المشاهد نت

سفرة رمضان في حضرموت

المكلا – محمد سليمان:

تتنوع موائد الإفطار الحضرمية بالأطعمة المختلفة، فتجد فيها المقليات والوجبات الصحية، مثل الكشري باللخم المخلوط، وهي من الطبخات التي تتكون من الأرز وحبوب الدجر واللخم المملوح.
وتقول سهالة أحمد، إحدى سكان حضرموت، لـ”المشاهد”: “زمان لم نكن نفطر بالكثير من المأكولات التي تتم طباختها، فالوجبات كانت محدودة جداً من حيث تنوع الأكلات، في الإفطار كنا نأكل التمر والشريخ (القهوة المرة) والبقل (الفجل)، ونتعشى بكزمة حيّف وشاهي؛ وفي العزومات يطبخون الأرز مع الحنيذ”.
ومع تحسّن الوضع الاقتصادي في حضرموت، وانفتاحها على الأسواق الخارجية في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، تغيرت معها السُّفر الرمضانية.
ويقول الطباخ سالم بكير لـ”المشاهد”: “تغير كثيراً نظام الأكل في حضرموت، خلال الـ40 عاماً الماضية، فبعدما كان اعتماد الحضارم بشكل كبير على الخبز والبر، تحولوا إلى استهلاك الأرز بشكل كبير، فأصبحت وجبة رئيسية في النظام الغذائي لأبناء حضرموت، سواء في شهر رمضان أو غيره. ومن الطبخات أكلة الكشري باللخم؛ وقد تضاف بعض المأكولات الأخرى بجانب الأرز خلال الشهر الكريم، وهي “شربة البر الأرضي”، فتجد أغلب البيوت الحضرمية قبيل شهر رمضان المبارك، تسارع إلى شراء كمية من حبوب الطعام المزروعة في حضرموت، والذهاب بها إلى المطاحن، لتتم عملية طحنها بطريقة معينة لا تعجل منها دقيقة كثيراً، ولا تبقيها حبوباً مكتملة، لتكون مقاربة للشوفان، وتطبخ مع اللحم، لتكون على شكل حساء باللحم والبهارات المختلفة”.
لكن هجرة الحضارم إلى شرق آسيا وأفريقيا، كان لها التأثير الكبير في طريقة إعداد السفرة الحضرمية، وخصوصاً في عمل التوابل والمقليات، جُلبت من هناك الباجية والسنبوسة، وكذا الباخمري، وهذه المقليات أصبحت من الوجبات الرئيسية التي لا تفارق السفرة الرمضانية بحضرموت، بحسب بكير.
وفي الآونة الأخيرة، تزايد إقبال الحضارم على المُعجنات والحلويات وغيرها من المأكولات الحديثة، الأمر الذي تزايدت معه المخابز والمحال المتخصصة بطباخة هذه الوجبات، والتي يعمل بها غالباً اللاجئون من الشاميين.

مقالات مشابهة