المشاهد نت

ذمار: العاملون على الدراجات النارية أكثر تضرراً من أزمة الوقود

من مدينة ذمار - العمل في الدراجات النارية

ذمار – ضياء حسن:

توقف عبدالله عن العمل على الدراجة النارية بسبب أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أسعار الوقود في السوق السوداء، واضطر للعمل بالأجر اليومي لدى أحد تجار المواد الغذائي كـ”حمال”، حتى انفراج الأزمة.
عبدالله الذي عمل معلماً في إحدى المدارس الأساسية بمدينة ذمار، لم يكن يعرف مهنة غير التدريس حتى العام 2017، لكن مع انقطاع الرواتب، بات يعرف الكثير من المهن، فقد عمل حمالاً وبائعاً متجولاً وسائق باص، وأخيراً سائق دراجة نارية أو ما تعرف محلياً بـ”الموتور”.
ويعد أصحاب الدراجات النارية، من أكثر الفئات الاجتماعية المتضررة من أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين منذ عدة أسابيع، وسط ارتفاع تكاليف العيش والتصاعد المستمر في أسعار السلع الأساسية.
وبحسب عبدالله، فإن الكثير من أصدقائه تركوا العمل على الدراجات النارية، وعملوا في مهن أخرى بسبب الأزمة وارتفاع أسعار البترول في السوق السوداء، إذ وصل سعر اللتر الواحد إلى 1000 ريال يمني.
وقال لـ”المشاهد”: “1000 ريال من الصعب أن تحصل عليه من 3 مشاوير، لذا تضطر أن تعمل طوال النهار، وفي الأخير تدفعها لشراء البترول”.
وفي الأيام الأولى من الأزمة، كان عبدالله يعمل منذ الفجر وحتى الظهر، ويحصل على مبلغ يصل في أحسن الأحوال إلى 4000 ريال، 3000 منها يشتري بها بترول لكي يستمر في العمل اليوم التالي.
ويرى مروان السنامي، وهو طالب جامعي، يعمل على دراجة نارية منذ 3 سنوات، أن “الأزمة جعلت الكثير من أصحاب الموتورات ينفقون أي مبالغ ادخروها أو بدأوا في الدَّين من جديد لمواجهة متطلبات الحياة اليومية”.
ويقول السنامي لـ”المشاهد”: “كل شيء متعب في هذا البلد، وكل يوم أزمات، أصحاب “الموتورات” من أكثر الناس تعباً وشقاء، من الصباح الباكر وحتى العصر على 2000 أو 3000 ريال، وفي الأخير تشتري بها بترولاً”.
وخلال السنوات الماضية، اضطر الكثير من الشباب والعاطلين والموظفين، لامتهان قيادة الدراجات النارية، بسبب توقف الرواتب الحكومية وتضاؤل فرص العمل في مهن أخرى، ما يشكل خطراً على حركة السير في الشوارع والأحياء السكنية.
ويقول مسؤول في الإدارة العامة للمرور بذمار (فضل عدم ذكر اسمه) إن أغلب الحوادث في مدينة ذمار ناتجة عن الدراجات النارية، مشيراً في حديث مقتضب لـ”المشاهد” إلى أن العدد الهائل من الدراجات النارية يسبب ازدحاماً مرورياً واختناقات، خصوصاً في الشوارع الرئيسية، مثل شارع صنعاء تعز، وكذلك في التقاطعات.
ومنذ بداية العام الحالي 2020، تم توثيق أكثر من 140 حادثاً أحد أطرافها موتورات، 17 من ضحاياها إصاباتهم خطرة، وحالتي وفاة لصاحب الموتور والراكب خلفه، كما يقول.
ومن الأشياء النادرة، التي تحدث عنها المسؤول في إدارة المرور بذمار، أن الأزمات في المشتقات النفطية تقلص بشكل كبير من عدد الحوادث، للعدد القليل من المركبات التي تمر في الشوارع والأحياء، بسبب اختفاء الوقود أو ارتفاع سعره من السوق السوداء, لأن الكثير من السائقين يفضلون إيقاف مركباتهم.

مقالات مشابهة