المشاهد نت

عشاق الأثير الرمضاني يحنّون لإذاعة صنعاء

صورة تعبيرية

صنعاء – عصام صبري:

مع دخول الحرب الجارية في اليمن عامها السادس، وخلال أيام الشهر الكريم، يتذكر عشاق الأثير الإذاعي في العاصمة صنعاء ومختلف المناطق اليمنية، إذاعة الجمهورية اليمنية من صنعاء، التي كانت تعرف بـ«البرنامج العام».
فمنذ تأسيسها في أواخر أربعينيات القرن المنصرم حتى العام 2015، وهي فترة ما قبل اندلاع الحرب الجارية، كانت إذاعة صنعاء تتميز بإنتاج برامج متنوعة في مختلف المجالات، مازالت تفاصيلها راسخة في أذهان الكثيرين، ومتداولة على ألسنة اليمنيين، رغم أن الأثير الإذاعي في صنعاء واليمن بشكل عام، في الوقت الراهن، يعج بكم هائل من الإذاعات المحلية المتخصصة وغير المتخصصة.
ودفع الوضع الحالي لإذاعة صنعاء بالكثيرين لهجران سماعها، بسبب تشتت العاملين فيها، فمواطنون وإعلاميون تحدثوا لـ”المشاهد” أن الكادر العامل في صنعاء، يعملون في إذاعة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وتتحكم في برامجها، وسياساتها، وفق أجندات طائفية، بينما يعمل البعض الآخر في الرياض، في إذاعة يُصارع القائمون على تشغيلها في كل الاتجاهات من أجل الوجود، ولا يكاد بث برامجهم يصل بشكل واضح  أميالاً إلى الحدود اليمنية السعودية، عبر موجات الراديو التقليدية.

برامج جاذبة

يرى محمد القيداني (48 عاماً)، أحد سكان صنعاء، أن سيطرة جماعة الحوثي على إذاعة صنعاء، أفقدت الإذاعة رونقها، والأهمية التي كانت تتمتع بها في فترة ما قبل الحرب.

محمد القيداني : سيطرة جماعة الحوثي على إذاعة صنعاء، أفقدت الإذاعة رونقها، والأهمية التي كانت تتمتع بها في فترة ما قبل الحرب.


ويعلل القيداني ما ذهب إليه، خلال حديثه لـ”المشاهد”، بالقول: “لقد حوّل الحوثيون إذاعة اليمنيين الأولى منذ سيطرتهم عليها من إذاعة وطنية جامعة إلى منبر لتمجيد زعيم الحوثيين والموالين له، الأمر الذي دفع الكثير من الناس إلى العزوف عن الاستماع إليها، خصوصاً خلال أيام شهر رمضان، حيث افقتدوا الاستماع لبرامج كانوا يحرصون على متابعتها بشكل منتظم، كبرنامج “بسمات رمضانية”؛ الذي كان يقدم رسائل توعوية بقالب تمثيلي كوميدي، قبيل تناول الإفطار”.
ويشير إلى أنه مازال يتذكر عبارات مقدمة برنامج “بسمات رمضانية”، التي تقول في مطلعها: “هل تنعكس على حياتك أزمة الضمير أو شلل الأمانة أو نزيف المسؤلية؟ إذن تناول بسمة واحدة في مثل هذا الموعد في  كل يوم”. كما يتذكر برنامج “فتاوى” الذي كان يقدمه قبيل أذان الفجر، الإذاعي عز الدين تقي، ومن بعده المرحوم يحيى الدرة، صاحب العبارات الطريفة.
وفي سياق الحديث عن ذكريات الزمن الجميل، في حديثه لـ”المشاهد“، يقول عبدالواحد معياد (55 عاماً)، إن برامج إذاعة صنعاء قبل الحرب، خلال شهر رمضان، كان لها مذاق خاص اعتاد الناس على سماعها والاستفادة من الجرعات الثقافية التي كانت تحتويها لسنين طويله، كبرنامج “خواطر رمضانية” الذي كان يقدمه الدكتور عبدالعزيز المقالح، وبرنامج “رمضان بين المعارف والوجدان” الذي كان يقدمه الإذاعي حسين فايع، وبرنامج “مرايا وصور” الذي كان يقدمه الإذاعي إبراهيم إسحاق.

إقرأ أيضاً  الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

موائد على وقع الأثير

كانت النساء وهن يستعددن لتجهيز وجبة الفطور، خلال أيام شهر رمضان، يحرصن على متابعة برامج المسابقات والبرامج الترفيهية التي كانت تبث في فترة العصر، عبر أثير إذاعة صنعاء.

فائقة الخياري : من أبرز تلك البرامج التي كانت تقدمها إذاعة صنعاء ؛ برنامج “واحة اليوم” الذي كانت تقدمة المذيعة عائدة الشرجبي، والمذيع علي السياني، وبرنامج “جينا نحييكم” الذي كان يقدمه المذيعان عبدالملك العيزري وعبدالرحمن عبسي، وبرنامج “صورة بالراديو” الذي كان يقدمه المذيع عبدالله شمسان.


ووفقاً لحديث فائقة الخياري لـ”المشاهد”، فإن من أبرز تلك البرامج؛ برنامج “واحة اليوم” الذي كانت تقدمة المذيعة عائدة الشرجبي، والمذيع علي السياني، وبرنامج “جينا نحييكم” الذي كان يقدمه المذيعان عبدالملك العيزري وعبدالرحمن عبسي، وبرنامج “صورة بالراديو” الذي كان يقدمه المذيع عبدالله شمسان.
وكان للأطفال نصيب في الخارطة البرامجية لإذاعة صنعاء، من خلال المسابقات التي كان يعدها ويقدمها الإذاعي سمير المذحجي، خلال سنوات عديدة، إضافة إلى إنتاج الإذاعة المئات من المسلسلات المحلية الكوميدية والتراجيدية، كمسلسل “مسعد ومسعدة” لعبدالرحمن مطهر وحبيبة محمد، ومسلسل “همس السواقي”.

اتهامات متبادلة

بعض العاملين في إذاعة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، يرون أن مشكلة تراجع إنتاج الإذاعة للبرامج المتنوعة، تعود إلى ضعف التمويل.
وفي هذا الصدد، يقول الإذاعي محمد الشرفي، في حديثه لـ”المشاهد”، إن الحصار الاقتصادي والانتهاكات التي يمارسها ما وصفه بـ”العدوان” السعودي على اليمن، وقصفه المتعمد لمحطات الإرسال الإذاعي، كان لها تأثير سلبي على إذاعة صنعاء ومختلف المؤسسات الإعلامية، شأن باقي المؤسسات الحكومية التي انقطعت عنها الميزانية التشغيلية ومرتبات الموظفين، وبالتالي يجب ألا يغفل أحد هذه المشكلة.
فيما يؤكد وضاح اليمن عبدالقادر، المذيع في إذاعة صنعاء التابعة للحكومة اليمنية، في حديثه لـ”المشاهد”، أن إذاعة صنعاء تقوم بأدوارها على أكمل وجه، لكن مشكلة عدم وجود ميزانية تشغيلية تؤرق العاملين فيها، إضافة إلى ضعف وصول البث الإذاعي للعاصمة صنعاء، بسبب التشويش الذي تنفذه جماعة الحوثي على الإذاعة.
وكان رئيس قطاع إذاعة صنعاء صلاح القادري، صرح لوسائل إعلام محلية، بأن “إذاعة صنعاء تواجه صعوبات في الإرسال الإذاعي من الرياض، وأنها تبث برامجها عبر برنامج (الاسبو كلود)”.

مقالات مشابهة