المشاهد نت

مهمة البحث عن حدائق آمنة في تعز

تعز – فخر العزب:

يحرص طلال الشميري، بين الحين والآخر، على اصطحاب أسرته إلى أمام جامعة تعز في منطقة حبيل سلمان، حيث بات المكان مزاراً للعديد من الأسر التي تقصده بغرض التنزه وقضاء أوقات من المتعة في الفضاء الطلق، حيث يمارس الكبار عادة مضغ القات، بينما يلعب الأطفال في الحقول الخضراء التي تم تحويلها إلى ما يشبه الحديقة، خصوصاً مع تعزيزها ببعض الألعاب البسيطة.

ويقول الشميري لــ”المشاهد” إنه منذ بداية الحرب لم يعد قادراً على اصطحاب أسرته والذهاب بها إلى حديقة التعاون الواقعة في منطقة الحوبان، بخاصة بعد قطع الطرق بين المدينة والحوبان، كما أن الحدائق والمتنزهات الواقعة داخل المدينة إما مدمرة أو واقعة في مناطق لاتزال غير آمنة، وفي ظل انعدام الحدائق داخل المدينة، لجأ المواطنون إلى استحداث حدائق ومنتجعات بشكل بسيط في المناطق الآمنة.

ويضيف: “الإنسان حين يفكر باصطحاب أسرته للحديقة أو لأي منتجع لقضاء أوقات من المتعة والترفيه، فهو يفكر بالجانب الأمني قبل كل شيء، لأنه لا يريد أن تصاب أسرته بأي مكروه لو قدر الله، ولذا لجأنا لاستحداث منتجعات بدائية بديلة عن حدائق ومنتجعات المدينة التي باتت منعدمة تقريباً منذ بدء الحرب المستمرة في تعز منذ أكثر من 5 سنوات”.

فمنذ بداية الحرب تعرضت الحدائق والمتنزهات للتدمير شبه الكلي، حيث عمل الحوثيون إثر اجتياحهم لمدينة تعز في شهر مارس 2015، على احتلال الحدائق والمتنزهات، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ما تسبب بتعرضها للتدمير والقصف.

وأبرز هذه الحدائق هي حديقة التعاون الواقعة في منطقة الحوبان شمالي شرق مدينة تعز. وتقع الحديقة على مساحة شاسعة تحتوي على حدائق ألعاب، كما تضم حديقة الحيوانات، وكانت هذه الحديقة هي الحديقة الأم والمتنفس الأبرز لأبناء مدينة تعز، غير أن جماعة الحوثي قامت بالسيطرة عليها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ما جعلها عرضة للقصف أكثر من مرة.

كما أن الحرب المندلعة منذ أكثر من 5 سنوات، قد تسببت بقطع الطريق الواصل بين وسط المدينة ومنطقة الحوبان حيث تقع حديقة التعاون، وصار الوصول إليها شبه مستحيل، حيث يستغرق الانتقال من وسط المدينة إلى الحوبان، عبر الطرق المستحدثة، ما يقرب من 6 ساعات، ما تسبب بتعطيل شبه كامل للحديقة التي بات مستحيلاً الوصول إليها.

إقرأ أيضاً  اللحوح... سيدة مائدة الإفطار الرمضانية

والحدائق الصغيرة المتواجدة وسط المدينة قد تضررت بسبب الحرب، ما تسبب بتعطلها، بخاصة أنها تقع في مربعات شهدت اشتباكات ضارية كحديقة جاردن سيتي، وهي قطاع خاص غير حكومي.

وتقع الحديقة بالقرب من “النقطة الرابعة”، وهي منطقة هامة كونها تحوي عدداً من المؤسسات الحكومية، ما جعلها عرضة لأشرس المعارك التي شهدتها المدينة بين القوات الحكومية والقوات التابعة لجماعة الحوثي.

نبيل الجعفري، المدير التنفيذي لحديقة جاردن سيتي، قال لــ”المشاهد” إن الحديقة تعرضت خلال الحرب لتدمير شبه كلي في أصولها الثابتة بنسبة 80%، وتدمير كلي للأصول المستهلكة، وكذلك الألعاب، بسبب وجود الحديقة في منطقة مواجهات في الجبهة الشرقية، ووقوعها جوار مرافق أمنية وحكومية، وقربها من منطقة الجحملية التي كانت المقر الرئيسي لمسلحي الحوثي، ففي بداية الحرب سيطر الحوثيون على المربع الذي توجد فيه الحديقة، ثم سيطرت عليه المقاومة، وظلت الحديقة مغلقة بسبب استمرار سقوط القذائف في المنطقة، ليتم إعادة تشغيلها في 10 مايو 2018، في إطار سياسة تطبيع الحياة التي انتهجها المحافظ السابق الدكتور أمين أحمد محمود.

وحتى بعد تحرير المناطق الواقعة فيها هذه الحديقة من قبل الجيش الوطني التابع للحكومة، وإعادة فتحها أمام الزوار، إلا أن معظم الأسر لاتزال تتحاشى الذهاب إلى هذه الحدائق، خصوصاً وأنها لاتزال في مرمى القذائف نتيجة قربها من خطوط التماس بين مواقع الجيش الوطني والمواقع التابعة لمسلحي جماعة الحوثي، ما جعل الأهالي يلجؤون للبحث عن أماكن آمنة بانتظار أن تنتهي الحرب، وأن تعود الأسر إلى حدائق المدينة للتمتع وقضاء أجمل الأوقات، ومنح أطفالهم متعة ممارسة الألعاب المختلفة بأريحية وأمان.

مقالات مشابهة