المشاهد نت

تعز تواجه كورونا بمركز عزل خالٍ من المحاليل الطبية

تعز – شهاب العفيف:

اتخذت السلطة المحلية في محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، بعد ظهور أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، عدداً من القرارات، أبرزها إغلاق المنافذ المؤدية إلى تعز، وتعليق صلاة الجمعة والجماعة، وإغلاق الأسواق، لكن غالبية هذه القرارات لم تُنفذ حتى الآن، رغم تسجيل 5 حالات إصابة وحالة وفاة.
وقال مدير مكتب الصحة بالمحافطة راجح المليكي، لـ”المشاهد”: “ألزمنا المستشفيات الخاصة بخصوص معالجة الحالات المصابة بالوباء والاشتباه، وتوفير الحماية الشخصية للكادر الطبي، وتم عمل لجنة للمتابعة، فقط بعض المشافي التزمت”.
وأشار المليكي إلى أن السلطة المحلية قدمت دعماً بسيطاً، بعد تسجيل أول حالة إصابة، كما وجهت وزارة المالية بتحويل مبالغ خاصة بالإصلاح البيئي داخل تعز، وكنفقات تشغيلية لمراكز العزل، وحسب الوعود بأنه سيتم تسليمها خلال الأيام القليلة القادمة، لكي تسعف المكتب في بعض الاحتياجات الطارئة من أدوية ومستلزمات الوقاية.

لن تستطيع مدينة تعز مواجهة فيروس كورونا أكثر من أسبوعين، لقلة الإمكانيات الطبية فيها، كأسرّة العنايات المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي، والمحاليل الخاصة بفحص كورونا

نفاد المحاليل

لن تستطيع مدينة تعز مواجهة فيروس كورونا أكثر من أسبوعين، لقلة الإمكانيات الطبية فيها، كأسرّة العنايات المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي، والمحاليل الخاصة بفحص كورونا، إذ نفدت محاليل الفحص بأول فحص للحالات المصابة، والمشتبهين الذين خالطوا هذه الحالات، وبحسب تصريحات مكتب الصحة فإنه يتم أخذ العينة من الشخص المشتبه إصابته وعزله، وانتظار نتائج الفحص في حال وصول المحاليل من عدن، وخلال الأيام الأخيرة لم تسجل تعز أية حالة إصابة جديدة بسبب نفاد المحاليل.
ويبلغ عدد مخالطي كل حالة إصابة، نحو 42 شخصاً، ويتم إعطا ؤهم تعليمات الوقاية، وتظل فرق الاستجابة في متابعتهم باستمرار.

مركز عزل وحيد

يوجد في مدينة تعز مركزا عزل، أحدهما في المستشفى الجمهوري، والآخر مركز “شفاك” التابع لمؤسسة حمود سعيد المخلافي، ويتم فيهما معالجة الحالات المصابة بالفيروس، وفقاً لتعليمات وزارة الصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور المليكي لـ”المشاهد” إن الحالات المصابة بفيروس كورونا في مدينة تعز، بلغت حتى اليوم 5 حالات إصابة مؤكدة، وحالة وفاة واحدة، وتتلقى العلاج والرعاية الصحية في مركزي العزل بالمستشفى الجمهوري ومركز شفاك التابع لمؤسسة حمود سعيد المخلافي، وتتم معالجة الحالات بحسب تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف: “إذا كان الشخص المصاب عنده أعراض شديدة، يُنقل إلى العزل العلاجي، وإذا ساءت حالته يتم إدخاله غرفة العناية المركزة تحت إشراف أطباء متخصصين بالعناية، ويُعمل له جهاز تنفس صناعي”.
وفي ما يخص طريقة إبلاغ غرفة الطوارئ بالمحافظة، أوضح أن فرق الاستجابة السريعة منتشرة في كل مديريات المدينة، وأن أقل مديرية يتواجد فيها 21 عضواً، تم تدريبهم وتأهيلهم من قبل مكتب الصحة، وعلى وشك أن يرتفع العدد إلى 26 عضواً إذا ساء الوضع.
وأضاف: “أول ما نتلقى بلاغاً إلى غرفة عمليات الطوارئ، يتم أخذ عنوان الشخص المتصل أو المصاب، وتستغرق مسافة الطريق ساعة أو نصف ساعة لوصول فريق الاستجابة إلى العنوان، بعدها تُدرس الحالة، فإذا شابهت أعراضها حتى 35٪ لفيروس كورونا، سرعةً ما يتم أخذ الإجراءات بالحجر والعزل والنقل، وإرسال سيارة طوارئ لنقل المصاب، وعمل الفحص الخاص بالفيروس.

إقرأ أيضاً  نظرة قاصرة تجاه الصيدلانية في اليمن

تهاون السكان

بالنسبة للأشخاص الذين خالطوا المصابين وأعراضهم خفيفة ولا يوجد لديهم مضاعفات، كأن يصاب الشخص بزكام أو حمى، يخضع للعلاج في الحجر المنزلي إذا كان لديه غرفة مستقلة، وبعدها تُعطى أسرته التعليمات اللازمة للوقاية، وإذا كان لا يوجد لدى المخالط حجر منزلي، يُنقل إلى الحجر الصحي في فندق الحرمين بمنطقة الضباب، كما يقول المليكي.
لكن المشكلة تكمن في تساهل الناس مع تفشي الفيروس، إذ يقول مصطفى الأديمي، أحد سكان تعز، لـ”المشاهد”: “أنا لا أستطع الجلوس في المنزل والالتزام بإجراءت الوقاية من فيروس كورونا، لأني أبحث عن لقمة العيش لي ولأسرتي بأجر العمل اليومي، وإذا جلست في البيت فلن أحصل على أي قوت أسكت به الجوع، فإذا نجوت من الجوع ما نجوت من كورونا، لأن الكمامات والمعقمات أصبح الحصول عليها صعباً بسبب احتكارها ورفع سعرها، ووصل سعر الكمامة الواحدة 800 ريال”.
ويضيف الأديمي أن هناك بعض أنواع الكمامات في السوق، لكنها ليست مطابقة للمعايير الصحية العالمية.

مقالات مشابهة