المشاهد نت

معلم أثري كنجمة مضيئة في أعالي وصاب

مسجد العباد في مديرية وصاب العالي - المشاهد

ذمار – ضياء حسن :

في أعلى قمة جبل مطحن بمديرية وصاب العالي التابعة لمحافظة ذمار (100 كم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء)، يبدو مسجد العباد، كما يطلق عليه الأهالي، كنجمة مضيئة يهتدي بها من أضاع الطريق إلى مبتغاه.
ويطل جبل مطحن على مناطق وأودية مثل حبر وسخمل وجمعة بني ساري، ويجاوره حصن ظفران، وهي مناطق واقعة في وصاب العالي، وفق صفحة “وصاب الآن” على “فيسبوك”.
وتحتوي وصاب التي يسكنها 411 ألف نسمة، وفق آخر تعداد سكاني في 2004، العديد من المعالم والحصون ذات الجذب السياحي، ومنها ذلك المسجد الذي لا يتجاوز طوله وعرضه المترين. لكن أحداً لا يعرف متى بني بالضبط ومن بناه.
يتداول الأهالي روايتين عن خلفية بناء المسجد؛ الأولى تعيد بناءه إلى رسول الخلفية عمر بن الخطاب، والي مدينة “العركبة” (وصاب العالي والسافل كثيرة القرى والحصون) التي اختفت مع الزمن، ولم يبقَ منها سوى آثار قليلة. وتشير والرواية الأخرى إلى أن المسجد الصغير تم بناؤه على يد مجموعة من الزاهدين، وأطلق عليه “العباد” نسبة لهم، كما يقول محمد عبدالله جحانة، من أهالي المنطقة.
ويضيف جحانة لـ”المشاهد”: “على مدى السنوات لم تتغير ملامح المكان، بسبب أن المسجد بني من الصخور، ومايزال يؤدي دوره كمسجد ومكان يقبل عليه الأهالي للعبادة وتأمل عظمة الله سبحانه وتعالي في الأرض من خلال العلو الشاهق للمسجد”.

معلم أثري كنجمة مضيئة في أعالي وصاب
مسجد العباد


وحتى سنوات قريبة، كانت المساحة القريبة من هذا المسجد، مكاناً لزيارة المئات من أهالي وصاب العالي لأداء صلاة الاستسقاء في أيام القحط، وفق سنان علي حمود المطحني، مؤكداً لـ”المشاهد” أن الناس في قرى وعزل وصاب العالي اعتادوا منذ سنوات طولية أن يأتوا إلى هذا المكان، مهللين ومكبرين، لأداء صلاة الاستسقاء والتضرع إلى الله من أجل نزول المطر، ولا ينزل الناس من الجبل إلا ويكون المطر قد هطل. لكن مع مرور السنوات تلاشت هذه الظاهرة.
ومن أبرز المعالم في المنطقة، قبة عراف التي تمتاز بمواصفاتها المعمارية الهندسية، وزخارفها البديعة. وبداخل القبة 10 قبور عليها أضرحة خشبية يذكر أنها كانت كنيسة، وتم تحويلها إلى مدرسة دينية في العصر الإسلامي.
ويوجد الجامع الكبير بمنطقة الأحد في وصاب السافل، ويعود بناؤه إلى سنة 800 هجرية، وفق المصادر التاريخية.
لكن مسجد العباد يتميز بطراز معماري، إذ بني بالصخر، ما جعله يقاوم كل عوامل التعرية طوال تلك القرون.
ويوجد بالقرب من المسجد مجموعة أضرحة تعود، وفق روايات الأهالي، إلى أولياء صالحين من أبناء المنطقة، وبعض أهالي جبل مطحن الأوائل، لكنها بدأت ملامح تلك الأضرحة بدأت تختفي بسبب عوامل التعرية، وطمر الكثير منها بالتراب.
وفي أحداث المناطق الوسطى التي وقعت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان هذا المكان موقعاً استراتيجياً للمناوئين لنظام علي عبدالله صالح، في تلك الأحداث.
ونتيجة للمكان الحيوي الواقع في رأس جبل مطحن، وارتفاعه الشاهق، وصعوبة تضاريسه، وسيطرته على عدة اتجاهات، تم بناء موقع عسكري لأنصار “الجبهة الوطنية”، بالقرب من المسجد، ومايزال قائماً حتى اليوم.
وشهد المكان أثناء تلك الأحداث سلسلة من المواجهات بين أنصار “الجبهة الوطنية”، والعسكريين الموالين للنظام السابق، الذين سيطروا عن المكان بعد ضعف الجبهة.

مقالات مشابهة