المشاهد نت

معقمات غير مطابقة للمواصفات في الأسواق اليمنية

معمقمات غير مطابقة للمواصفات - المشاهد

صنعاء – نهلة القدسي:

عقب وصول فيروس كورونا إلى الدول العربية، سارع اليمنيون إلى اقتناء المعقمات والمطهرات وغيرها من أدوات النظافة الشخصية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها، وظهور معقمات رديئة الصنع، تنتجها معامل محلية يدوية لا تحرص على مطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة، ناهيك عن عدم وجود أي تفاصيل توضح طبيعة مكونات المنتج أو تاريخ صلاحيته، ما يجعل ضررها أكبر من نفعها.
وغزت الأسواق اليمنية أنواع وأصناف جديدة من المنظفات ومعقمات الأيدي، تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية، وفق مصادر صحية.
وترافق مع عدم جودة بعض تلك المعقمات والمنظفات زيادة في أسعارها، إذ وصل سعر علبة الديتول (عبوة لتر) المقلد إلى 2500 ريال يمني، بعد أن كان سعر العلبة من هذا الصنف جيد الصناعة بـ1200 ريال.

منتجات مغشوشة

ويعتقد عبدالجبار الصالحي، أحد سكان العاصمة اليمنية صنعاء، أن خوف الناس من تفشي وباء كورونا أجبرهم على التهافت لشراء المنظفات والمعقمات المنتشرة بالأسواق، دون التأكد من مدى صحتها وفاعليتها.
ويقول الصالحي لـ”المشاهد”: “ابتعت معقماً للأيدي، واكتشفت أنه مجرد جل للشعر، مضافاً إليه بعض الكحول، وهذه للأسف منتجات محلية تُصنع يدوياً بغرض الكسب السريع، دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى”.
وتتفق معه أم فارس، إذ تقول: “تعددت أشكال المنظفات بشكل لافت للنظر، لكنها للأسف منظفات بدون فاعلية، وبدون رائحة، بل إن بعضها ينتج عن إضافة بعض المواد كالشامبو إلى الكلور، لتحصل في النهاية على خليط باهت لا يجدي نفعاً”.

معقمات غير مطابقة للمواصفات في الأسواق اليمنية
معمقمات في الأسواق مجهولة جهة التصنيع وليست ضبط للمواصفات والمقايس


ويبرر الصيدلاني عادل اليوسفي، انتشار المنظفات المحلية بغياب الاستيراد من الخارج نتيجة لوباء كورونا، إضافة إلى ارتفاع أسعار المنظفات المستوردة إن وجدت، ما أدى إلى تزايد الطلب على المنتج المحلي.
ويتابع اليوسفي قائلاً: “أغلب المطهرات التي تباع على الأرصفة تحتوي على الكحول بنسب ضئيلة جداً، وتفتقر إلى الشروط الصحية، إضافة إلى تعرضها للحرارة والشمس باستمرار، ما يجعلها غير مجدية”.

رقابة حكومية

مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، الدكتور إبراهيم المؤيد، يوضح لـ”المشاهد” أن الهيئة تقوم بدورها من خلال حملات تفتيش على المعامل والمنشآت التي تنتج منتجات مخالفة وغير مطابقة للمواصفات المحددة من الهيئة، وتقوم بإغلاق تلك المعامل ومصادرة منتجاتها”.
ويتابع المؤيد قائلاً: “كما تحرص الهيئة على تقديم الدعم الفني والإرشادات المتعلقة بعملية الإنتاج الصحيحة للمعامل المصنعة للمنتجات، انطلاقاً من دور الهيئة وواجباتها في حماية المستهلك، وفي إطار التنفيذ للتوجيهات والقرارات الصادرة من اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية لتجنيب بلادنا فيروس كورونا”.
ووجهت هيئة المواصفات والمقاييس تعميماً لجميع المحلات التجارية والمولات والصيدليات، بالتحري عند الشراء من المعامل والمصانع والموردين، من مطابقة المنظفات والمطهرات للمواصفة القياسية المعتمدة، وأن تكون حاصلة على تقارير فحص من الهيئة تؤكد مطابقة المنتج للمواصفات المعتمدة من الهيئة، بحسب المؤيد، داعياً إلى الإبلاغ عن أي منتجات غير مطابقة للمواصفات، حفاظاً على سلامتهم.

إقرأ أيضاً  غياب الطب النفسي يدفع مرضى الأرياف نحو «الشعوذة»

محاذير طبية

أفاد خبراء في تصريحات لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بأن غسل اليدين بالماء والصابون هو الأفضل دائماً للقضاء على الفيروسات، لافتين إلى أن المعقم مفيد في حال عدم توفر الصابون والماء أثناء وجود المرء خارج المنزل أو في الأماكن العامة أو عند لمس الأسطح المحيطة بالمكتب، وأوضحوا ضرورة أن يحتوي المعقم على 70% إلى 90% من الكحول كشرط أساسي.
وعلى الرغم من فوائد معقم اليدين الكحولي للحماية من الفيروسات، إلا أنه يمكن أن يكون ضاراً للجلد، وذلك لأن كثرة استخدام الكحول قد تمتص جزيئات الماء المحيطة، ما يسبب جفاف الجلد، وفق ما قاله البروفيسور مارك ويلكوكس، أخصائي علم الأحياء الدقيقة في مستشفيات ليدز التعليمية في بريطانيا، لصحيفة “ديلي ميل”.
ويسهم الإفراط في استخدام المعقّمات، في حدوث أضرار للجلد، وفي بعض الحالات يتسبب في تلف الخلايا، وخصوصاً لمن يعانون من أمراض جلدية على غرار الأكزيما والحساسية، ولذلك فإن الصابون يبقى الخيار الأفضل، في حين أن معقم اليدين يجب أن نستخدمه كمنتج احتياطي، وفق مصادر طبية.

مقالات مشابهة