المشاهد نت

أصوات وازنة من العالم للأطراف في اليمن: يجب أن تصمت البنادق

المشاهد – ياسين الزكري

ثمة أشياء لا يمكن تجاهلها، كما لايمكن قضاء وقت أطول من التفكير بشأنها، فحين يتعلق الأمر بإبقاء أحدهم على قيد الحياة فليس أمامك سوى أن تتخذ القرار.

هبطت يوم الخميس الماضي أول طائرة قادمة من ليج في بلجيكا تحمل مستلزمات طبية وإنسانية إلى اليمن ضمن مايعرف بالجسر الجوي الإنساني الخاص بالاتحاد الأوروبي.

وصول جائحة كوفيد -19 إلى بلد يترنح نظامه الصحي على شفير الهاوية كما هو الحال في اليمن، يصفه الأوربيون بـ “الأمر الذي يبعث على الجزع”، لكن الجائحة ليست مصدر الرعب الوحيد في هذا البلد.

موّل الاتحاد الأوربي بشكل كامل 11 رحلة بهدف إنشاء “شريان حياة طارئ” لمن هم أشد تأثراً بالجائحة في اليمن.

ستنقل هذه الرحلات بحسب مفوض إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي-يانيز لينارتشيش 220 طناً من المساعدات المنقذة للأرواح إلى عدن وصنعاء، تلبية لنداء المجتمع الإنساني في اليمن، لكن الأوضاع الإنسانية أكثر تعقيداً من المتوقع.

يبذل العاملون الإنسانيون في اليمن جهوداً متواصلة من أجل تقديم المساعدات، وهم يعملون تحت الضغط، حيث تتعرض هذه الجهود للعرقلة جراء القتال، ماتسبب في حرمان 8 ملايين يمني من مساعدات إنسانية ملحة وطارئة خلال العام 2019.

اليوم تتصاعد وتيرة القتال ترافقًا مع انتشار كورونا، يأتي ذلك في ظل اتساع فجوة الاحتياجات الإنسانية الطارئة نتيجة حدوث تراجع في مستوى الاستجابة، ليس فقط بسبب ارتفاع وتيرة المواجهات، بل ولأسباب أخرى لاتقل تأثيراً.

طلبت الأمم المتحدة في يونيو 2020، مبلغ 2.4 مليار دولار من أجل توفير المساعدات الأساس والحماية لملايين الأشخاص، بما في ذلك آلاف من المهاجرين العالقين في اليمن، غير أن تعهدات المانحين لم تبلغ ذلك السقف بحسب المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية.

“ثمة حاجة لوقف فوري وثابت لإطلاق النار تلافيًا لخسارة المزيد من الأرواح وللسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين” يقول لينارتشيش.. ويضيف “لايمكن أن تكون المساعدات الإنسانية بديلًا لإيجاد حل للنزاع”.

إقرأ أيضاً  السفارة الأمريكية : الهجمات الحوثية تؤثر على حياة الناس

خمس سنوات واليمنيون يقتلون بعضهم في حرب ضحيتها حق الحياة ومكتسبات البلد وموارد الشعب الذي ضيع وسط هذه المتاهة وجهته وتطلعاته في انتظار غدٍ لا يبدو أنه قريب المنال حتى الآن.

“يجب أن تصمت البنادق” يقول مفوض إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، خلال مقالة رأي له نشرت في موقع Devex في الـ 24 من يوليو الجاري، داعياً إلى ضرورة إيجاد طريقة دبلوماسية للخروج من هذه الحرب كي يصل العاملون الإنسانيون إلى من يحتاجون المساعدة الطارئة، ولكي يبدأ اليمنيون بناء حياتهم.

“لا يوجد وقت كي يُهدر، يحتاج اليمنيون المساعدة ويحتاجونها الآن، لايمكن للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي على نطاق أوسع أن يتجاهلوا ذلك” يقول لينارتشيش في ذات المقالة، ويقول “لسان حال الشعب اليمني، يكفي اقتتالاً فلا يمكن لهذه المأساة أن تستمر” وتبقى الإجابة رهينة الأطراف وحلفائهم.

خلفية

أدت خمسة أعوام من النزاع، إلى بلوغ أزمة اليمنيين حضيض الوضع الإنساني بحسب تقارير دولية.

ففي بداية العام الجاري 2020، بلغت نسبة المحتاجين إلى نوع ما من المساعدات الطارئة نسبة 80 بالمائة من السكان.

وفي حين يتسبب نقص التمويل وزيادة القيود المفروضة على الوصول الإنساني مستويات أعلى من الصعوبة والضعف، يرتفع منسوب التوقعات بأن يؤدي تأثير جائحة فيروس كورونا، إلى المجاعة.

منذ بداية النزاع العام 2015، خصص الاتحاد الأوروبي حتى الآن مبلغ 896 مليون يورو للاستجابة للأزمة في اليمن، بما في ذلك كان حظ المساعدات الإنسانية منها مبلغ 554 مليون يورو، فيما وجه مبلغ 318 مليون يورو كمساعدات تنموية.

مقالات مشابهة