذلك لعدم وجود أجهزة تنفس فيهما، أو لعطل فني.
ويوجد في تعز 6 أجهزة تنفس صناعي قدمتها منظمة الصحة العالمية، وجهاز واحد في المختبر المركزي يحوي 100 محلول (فحص) أي لـ100 حالة مصابة أو مشتبه الإصابة بها، وهي غير كافية، وفق عبدالملك.
أجهزة التنفس الصناعي تلك قادرة على احتواء 6 مصابين بفيروس كورونا فقط، من أصل 3 ملايين نسمة هم سكان محافظة تعز، بحسب عبدالملك، مؤكداً عدم وجود أطباء في تعز متخصصين في مجال الفيروسات.
الوضع الصحي فاقم من مخاوف المواطنين في  مدينة تعز من انتشار فيروس كورونا، بعد أن سُجلت أول حالة إصابة بالفيروس في مديرية الشحر بمحافظة حضرموت (شرق البلاد)، في 10 أبريل الجاري، وذلك لما تشهده المدينة من تدهور في الخدمات الصحية؛ بسبب الحرب.
وقال أحمد الصبري، أحد سكان تعز، لـ”المشاهد”: “تمر تعز واليمن عامة بأزمة شحة الإمكانيات التي قد تتسبب بعرقلة مواجهة كورونا، فإذا نظرنا إلى الدول العظمى، والتي تمتلك عشرات، بل مئات الآلاف من وحدات العناية المركزة، لم تستطع أن تقاوم هذا الوباء بالشكل المطلوب، فسوف نجد أن محافظة تعز لن تقدر على الوقوف أمام هذه الجائحة إلّا لبضعة أيام، إن لم تكن ساعات”.
وطالب الصبري السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمدينة، بأن يعملوا على توفير المواد الطبية اللازمة للمحاجر الصحية والمستشفيات في جميع مناطق تعز.
وسبق لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمات مجتمع مدني، أن حذرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة تعز؛ لافتقارها للإمكانيات الصحية، والمحاليل الطبية، التي سوف تمكنها من مواجهة فيروس كورونا.

إقرأ أيضاً  في يوم المسرح العالمي .. المسرح اليمني محاولات للنهوض

إجراءات لمواجهة الوباء

أقرت لجنة الطوارئ الخاصة بمواجهة فيروس كورونا بمحافظة تعز، في الأسابيع الماضية، عدداً من الإجراءات الاحترازية، التي يقول عنها البعض بأنها إجراءات رديئة، وكان أبرزها نشر فرق صحية في مداخل المدينة لفحص درجة حرارة الداخلين إليها في المنافذ، على نفقة مؤسسات محلية خاصة، وإغلاق الأسواق والمساجد وكذلك الحدائق والنوادي وصالات الأفراح، وجميع أماكن التجمعات.
وخصصت لجنة الطوارئ بمحافظة تعز، في وقت سابق، فندق “الحرمين” الواقع في منطقة الضباب (غربي المدينة)، مقراً للحجر الصحي، والذي مايزال يفتقر لأبسط الإمكانيات الطبية، كأجهزة الفحص والمحاليل المخبرية والأقنعة الواقية من العدوى بالفيروس. ويحتوي الحجر على 18 غرفة، وفي كل غرفة 4 أسرّة، أي أن الحجر الصحي قادر على استيعاب 72 شخصاً فقط.

تعز تواجه "كورونا" بـ6 أجهزة تنفس صناعي
مستشفي بمدينة تعز – المشاهد


لكن الدكتور عبدالملك قال لـ”المشاهد”: “نحن الآن بصدد تجهيز مركزي عزل في المستشفى الجمهوري، ومستشفى الثورة، ومركز في مديرية ذباب، كما أن مركز الحجر الصحي مايزال في فندق الحرمين بمنطقة الضباب”.
وذكر أنه تم استلام 6 سيارات إسعاف (طوارئ)، الأسبوع الماضي، من منظمة الصحة العالمية، وتم توزيعها على مناطق “المسراخ، جبل صبر، الوازعية، والنشمة”، ضمن إجراءات المنظمة، بالتنسيق مع مكتب الصحة بالمحافظة، لمواجهة كورونا.
وأكد أن مكتب الصحة في تعز على تواصل مستمر مع منظمات المجتمع المدني، والشؤون الاجتماعية والعمل، ومكتب الشباب والرياضة، من أجل التوعية من مخاطر كورونا وطرق الوقاية منه، مشيراً إلى تدريب نحو 100 طبيب ومساعد، و أكثر من 120 ممرضاً.

ما هو الحل؟

ناشد الجعيدي المواطنين أن يلتزموا طرق الحماية، وتجنب أماكن الازدحام، والجلوس في منازلهم، وعدم الاستهانة بالفيروس، فعلاج الوباء الوقاية، والوقاية خير من العلاج، مؤكداً أن الوضع خطير، والمرحلة صعبة، ويحتاج ذلك إلى توحيد الجهود وتكاتف الجميع دون استثناء.
وطالبَ الكوادر الطبية بتعز، بأن يكونوا مستعدين لمواجهة الفيروس القاتل، مشدداً على ضرورة توفير مستلزمات الحماية الشخصية للطواقم الطبية، كي لا يتم ذهاب الأطباء إلى المحرقة الفيروسية، وتتفاقم الكارثة، حد تعبيره.
وقال لـ”المشاهد” مسؤول محلي، فضل عدم ذكر اسمه، إن هناك وعوداً من مجموعة “هائل سعيد أنعم”، بتجهيز مركز عزل صحي بجميع عتاده، في منطقة التربة (جنوبي تعز).
وكانت المجموعة أعلنت سابقاً، في بيان لها، عن توفير أجهزة تنفس صناعي وأسرّة عناية مركزة وأجهزة فحص سريع، بالإضافة إلى محاليل P C R، إلى جانب أقنعة الوجه المتطورة، وغيرها من المستلزمات الطبية لمواجهة فيروس كورونا في اليمن.

مقالات مشابهة