المشاهد نت

“أنستنا يا عيد”… حضور بنكهة الحنين

صنعاء – سمية سعد:

قرابة 40 عاماً ولاتزال أغنية “أنستنا يا عيد”، تطرب آذان اليمنيين، عند كل مناسبة عيدية، لتضيف للعيد طابعاً مميزاً لا يستغني الناس عنه، حيث يحتفي اليمني بمناسباته على سماع هذه الأغنية، حتى صارت طقساً من طقوس العيد في اليمن.

 “أنستنا يا عيد”؛ الأغنية الخالدة في قلوب اليمنيين، التي كتب كلماتها الشاعر المرحوم عباس المطاع، وغناها الفنان الراحل علي بن علي الآنسي، بصوت جميل يحضر في كل عيد.

وأعاد غناءها فنانون اشتهروا بأصواتهم الفريدة وأدائهم المميز،  منهم فؤاد الكبسي وحسين محب وفؤاد عبدالواحد، وغيرهم من الفنانين المبدعين. غير أن الناس بقيت تستمع للأغنية في نسختها الأصلية بصوت وأداء الآنسي.

اكتسبت هذه الأغنية أهميتها من كونها تجسد العادات والتقاليد المتعارف عليها لدى اليمنيين في المناسبات العيدية، وترسم سلوكاً معيناً تدعو الناس لاتباعه في يوم العيد، بأداء بديع ولحن مميز، جعلا منها أغنية العيد على امتداد سنوات عدة.

ومن كلمات الأغنية التي تتردد في أسماع اليمنيين في أيام العيد:

اضحك على الأيام

وابرد من الأوهام

وامرح مع الأنغام

وافرح بهذا العيد

ومنها أيضاً:

واعطف على السائل

 وادي له الحاصل

فدمعه السائل

يمحق عليك العيد

وان كنت فاعل خير

فالأهل قبل الغير

وان قلت ما ناش حير

فليش قالوا عيد

مكانة خاص

تتربع أغنية “أنستنا يا عيد”، على مكانة خاصة في قلوب اليمنيين، فبرغم كثرة الأغاني العيدية التي تنتج كل عام بأصوات عذبة وكلمات بهية، غير أن هذه الأغنية تظل الخيار الأول والأفضل من بين جميع الأغاني العيدية اليمنية.

وفي أغلب الأحيان تكون هي الأغنية الوحيدة التي تصدح بها البيوت اليمنية مع إشراقة شمس كل عيد، فـ”أنستنا يا عيد” ستستحوذ على أيام العيد، وتحظى برواج واسع بين اليمنيين.

تلاقي أغنية “أنستنا يا عيد” اهتماماً كبيراً لدى الإذاعات والفضائيات اليمنية المختلفة، فعقب الإعلان عن انتهاء شهر رمضان المبارك، ودخول العيد، تبدأ الفضائيات ببث هذه الأغنية، وتخصص مساحة واسعة للتغني بها طيلة أيام العيد، حتى إن “أنستنا يا عيد” صارت اسماً لبعض البرامج.

إقرأ أيضاً  زيارة المعالم الدينية بحثًا عن الروحانية في رمضان

أيقونة العيد

لا تغيب أغنية “أنستنا يا عيد” عن اليمنين، سواء كانوا في الداخل أو الخارج، ففي أي مكان يتواجدون فيه تحضر هذه الأغنية في كل عيد، لتلملم شملهم وتوحد فرقتهم وتعود بهم إلى وطنهم.

فائزة المنتصر، مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، تصف أغنية “أنستنا يا عيد” بأنها “زينة العيد، والصوت الجميل الذي يبعث لنا الوطن. لم  يمر علينا عيد إلا وتكون “أنستنا يا عيد” أول مراسيم الاحتفال بالعيد”. مضيفة لـ”المشاهد”، أن الأغنية تعني لهم الكثير.

ليس المهاجر وحده من يبدأ عيده بأغنية “أنستنا يا عيد”، فمحمد الحاج، من أبناء محافظة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء)، يقول: “اعتدنا على سماع هذه الأغنية قبيل العيد بيوم أو يومين، وهذا الشيء يهيئنا نفسياً للعيد، فالأغنية بمثابة إعلان وطني للعيد، وجزء مهم منه”.

ويضيف: “لا أتخيل أن يأتي عيد دون أن نستمع لهذه الأغنية” التي يعتبرها “أيقونة للعيد”، على حد وصفه.

يستمع اليمنيون لأغنية “أنستنا يا عيد”، والابتسامة ظاهرة على وجوههم، ويرددون الأغنية التي تدعوهم للفرح بالعيد، وترك الهموم ونسيان الأحزان، وتحثهم على التسامح، وترشدهم لتبني صفات وأفعال تزيد من بهجة العيد، كالتحلي بالبشاشة وزيارة الأهل والجيران والأصدقاء وتأجيل الأعمال غير الضرورية في العيد، للتفرغ بالاستمتاع به.

ابعد عن أحبابك

وللمرة السادسة يأتي العيد واليمنيون يعيشون وضعاً مأساوياً جراء الحرب التي اندلعت في مارس 2015، وما آلت إليه أوضاع اليمن من تشظٍّ وصراع بين أبناء المدينة الواحدة.

وزاد تفشي فيروس كورونا هذا العام، من حرمان اليمنيين من طقوس العيد، إذ قد لا يتسنى لهم زيارة الأهل والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد، ولن يجمعهم غداء العيد في مائدة واحدة مع أقاربهم، بل سيلتزمون منازلهم خشية من تفاقم فيروس كورونا وتفشيه.

مقالات مشابهة